ما أن انتهى خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مساء يوم الأحد الماضي، حتى تبدّدت حالة من القلق أعقبت اغتيال القائد العسكري الكبير في حزب الله السيد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل ثلاثة أسابيع ونيف.
ما أن انتهى خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مساء يوم الأحد الماضي، حتى تبدّدت حالة من القلق أعقبت اغتيال القائد العسكري الكبير في حزب الله السيد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل ثلاثة أسابيع ونيف.
قد يكون أسهل الخيارات في تفسير ما حدث ويحدث وسيحدث، وخصوصاً عند الجمهور المخاصم لإيران، هو الحديث عن عدم قدرتها على الدخول في مواجهة شاملة مع كيان يقف خلفه الغرب برمته، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، لكن نظرة متأنية قد تفتح أبواب تحليل أخرى!
في ظل المناخات المتضاربة التي رافقت انتهاء جولة مفاوضات الدوحة الأخيرة برعاية أمريكية قطرية مصرية وفي انتظار الجولة المقبلة المقررة في القاهرة، الأسبوع المقبل، يستمر السؤال ذاته: هل يُبادر كلٌ من حزب الله وإيران للرد على اغتيال القيادي الكبير فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية وزعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، بين الجولتين، أم يستمرا بتأجيل ردهما.
لم يمضِ يومٌ واحد على إعلان كل من الولايات المتحدة ومصر وقطر عن عقد جلسة مفاوضات جديدة في الخامس عشر من أغسطس/آب الجاري في الدوحة أو القاهرة، حتى كانت حكومة بنيامين نتنياهو ترتكب مجزرة جديدة في مدرسة التابعين في حي الدرج بمدينة غزة ذهب ضحيتها أكثر من 100 شهيد و200 جريح.
ما تزال "الجماعة الإسلامية" في لبنان تعاني مأزقاً بنيويّاً لطالما وَسَم مسيرتها التاريخيّة، إذ لم تحسم أمر المصالحة بين الوطنيّ والأمميّ في سلوكها وخطابها.
نشهد لحظة تصعيد متبادل ومتسارع بعد إسقاط إسرائيل قواعد الاشتباك (توازن الردع بشكل خاص) التى كانت قائمة وناظمة للحروب المختلفة الأشكال خاصة على الجبهة اللبنانية ـ الإسرائيلية (اغتيال القيادى في حزب الله فؤاد شكر فى الضاحية الجنوبية واغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس فى طهران).
لم يعد السؤالُ مطروحاً: هل يرد أو لا يرد حزب الله والإيرانيون على اغتيال القيادي العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر (السيد محسن) في مبنى سكني في ضاحية بيروت الجنوبية ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في مجمع أمني للحرس الثوري الإيراني في قلب طهران. الرد بات مؤكداً لكن الكيفية والتوقيت "متروكان للميدان"، حسب مصادرحزب الله.
يقف العالم مترقباً حذراً وجلاً مما يمكن أن يحصل في منطقة غرب آسيا، خشية اندلاع الحرائق الكبرى المؤجلة منذ عام 1948، في إثر نجاح النظام الغربي بتعزيز تحطيم المنطقة والهيمنة عليها بإنشاء الكيان الصهيوني الوظيفي كقاعدة عسكرية متقدمة للغرب.
إذا اتسع نطاق الصراع، ستجد إسرائيل نفسها عرضة لاضطرابات وتهديدات جمَّة لم يسبق لها أن تعرضت لمثلها، وستختبر تحديات صعبة لا تشبه كل ما مرّت به منذ عقود، بما في ذلك الهجوم الذي تعرضت له في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بحسب "فورين بوليسي"(*).
يُحدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الساعات المقبلة موقف الحزب السياسي والميداني من "الجريمة الكبرى" (حسب بيان الحزب) المتمثلة باستهداف القيادي العسكري الكبير في الحزب الشهيد فؤاد شكر المعروف بـ"السيد محسن".. إلا أن ذلك لا يمنع من طرح بعض الأسئلة والاستنتاجات حول ما جرى بين لبنان وإيران وبينهما العراق في الساعات الماضية.