رأي Archives - 180Post

800-25.jpg

ثمة رؤيتان تتجاذبان أنظمة وشعوب المنطقة منذ ما يقارب الأربعة عقود ونيف، الأولى، تتمثل بـ"محور المقاومة" بقيادة إيران بُعيد انتصار ثورتها الإسلامية عام 1979، والتي تعتبر خيار المواجهة مع إسرائيل هو الطريق الناجع لانتصار القضية الفلسطينية. والثانية، تقوم على فكرة الواقعية السياسية وقراءة موازين القوى في المنطقة والعالم، وبالتالي تجنح نحو السلام، وتتمثل في ما تسمى دول "الاعتدال العربي"؛ الدول التي تبنت ما تسمى "الرؤية الإبراهيمية" وخاضت منذ سنوات غمار التطبيع المجاني مع إسرائيل.

Gaza_13.jpg

 ارتبط الجدال حول العلاقة بين الدولة في المشرق وحركات المقاومة بالصراع الداخلي في مجتمعات المنطقة. لا بل أنه سؤال يعود إلى ما بعد هزيمة 1967 وسقوط أحلام العرب أمام واقع الهزيمة المدوي، ما فتح الطريق أمام الحركات الفلسطينية أولاً، وثانياً أمام صعود منظمات الإسلام السياسي والجهادي، ولو كان كلٌ من الفريقين في اتجاهٍ مختلف.

Gaza-1280x619.jpg

منذ الأسبوع الأول، رأينا أن ما يجري في قطاع غزة ليست حرباً بل عِرقبادة (جريمتا تطهير عرقي وإبادة جماعية). كتبنا عن الموضوع كثيراً، وتحدثنا فيه كثيراً، كما وحذرنا من خطورة استخدام كلمة "حرب" لتوصيف ما يجري، فهذا يعطي الشرعية لسفحياهو (بنيامين نتنياهو).. "الحرب" هي السبيل الوحيد إلى براءة نتنياهو!

909090909090.jpg

الركون إلى "الصديق الأميركي" كضامن وحيد للأمن الخليجي تحوّل إلى وهم نفسي تجاوزه الزمن. واشنطن التي عُرضت طويلاً كحارس الاستقرار تنظر إلى المنطقة بميزان مصالحها الفورية، وتضع كل ما يُسمّى "القيم المشتركة" في سلة السياسة الواقعية حين تتعارض مع مركز ثقلها المالي والعسكري. التحالف مع إسرائيل يمثل انعكاس غياب البدائل الاستراتيجية الخليجية آنذاك، وتجسيد ذات خليجية انشغلت بطلب الحماية الخارجية أكثر مما انشغلت ببناء قوتها الداخلية.

751.jpg

لا يمكن اعتبار القمّة العربية الإسلامية في الدوحة التي انعقدت أمس (الإثنين) كغيرها من القمم العربية السابقة، فالحدث هذه المرّة هو الخليج نفسه وأمنه، ذلك أن إسرائيل تجاوزت الخط الأحمر عبر الاعتداء على قطر، اعتقادا منها بأنها ببساطة تستطيع فعل ذلك، بسبب إفلاتها من العقاب أو المحاسبة على ما ترتكبه من إبادة جماعية في غزة ومن توسيع للاستيطان في الضفة واعتداءات مستمرّة على سوريا ولبنان.

2cae6d96aada38289fe0199a3ac2b6f1.jpg

في اللحظة التي تنقطع فيها خيوط الزمن وتتوقف عقارب الأرض عن الدوران، يجد الإنسان نفسه على أعتاب عالم آخر، لا يشبه شيئاً مما عرفه. هناك، عند بوابة السماء، حيث يتلاشى ثقل الجسد وتبقى الروح وحدها عارية من كل أقنعة الدنيا، وقف قس مسيحي وسياسي، وقد وصلا معاً في اليوم ذاته. كان المشهد أشبه بامتحان أخير، لا تُقاس نتائجه بالانتخابات أو بالصلوات، بل بميزان خفي لا يراه سوى من أوكلت إليه مهمة الفصل بين المصائر الأبدية.

800-19.jpg

هذه المرة اختلفت الصورة فى مجلس الأمن الدولى. بدت العدوانية الإسرائيلية فى وضع مساءلة، لكنها لم تستوفِ شروط الردع، ولم يصدر بحقها أى إجراء يناسب خطورة الهجوم على العاصمة القطرية الدوحة لاغتيال وفد «حماس».