ما حدث في سوريا ربحٌ صافٍ لرجب طيب أردوغان. مشاهد عودة السوريين من تركيا إلى وطنهم بعد "فتحها المبين"، تعطي الرئيس التركي دفعًا معنويًا وسياسيًا كبيرًا داخل أسوار تركيا وكذلك خارجها.
ما حدث في سوريا ربحٌ صافٍ لرجب طيب أردوغان. مشاهد عودة السوريين من تركيا إلى وطنهم بعد "فتحها المبين"، تعطي الرئيس التركي دفعًا معنويًا وسياسيًا كبيرًا داخل أسوار تركيا وكذلك خارجها.
على شبكة «سى إن إن»، وصفحات «نيويورك تايمز»، ظهر أحمد الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولانى، ليتحدث للرأى العام الأمريكى والعالمى عن مآسى النظام السورى، ورؤيته لمستقبل سوريا المحررة من حكم بشار الأسد. وبعدما فضّلت دول الغرب لعقود طويلة الشيطان الذى يعرفونه، على عدم اليقين من نظام جديد قد يأتى بشيطان لا يعرفونه، يبدو أن الغرب لم يكن أمامه بديل عن التعامل مع الجديد القادم من جماعة إسلامية ذات صبغة متطرفة.
دمشق ليست مجرد مدينة عربية أخرى. لعلها، باعتبار التاريخ، أقدم مدن العرب. ولعلها، باعتبار الجغرافيا، قلب هذه الأمة. ولعلها، باعتبار السياسة الإقليمية العربية، العاصمة النشاز إن صح التعبير. ولعلها، حسب مشاركين في جلسة حوارية، ولاعتبارات عدة، تستحق أن تكون موضوع نقاش.
في أعقاب الإطباق المذهل والسريع على السلطة في سوريا على يد تحالف من الإسلاميين بقيادة "جبهة تحرير الشام" والإعلان عن تعيين رئيس حكومة انتقالية، كثُرت أسئلة المحللين والخبراء والصحافيين، لكن بدل الانشغال في تفاصيل هذا الحدث، ربما يجدر بنا التوقف عند الدلالات العميقة لهذا التحول على مختلف الأصعدة. كما ينبغي التحلي بالجرأة لمحاولة استشراف ما قد يحمله المستقبل لسوريا والمنطقة.
يصعب الفصل في لبنان بين الشؤون الأمنية والسياسية، لا سيّما في الحروب الداخلية والخارجية. وعليه، لا يمكن فصل كل ما رافق مرحلة التفاوض لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان عن الواقع السياسي اللبناني كما عن محاولات إسرائيل المتكررة منذ خمسينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا في فرض أمر واقع سياسي جديد يؤدي بالتالي إلى فرض اتفاقية سلام مع لبنان.
هل كانت محضَ صدفةٍ زمنية، أن تبدأَ الجماعاتُ المسلّحة هجومَها على سوريا من مدينة حلب في الرّابعة من فجر الأربعاء 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أي في الدّقيقة نفسِها، للسّاعة نفسِها، من اليوم نفسِه، وفي الشهر نفسِه، لبَدء وقفِ العدوان الإسرائيلي على لبنان؟
تسارعت الأحداث بشكلٍ كبير في سوريا بعد لحظات من إعلان وقف إطلاق النار المؤقت في لبنان. لقد انطلقت عملية عسكرية كبيرة من الشمال أدّت إلى سقوط حلب، عاصمة سوريا الثانية خلال يومين، دون قتالٍ كبير. تلتها سريعاً حماة. وفي حين حصلت مواجهة في حمص، انطلقت عمليّة أخرى من الجنوب وصلت إلى دمشق. كي يتمّ الإعلان بعد ساعات عن سقوط حمص ومن ثمّ فرار بشار الأسد إلى موسكو.
تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في أسابيعها الستة الأخيرة لتحقيق إنجاز سياسي ملموس، يتمثل بالتوصل إلى هدنة مؤقتة في قطاع غزة، لكن هذه المساعي تواجه تعقيدات ميدانية وسياسية عديدة.
علينا، بالطّبع، أن نُقارب القضيّة بموضوعيّة صارمة في هذا التّوقيت. فالمعنيّ، في نهاية المطاف، هو شعبنا ومستقبل شعبنا، كما ومستقبل هذا البلد.. بل ومستقبل هذه المنطقة برمّتها، وفي قلبِها قضيّتها المركزيّة بامتياز، ذاتيّاً وموضوعيّاً: أي قضيّة فلسطين وكلّ ما يتعلّق بهذه القضيّة الكُبرى.
ما أن انتهت الحرب مع إسرائيل، حتى سارع اللبنانيون إلى إخضاع نتائجها لقاموس انقسامهم العامودي التقليدي الحاد: انتصار أم هزيمة؟ هو السؤال الذي يُطرح عليكَ أينما حللت. لكن هل يُمكننا أن نهدأ قليلاً، أقله حتى ننتهي من لملمة جراحنا ودفن شهدائنا.. وبعدها ليكن لكلٍ منا رأيه، سواء أكان حريصاً على إبن بلده أو حاقداً عليه بما يتجاوز بأشواط حقد العدو وكراهيته لنا.