رأي Archives - 180Post

799.png

لا تُقاس الصراعات الكبرى دائمًا بميزان القوة العسكرية أو باتساع رقعة الاشتباك أو بعدد الضحايا وحجم الدمار، بل بطبيعة العلاقة التي تربط أطرافها قبل لحظة الانفجار. فغالبًا ما تكون النزاعات الأخطر تلك التي تنشب بين أبناء المسار الواحد. عندها، لا يعود الصراع مواجهةً بين مشروعين متعارضين، بل يتحوّل إلى نزاع على تعريف الأصل ذاته، وعلى من يمتلك حق تمثيله واحتكاره.

90909090909.jpg

مع تراجع لغة التهديد والوعيد الأمريكية و"الإسرائيلية" للبنان في الآونة الأخيرة، فإن قراءة متأنية لزيارة رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو إلى واشنطن قبل نهاية السنة، تُظهر تأرجحًا بين احتمالين: إمّا حصوله على ضوء أخضر لتوسيع عدوانه على لبنان، أو الاكتفاء بما حقّقه على مدى سنتين من الحرب والتوجه إلى استثمار وحماية "إنجازاته". ولاستشراف أيّ من الاحتمالين هو الأكثر ترجيحًا لا بد من قراءة الصورة الإقليمية والدولية.

750-16.jpg

لا يلمس زائر باكستان، أو "الأرض المباركة"، كما شاء مؤسسوها الأوائل أن تكون صفة لموصوف، أي أثر لنزاعات تأخذ طابعًا مذهبيًا، لا في العلاقات الاجتماعية ولا في الدورة الاقتصادية ولا في المؤسسة العسكرية التي تحتوي الدولة وتقدّم نفسها حامية لها، وبالطبع لا تلغي هذه الصورة العامة نتوءات دموية تحصل بين حين وآخر، إلا أنها لا تنقض ولا تفسخ البنية الوطنية الباكستانية التي اكتملت بعد مسار يقارب ثمانية عقود.

800-51.jpg

نعيش زمناً تعيد فيه البشرية تشكيل علاقتها بالعمل والجهد والمعنى. جيل Z يظهر بوصفه نتاج بيئة رقمية كثيفة الإيقاع، حيث اللذة سريعة، والمكافأة فورية، والخيارات مفتوحة بلا حدود واضحة. هذا الجيل تشكّل وعيه داخل اقتصاد الانتباه، فصار يقيس الحياة بمستوى الراحة، وقابلية الاحتمال، وجودة المزاج اليومي. العمل الطويل يفقد بريقه، والانغماس المهني الممتد يتراجع حضوره، وتبرز شخصية مهنية جديدة، كائن دوباميني تحرّكه دوائر المكافأة العصبية أكثر مما تحرّكه السرديات التقليدية للنجاح.

khalde.jpg

تتصاعد من وقت لآخر التهديدات الإسرائيلية بحرب جديدة تطال هذه المرة لبنان بشعبه ومؤسساته وبناه التحتية.. وثمة وفود آتية وأخرى مغادرة، وهذه وتلك تزعم بأنها تسعى لمنع حصول تلك الحرب أو على الأقل تأخيرها!

750-15.jpg

لا تُقرأ قضية «أبو عمر»، التي تصدّرت المشهد اللبناني في كانون الأول 2025، بوصفها مجرّد ملف احتيال مالي، بل كواقعة كاشفة لبنية أعمق في الحياة السياسية اللبنانية. فقد فتحت نافذة على علاقة ملتبسة نسجتها شرائح من الطبقة السياسية مع الخارج، وعلى صورة القوة والشرعية كما تتخيّلها هذه الطبقة، وحدود السيادة كما تمارسها فعلياً لا كما تعلنها في الخطاب.

slider.jpg

المقاومة هي المسمى المضاد للاحتلال والقمع، لكنها غالبًا ما تُختزل في الوعي بنمطٍ واحد؛ هو المقاومة المسلحة، التي تتمظهر في تأثيرات آنية وعاجلة، وقدرة على مبادلة العنف وصده وتحديه عبر فعل مباشر، صداميّ وصاخب، مهما بدت نتائجه قاصرة أمام بنية الاحتلال الشاملة، غير أنّ حصر المقاومة في هذا الإطار يحجب مجموعة واسعة من الممارسات التي تجري يوميًا، بصمت أحيانًا، وتمثّل بدورها شكلاً أصيلًا من أشكال الصراع مع منظومات السيطرة الاستعمارية.

800-50.jpg

الكل بانتظار ما ستسفر عنه القمة الأمريكية ـ الإسرائيلية في ٢٩ من هذا الشهر في وشانطن لمحاولة استكشاف مستقبل التطورات في العام القادم، في المسارات الساخنة والقابلة لمزيد من التسخين بدرجات وسرعات وأوقات مختلفة على الجبهات المشتعلة والمترابطة بأشكال عديدة. وهي المسارات التي تفصل بينها إسرائيل لأسباب تتعلق برؤيتها الأيديولوجية (وبخاصة مع الحكومة الحالية) والاستراتيجية ومصالحها الأمنية الأساسية والحيوية.

800-49.jpg

تاريخيًا، تشكّل النظام السياسي في لبنان حول زعامات محلية ومناطقية لعبت دور الوسيط بين المجتمع والدولة. فقد جمع الزعيم المحلي بين الحظوة الاجتماعية والقدرة على تعبئة الأنصار وتأمين الخدمات، مستندًا في شرعيته إلى شبكة من الولاءات العشائرية والطائفية والمناطقية منحت حضوره السياسي بعدًا متجذّرًا في بيئته المباشرة.

ISISydney.jpg

تبدّت مفارقات لافتة للانتباه في هجوم «سيدني»، الذي أفضى إلى مقتل 16 يهوديًا وإصابة آخرين على شاطئ «بوندي» أثناء احتفالهم بعيد الأنوار «حانوكا». وخضع الهجوم، كما هو معتاد ومتوقع، لتوظيف سياسي ودعائي واسع ومكثف استهدف تأكيد السردية الإسرائيلية للحرب على غزة، وتحميل الحكومات الغربية، التي اعترفت بالدولة الفلسطينية أثناء الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، مسؤولية تفشي العداء للسامية.