
الحدث الأهم هذا العام فى الشرق الأوسط تمثل فى السقوط السريع، والمفاجئ للكثيرين بالشكل الذى تم فيه، للنظام السورى برغم أن الكثير من مؤشرات الضعف حول قدرات النظام كانت قد ظهرت قبل ذلك.
الحدث الأهم هذا العام فى الشرق الأوسط تمثل فى السقوط السريع، والمفاجئ للكثيرين بالشكل الذى تم فيه، للنظام السورى برغم أن الكثير من مؤشرات الضعف حول قدرات النظام كانت قد ظهرت قبل ذلك.
مرّ أسبوع على سقوط نظام البعث وآل الأسد في سوريا ولا تزال الأسئلة تتوالد بشأن أسباب الانهيار السريع لهذا النظام الذي حكم سوريا برئيسين فقط على مدى 54 عاماً، كما تتوالد الأسئلة أيضاً عن أبرز الخاسرين وأبرز الرابحين من هذا الانهيار، ولا يقل عنها عدد الأسئلة عن الاتجاه الذي تنحو إليه الدولة السورية الجديدة.
ما تزال الأحداث في سوريا في حالة من التدفق، بحيث يصعُب الخروج بتصور دقيق للمستقبل. إنما الواضح حتى الآن، هو بروز لاعبين جدد في الداخل والإقليم على حساب القوى التي سادت لعقود. وهذا، بدوره، لا بد أن يفرز واقعاً جديداً لهذا البلد المحوري.. وربما لسائر بلدان المنطقة.
سقوط النظام السوري ليس وليد لحظة. هو مسار تاريخي دشّنت آخر فصوله الثورة السورية عام 2011 وصولاً إلى الاقتتال الداخلي الذي انخرطت فيه دول عديدة وما رافقه من ضغوط خارجية على النظام السوري، كان أصعبها "قانون قيصر" بما رتّب من نتائج كارثية على الشعب السوري ولا سيما وظائف القطاع العام، بما فيها الجيش وباقي المؤسسات الأمنية.
برغم أن الأردن ينضوي في حِلْفٍ معادٍ للحلف الذي كانت تنضوي فيه سوريا بشّار الأسد، لكن الكثير من القواسم الجيوسياسية تجعل مصالح البلدين الأمنية واحدة، قولًا واحدًا.
لا أعلم إن كان هناك من كان قادراً على التنبؤ بانهيار نظام بشار الأسد بهذه السرعة. فلو أن أحداً خاطبني قائلاً بأن المعارضة المسلحة ستصل إلى دمشق يوم 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، وبأن الأسد سيكون قد غادرها، لضحكت بغرور الباحث، وقلت: كم قتلتنا وتقتلنا الرغبوية!
إذا ما قُيّضَ لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل أن ينجح، ويلتزم الطرفان بمندرجاته طبقاً لقرار مجلس الامن 1701، بصورة تُحقّق الحد الأدنى من الهدوء على جانبي الحدود، هذا لا يعني أن الأمور انتهت عند هذا الحد. كيف؟ ولماذا؟
في أعقاب الإطباق المذهل والسريع على السلطة في سوريا على يد تحالف من الإسلاميين بقيادة "جبهة تحرير الشام" والإعلان عن تعيين رئيس حكومة انتقالية، كثُرت أسئلة المحللين والخبراء والصحافيين، لكن بدل الانشغال في تفاصيل هذا الحدث، ربما يجدر بنا التوقف عند الدلالات العميقة لهذا التحول على مختلف الأصعدة. كما ينبغي التحلي بالجرأة لمحاولة استشراف ما قد يحمله المستقبل لسوريا والمنطقة.
إن نهاية نظام الأسد تضع سوريا على حافة أن تصبح دولة فاشلة، وستكون عنصراً أساسياً لتغيير كل موازين القوى في الشرق الأوسط، والعالم أجمع ربما. وعلى الدول الغربية والخليجية التواصل مع "القادة الجُدد" في دمشق وتوجيههم نحو حكم براغماتي، إن لم يكن ديموقراطياً، لمنع وقوع المزيد من المآسي وعدم الإستقرار في المنطقة، بحسب "فورين أفيرز".
هل كانت محضَ صدفةٍ زمنية، أن تبدأَ الجماعاتُ المسلّحة هجومَها على سوريا من مدينة حلب في الرّابعة من فجر الأربعاء 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أي في الدّقيقة نفسِها، للسّاعة نفسِها، من اليوم نفسِه، وفي الشهر نفسِه، لبَدء وقفِ العدوان الإسرائيلي على لبنان؟