
الكلمات التالية هى مجرد انطباعات أولية غير نهائية فى انتظار رؤية النتائج السياسية الفعلية لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبنانى الذى تم الإعلان عنه مساء أمس الأول (الثلاثاء) ودخل حيز التنفيذ فجر أمس (الأربعاء).
الكلمات التالية هى مجرد انطباعات أولية غير نهائية فى انتظار رؤية النتائج السياسية الفعلية لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبنانى الذى تم الإعلان عنه مساء أمس الأول (الثلاثاء) ودخل حيز التنفيذ فجر أمس (الأربعاء).
كلُ ما سأكتبه الآن، أكتبه للغد. أكتبه بالدرجة الأولى لفلذات كبدي، سارة وكيندة وعلي، لو قُدّر لهم البقاء، إذ مرّ حين من الوقت - بعد أن سجّلت موقفي من الأحداث - قلّ فيه اقتناعي بجدوى الكتابة في ظلّ ما يقرّره أهل الميدان والقرار، وما يكتبون مشهده ويتركون أثره في عقول ونفوس المراقبين. لكن، للزّمن حقّه، وللنّاس سرديّاتهم الذّاتية، ولي واجب استكمال موقفي ورؤيتي، وحقّ على الأولاد أن يعرفونها تمام المعرفة، تماماً كما حقّهم بالمغايرة في الرأي بعد سعيٍ منهم للمزيد من المعرفة والاطلاع والتّحقّق.
يخيم التشاؤم على المناخ العام في لبنان. أسبابه عديدة؛ بعضها بالفطرة مثل النكد، حب الاعتراض، نظرية المؤامرة، التوقعات والخيبات المرتفعة. اللبناني فاقد للثقة بكل شيء. لم يهنأ اللبناني بيوم سعيد في بلده. حرب أهلية واجتياحات وحروب إسرائيلية، خضّات أمنية داخلية، اغتيالات، حرائق، انتفاضة ٢٠١٩، أزمة المصارف والمودعين، انفجار مرفأ بيروت، وصولاً إلى حرب ٢٠٢٤.
يبحث هذا المقال في المكاسب التي حقّقتها المقاومة في هذه المعركة التاريخية مع العدو الصهيوأميركي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى حين كتابته، ويشير إلى العناصر والعوامل الشاقلة والمرجّحة للميزان مستقبلاً، مع إدراكنا أننا ما زلنا في قلب المعركة وأن الاحتمالات ما زالت مفتوحة وأن النتائج والسرديات قيد التشّكل إلى أن تضع الحرب أوزارها.
أجدني، اليوم، وبعد مرور 13 شهراً ونيف على الحرب الإسرائيلية على غزة، معنية بوضع النقاط على الحروف، كمواطنة عربية مؤمنة بحرب الإرادات، وهي حرب مفتوحة ولكنها محكومة بأفق رسمته لنا وللجيل الآتي من بعدنا، دماء الشهداء المقاومين.
عند كلّ ظهور لمسؤول العلاقات الاعلاميّة في "حزب الله"، الحاج محمّد عفيف، يتفاجأ البعض في الدّاخل اللّبنانيّ من هذا الخطاب ذي المعنويّات العالية والثّبات غير المشروط (أقلّه في ما يظهر لهم).. ويعترض آخرون متهمين الحزب بالمضي في درب المبالغات، ومطالبين المقاومة اللّبنانيّة بالاستسلام سريعاً تحت مسمّيات مختلفة، ومبرّرات متعدّدة.
أربعون يوماً على ارتحال سيد شهداء محور المقاومة السيد حسن نصرالله في السابع والعشرين من أيلول/سبتمبر الماضي، مرت دون أن تصبح الأربعون ذكرى رحيلٍ أو حتى ذكرى استشهاد كأي ذكرى موتٍ أو وفاة، لا على مستوى قيادة المقاومة، ولا بالنسبة لمجاهديها، ولا في بيئتها الحاضنة، ولا في غيرها من البيئات في الداخل والخارج.
في أدبيات ما قبل حرب "طوفان الأقصى"، كان حزب الله يعد أنصاره بدخول الجليل (المنطقة الحدودية بين جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة). لم يكن ذلك وعدًا عابرًا لأهداف تعبويّة، بل ركناً أساسيًّا في تصوّرات العقل الجمعي لـ"بيئة" المقاومة.
لم يكن أحدٌ يأمل أن تؤدي المهمة الأمريكية الأخيرة بين بيروت وتل أبيب إلى وقف إطلاق النار أو تحقيق هدنة بين الجانبين. وحده المبعوث الأمريكي الخاص آموس هوكشتاين كان يُراهن هو وزميله المبعوث الخاص بالشرق الأوسط بريت ماكغورك على إمكان تحقيق خرق يُصرف في صناديق الإنتخابات الرئاسية الأمريكية لمصلحة المرشحة كامالا هاريس!
في لحظة كتابة هذا المقال، يكون قد انقضى نحو شهر على بدء "الغزو" البري الصهيوني للجنوب اللبناني؛ وبمثل ما بدأ في يومه الأول من تشرين الأول/أكتوبر المنصرم، يستمر بإيغالٍ أشدّ توحشاً، وأكثر اتساعاً، لكنه يلج شهره الثاني مراوحاً مكانه البري. فهل هذا طبيعي أم استثنائي، وما هي الأسباب وماذا ستكون النتائج؟