هل شقّ العراق طريقه نحو توافق سياسي، يتجاوز الخلاف بين القوى الشيعية الأساسية، على نتائج الإنتخابات التشريعية المبكرة في 10 تشرين الأول/أكتوبر؟
هل شقّ العراق طريقه نحو توافق سياسي، يتجاوز الخلاف بين القوى الشيعية الأساسية، على نتائج الإنتخابات التشريعية المبكرة في 10 تشرين الأول/أكتوبر؟
نشر معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب دراسة للباحث في المعهد يارون شنايدر، خصصها للشأن العراقي وخلص فيها إلى أن ما يجري هناك يمكن أن يشكل مُحفزاً لـ"قزى معادية لإيران"، ولا سيما في لبنان من أجل الإقتداء بـ"النموذج العراقي" لرفع الصوت ضد "التدخل الإيراني"!
تبدت فى محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقى «مصطفى الكاظمى»، بالأجواء التى أحاطتها والطريقة التى جرت بها، صراعات على القوة والنفوذ وتفلتات سلاح قد تأخذ مداها إلى مواجهات دموية محتملة لا يمكن تجنب عواقبها الوخيمة.
وسط غبار محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بدا المشهد العراقي أشبه بساحة حرب سياسية، أمنية، إعلامية، وكأن ما حدث بدّل قواعد اللعبة وأوراقها.
أي انكشاف أمني سواء في بيروت بعنوان "أحداث الطيونة" او في بغداد بعنوان "محاولة إغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي"، يفتح الباب عريضاً أمام لائحة طويلة من المشتبه بهم ومن المستفيدين كما من المتصيدين في المياه العكرة في العاصمتين العربيتين اللتين تم اقتيادهما عنوة خلال العقدين الماضيين، الى سلسلة لا نهائية من اختبارات الدم والموت، العشوائية والمستهدفة على السواء.
ينشغل الوسط العراقي بنتائج وتداعيات الإنتخابات التشريعية التي جرت في 10/10 لمواجهة الاستحقاق الأكبر وهو الإتفاق علی إسم رئيس الوزراء.
بين ساحة كهرمانة حيث تمثال يجسد قصة علي بابا والأربعين لصاً، وشارع أبو النواس حيث يستقر شهريار الملك السفاح وجاريته شهرزاد التي لا تملك رفاهية التوقف عن قص الحكايات، ظلت بغداد مكبلة بين أساطير لا تعرف الانفكاك منها وثنائية فساد ودماء أفنت آلاف الأرواح وتبخرت معها مئات المليارات من الدنانير والدولارات.
إذا لم يحسن اللاعبون الكبار احتواء نتائج الإنتخابات العراقية التشريعيّة المبكرة (10 تشرين الأوّل/أكتوبر الجاري) وتداعياتها، فإن «الاحتمالات» المطروحة ترسم صورةً ضبابيّة بين «انفراجاتٍ» قريبة وصولاً إلى انسدادٍ سياسيٍّ مماثلٍ لما جرى عام 2018. وبين التفاؤل والتشاؤم، يلعب ساسة البلاد ضمن «هوامش» ضيّقة، بانتظار «نضوج» الطبخة الأميركيّة – الإيرانيّة.
لم تكن إنتخابات 2021 في العراق مفصلية كما سيق لها من شعاراتٍ وآمال. لن تؤسس لواقع جديد بقدر ما تُعبّر عن واقع بلد مأزوم، وما نسبة الاقتراع المخيبة للتوقعات إلا إعلاناً بأن البديل الجدي عن الواقع السياسي الحالي لم ينضج بعد.
بمجرد إغلاق مراكز التصويت في الانتخابات البرلمانية، دخل العراق مرحلة من الغموض السياسي التي قد تمتد أسابيع عدة، فيما ينتظر أن تتكثف في الكواليس، المساومات المبكرة، والتفاهمات وحتى الخيانات بين السياسيين، بغض النظر عمَّا تحتويه صناديق الاقتراع من أسرار ووقائع، وذلك على قاعدة "الغاية تبرر الوسيلة".