ثقافه وفنون Archives - Page 4 of 28 - 180Post

800-32.jpg

لم يبدأ وعي زياد الرحباني بالعدالة من كتابٍ أو محاضرةٍ أو برنامج سياسي. بدأ من نافذة سيارة. هناك، في صباحٍ ماطر، كان الطفل زياد يتأمل طفلًا آخر يقاربه في العمر، يستعطي على الرصيف تحت المطر. التناقض الصارخ بين المشهدين — دفء السيارة المخصصة لنقله إلى المدرسة وبرودة الإسفلت تحت جسد الطفل الآخر — أيقظ سؤالًا مبكرًا عن مصائر البشر: لماذا هو هناك وأنا هنا؟ ومن يرسم هذه الحدود التي تفصل بين مصائر الأطفال قبل أن يختاروا حياتهم بأنفسهم؟

800-30.jpg

نحبّ زياد لأنه يذكرنا بإنكساراتنا لا بإنتصارتنا- هذا إن وجدت – ولا سيما عند جيلنا، جيل الثمانينيات الذي وُلدَ في خضمّ انهيار النموذج السوفياتي. نرى فيه تماثلاً مع حالتنا كأفراد مسحوقين في نظام وضع كل قيوده لأجل خنقنا. نحبُّ زياد الرحباني لأنه يُذكرنا بذواتنا المسروقة ومجتمعنا الغارق في الاستهلاك حتى الثمالة.. لهذا كله، تحب الناس زياد الرحباني.

801-1.jpg

لم يكن زياد الرحباني يومًا فنانًا عابرًا في المشهد اللبناني، ولا مبدعًا يختبئ خلف الأسلوب أو الظرف أو حتى السلالة الفنية. بل كان دائمًا صانعًا لنمط خاص من المعرفة الفنية، متجذّرة في تفاصيل الحياة اليومية، ومشبعة بفهم نفسيٍّ وثقافيٍّ عميق للواقع الذي يعيشه ويعيد إنتاجه. من هنا، لا تُقرَأ أعماله بوصفها تعبيرات جمالية فحسب، بل كـنظامٍ معرفيّ متكامل ينشأ من الذات وينفذ إلى بنية المجتمع.

madi.jpg

لم يصمت رضا الكرعاني بعد «صمت الجبال»، بل واصل تأكيد حضوره الأدبي من خلال روايته الثانية «النهر الحزين». وبين الصمت والحزن هناك جبال وهناك نهر. نهرٌ يحمل أوزار من قذف به الزمن على ضفافه. وكما يُقرأ النص من عنوانه، يعلن «النهر الحزين» عن رواية تستوجب استعداد القارى للقلق الوجداني وتقتضي قدراً من الإسقاط والتحليل لينسجم وقعها مع دلالاتها.

800-5.jpg

في أيّار/مايو 2025، صدر عن المنظّمة العربيّة للترجمة كتاب "مدخل إلى اللسانيّات الاجتماعيّة" للباحث والأكاديمي الفرنسي هنري بوييه وصدّره المفكّر التونسي الطاهر لبيب، الرئيس الشرفي "للجمعيّة العربيّة لعلم الاجتماع". نقل الكتاب إلى العربيّة، الباحث والمترجم وأستاذ اللسانيّات الاجتماعيّة في الجامعة اللبنانيّة الدكتور نادر سراج. في مقدّمته للترجمة العربيّة، يصف هنري بوييه نادر سراج بـ"المترجم اللامع" الطامح من خلال أعماله، المؤلَّفة والمُترجَمة، إلى تقريب مفاهيم علم اللسانيّات إلى الجمهور العربي الواسع.

jouni.jpg

في روايته "محطّة العريس: سيرة مفتش ومدينة، حكاية بيروت الضائعة"، لا يكتب البروفسور محمد محسن رواية، بل يُطلق نشيداً شفيفاً لمدينة بأكملها، مختزلاً تاريخها، ومزاجها، وتحوّلاتها، وأوجاعها، في سيرة رجل واحد.