هدأ القتال في سوريا منذ سنواتٍ عديدة. إلاّ أنّ البلاد لم تعرِف كيف تأخذ طريقها إلى إنهاء الصراع والتعافي وخروج القوّات الأجنبيّة. حتى الآن، ما زالت مقسّمة على الأرض وفي الذهنيّات الاجتماعيّة، وأهلها بأغلبيّتهم الساحقة، يزدادون فقراً وجوعاً. وليس غريباً أنّ يؤدّي استمرار الاستعصاء القائم إلى تقسيمٍ فعليّ يصعب الرجوع عنه، هذا فضلاً عن استمرار المعاناة التي يعيشها السوريّون إلى ما لا نهاية.
برغم كلّ ما وصَلَنا من مساوئ سياسة رجب طيب إردوغان الخارجيّة، ومن تلوّنها حسب المصلحة الآنيّة الصّغيرة، ومن نفاقها البَيِّن في ما يخصّ قضايا إسلاميّة ومشرقيّة جوهريّة كقضيّة تحرير فلسطين وقضيّة مُحاربة الإسلام السّلفيّ التّكفيريّ.. برغم كلّ ذلك، علينا أن ندعوَ لتُركيا بألّا تخسَر كلّ هذا المجهود الدّاخليّ، إذا ما خسرت مشروع إردوغان الشّخصيّ.
من حق لبنان أن يدافع عنه أبناؤه. ترتفع أصوات المسؤولين الإسرائيليين مُهدّدة برد لبنان إلى العصر الحجري. هم على كل حال يعتبرون الفلسطينيين، كما العرب، حيوانات بشرية. لا شيء يردعهم عن قضم الأرض سوى الدفاع الذي يتطلّب حداً أدنى من التنسيق والتعاون بين القادة اللبنانيين من جميع الأطياف والأحزاب والطوائف، حتى لا يقولوا في مستقبل قريب "ولاتَ ساعةَ مندم".
إعادة تكليف رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي بتشكيل حكومة جديدة، قبل أيام قليلة، ليس إلا مؤشراً جديداً على حقيقة الأزمة الشاملة التي تعيشها مصر حالياً؛ وتأتي شموليتها من أنها أزمة في طرف الحُكم تقابلها أزمة في طرف المحكومين.
بالأمس كان السادس من حزيران/ يونيو. تاريخ يُعيدنا إلى لحظة اجتياح بيروت في العام 1982. لكأن هناك من كان يريد أن يكون تاريخنا هو تاريخ الهزائم. حتى جاء الخامس والعشرين من أيار/مايو 2000، وكان لنا ما كنا نشتهيه منذ زمن طويل.
لم يتصور أحد وصول الدراما المرتبطة بشخص دونالد ترامب إلى هذا الحد الذى وصله الأسبوع الماضى بعد إدانته جنائيا بـ34 تهمة، قد تفضى عقوبتها المتوقعة إلى السجن، إلا أن الأكثر إثارة هو أن ترامب لم ينته بعد، إذ ينتظر الشعب الأمريكى والعالم كله ما سيأتى به ترامب من مفاجآت واستثناءات خلال الأسابيع والأشهر القادمة بصورة قد لا يتخيلها أكثر كُتاب الخيال الأدبى جموحا.
في العام 1948، أطلق المفكر والمؤرخ الجزائري الكبير مالك بن نبي مقولته عن "القابلية للاستعمار" ليكشف جوهر العلاقة الإشكالية بين النخب في الدول المستعمَرة مع غُزاتهم المستعمِرين. وإذ تستقوي مكونات الوطن بعضها على بعض، يتحول الوطن فريسة لا تنضب لغزاته.
قبل الهزيمة العسكرية فى (5) يونيو/حزيران (1967) تواترت إشارات ومعلومات أن مصر قد تتعرض لضربة عسكرية وشيكة تستهدف التخلص من «جمال عبدالناصر». بدا الوصف الأمريكى لعملية يونيو دالًا على أهدافها: «اصطياد الديك الرومى»، الذى يتيه بقيادته لحركات التحرر الوطنى فى العالم الثالث كله. كانت خطة العدوان تبحث عن ذريعة.
في مقالة سابقة ("القضاء يُحدّد هويّة رئيس أمريكا المقبل")، تطرقت إلى تأثير القضاء على مسار الإنتخابات الرئاسيّة في أمريكا من خلال قضايا مُثارة مرتبطة بالمرشح الجمهوري دونالد ترامب. في هذه المقالة، أتطرّق إلى حالات سابقة مُشابهة تدخل فيها القضاء الأميركي للتبرئة بينما نجده الآن منخرطاً كلّيّاً في معركة الإنتخابات الرئاسيّة ضد ترامب!