
أستذكر اليوم محمود درويش، وأنا من الذين لا يحتاجون مناسبة لاستذكاره، مثلما هو لم يرتضِ الغيابَ يوماً: قُلْ للغيابِ نَقَصتَني وأنا حضرتُ لِأُكْمِلكْ.
أستذكر اليوم محمود درويش، وأنا من الذين لا يحتاجون مناسبة لاستذكاره، مثلما هو لم يرتضِ الغيابَ يوماً: قُلْ للغيابِ نَقَصتَني وأنا حضرتُ لِأُكْمِلكْ.
رفعت العرعير أكاديمي وشاعر فلسطيني قُتل في غزّة بقصف إسرائيلي استهدفه وعائلته يوم 6 كانون الأوّل/ديسمبر 2023. آخر قصيدة كتبها بالانكليزية كانت بعنوان "إذا كان لا بدّ أن أموت"، ذكّرني بها مؤخراً صديق فاستوحيت منها مقالتي لهذا الأسبوع تحية لهذا المناضل الحقيقي.
عشية السابع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 1970، أي قبيل ساعات من تنفيذ "الحركة التصحيحية" في سوريا، فوجىء عددٌ كبيرٌ من الفنانين السوريين في دمشق بإتصال من وزارة الإعلام طلب إليهم التوجه على جناح السرعة إلى صالة المسرح العسكري (المكان ذاته الذي إعتُقل فيه صلاح جديد ورفاقهُ من البعثيين قبل ساعات من هذا اللقاء).
كان بودّي أن يكون تواصلنا المباشر الأول حول كتاب قرأناه وتبادلنا حوله الآراء أو في شغفٍ نتقاسمه معاً وهو الكتابة أو في هموم تُحاصرنا كبشر في هذه البقعة من الأرض، لكنه القدر شاء أن يكون أول الكلام هو العزاء بوفاة شقيقة منى (د. مهى سكرية) ثم السلام.
لستُ من محبي لهيب الصيف. دائماً أسمّي شهر تموز/يوليو بشهر الحرائق تيمنا بعنوان قصيدة مترجمة عن الإنجليزية للروائي والتشكيلي الفلسطيني الكبير جبرا إبراهيم جبرا، وكلما اقترب هذا الشهر تزداد الحرائق.
حين تكتب عن أعمال الفنان مارسيل خليفة تُفكّر كثيراً قبل أن تتحدث عن الأثر الذي حفره في روحكَ من دون أن تسقط في المديح المجاني لأنه ندر أن تعثر على هنّة، ولو هيّنة، في أعماله الفنية.
"لم يرسمني أحد.. فرسمت نفسي"، يُجيب غيلان الصفدي، الفنان التشكيلي السوري، مُبتسماً رداً على سؤالي: "أهذا أنت في اللوحة"؟
كرّس الدكتور عباس رضا جل اهتمامه بالتاريخ الشيعي اللبناني. من أطروحة الدكتوراه التي نال عليها درجة جيد جداً بعنوان "تطوُّر المؤسسات الشيعية في لبنان من البنية العائلية إلى البنية الطائفية"، إلى سلسلة كتب تتناول الإمتداد الجغرافي والعائلات والأصول التاريخية والعقيدية وحسينية النبطية، فضلًا عن كتاب بعنوان "علم الاجتماع السياسي" (دراسة في المفاهيم والاتجاهات والمكونات).
من خلال استخدام أدوات وتقنيّات اللّغة والمجاز والتّشبيه والتّصوير والموسيقى وما إلى ذلك؛ يهدفُ شعر أبي الطّيّب (الحربيّ) إلى "نقلك" من واقعٍ إلى "واقعٍ" آخر أكثر تعالِياً، ترى فيه وتشعر بـ"الحقائق" المقصودة من قبل الشّاعر.. بشكل أوضح وأعمق وأجمل. هكذا يُخاطبُ المتنبّي وأمثالُهُ من شعراء العرب عقلَك وقلبَك العربيَّين، وعقلَ وقلبَ الأعداء.. بل وعقلَ وقلبَ الأجيال اللّاحقة لهذه الحوادث "المادّيّة" (ربّما إلى يَومِ يُبعثون).
"أنتم يا من ولدتم في هذه البلاد، لا يمكنكم إطلاقًا أن تفهموا، كيف أنّ هذا التقطير يثني ويلوي تلك الأحاسيس، كيف أنّ هذا يبدو كالصدأ الذي يجعل صورتك البشريّة تتآكل رويدًا رويدًا، وكيف يُحوّلك هذا إلى منافق وكذّاب ومحتال ومراوغ مثل القطط" (عاموس عوز).