
فجر اليوم (الأحد) انتهت المرحلة الأولى من اتفاق هدنة غزة الموقع بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة من مصر وقطر والولايات المتحدة فى ١٩ يناير/كانون الثاني الماضى.
فجر اليوم (الأحد) انتهت المرحلة الأولى من اتفاق هدنة غزة الموقع بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة من مصر وقطر والولايات المتحدة فى ١٩ يناير/كانون الثاني الماضى.
لم يعد خافياً على أحد أن رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يُعطّل كل المبادرات والمفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفي كل مرة يخترع ذريعة جديدة لقطع الطريق على اي انجاز يُمكن أن تحقّقه إدارة جو بايدن، في انتظار كسب رهانه الرئاسي الأميركي؛ أي عودة المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
يُظهِر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، منذ فترة، وَلَعاً بالخرائط لدعم وجهات نظره حول محور فيلادلفيا، الذي ذهب بعيداً في رفع مستوى أهميته إلى درجة "الضرورة الوجودية" التي لا تضاهيها ضرورة أخرى، حتى ولو ارتبط الأمر مثلاً بمصير ما تبقى من أسرى إسرائيليين لدى حركة "حماس".
"بايدن يقامر بكل ما يملك في الشرق الأوسط"؛ تحت هذا العنوان، كتب المحرر العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي تقريراً لصحيفة "يديعوت أحرونوت، ضمنه تفاصيل جديدة بشأن المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإسرائيل بالتنسيق مع مصر وقطر، إستعداداً لتقديمها لحركة حماس. ماذا تضمن تقرير بن يشاي؟
ليس من باب المصادفة أن يختار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارة أنقرة في هذا التوقيت الإقليمي الحسّاس، وبخاصة في ظل تقديرات بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ماضِ في حرب الإبادة المفتوحة ضد غزة، برغم محاذير عدم تجاوبه مع حاجة واشنطن لوقف النار وتمسكه بمحور فيلادلفيا إلى حد اتهام مصر بالتغاضي عن تعاظم قوة حماس خلال السنوات الماضية.
ليس من باب الصدفة أن يُباغت الوفد الإسرائيلي المشارك في اجتماعات الدوحة، قبل حوالي الأسبوع، رئيس الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، رداً على إصراره بوجوب إبرام تسوية عاجلة، بتذكيره بشكل فج بما صرّحه الرئيس الأميركي جو بايدن على باب طائرته في مطار بن غوريون بعد 11 يوماً من اندلاع حرب "طوفان الأقصى". قال بايدن أن الوقت "حان للسماح لإسرائيل بالذهاب الى النهاية"، أي أن لا سقف زمنياً للعملية الإسرائيلية في غزة.
الأسئلة والتساؤلات ذاتها ما زالت مطروحة، عند جميع المعنيين من أطراف وقوى دولية وإقليمية فيما يتعلق بمسار التطورات والسيناريوهات المحتملة بعد أشهر عشرة ونيف من حرب غزة التى تبدو أنها مفتوحة فى الزمان، ولو أنها حتى الآن محاصرة نسبيا فى المكان.
تستمر الجهود الهادفة إلى وقف العدوان الإسرائيلي المُدمّر على قطاع غزة، وإذ من المقرر أن تحسم جولة القاهرة التفاوضية، هذا الأسبوع، التعقيدات المختلف عليها بين المقاومة الفلسطينية والإحتلال الإسرائيلي، لتنتقل بعدها جولة التفاوض إلى الدوحة، للتوقيع على النتائج المفترضة، فلا شيء حتى الساعة يُمكن الرهان عليه للقول إن مجالات الأمل فُتحت وبات وقف النار قريباً.
انتهت اجتماعات الدوحة التفاوضية اليوم (الجمعة) ببيان للوسطاء الثلاثة الأميركي والمصري والقطري وصف نتائج جولة "الفرصة الأخيرة" بأنها "كانت جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية".
برغم تصاعد الحديث عن وجود "فرصة جدية" لإبرام صفقة تؤدي إلى هدنة مستدامة في قطاع غزة، ثمة خشية من أن يبادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تطيير "الفرصة" سعياً منه إلى كسب وقت إضافي يحاول من خلاله فرض وقائع جديدة.