علمتنا الأيام، وما تزال تعلمنا، أن مسافة بعرض شعرة تفصل بين القيادة والهيمنة. تلقينا هذا الدرس كأطفال ومراهقين وشباب في حياتنا الخاصة، وتلقيناه كدارسين ومراقبين وممارسين للعلاقات بين الدول.
علمتنا الأيام، وما تزال تعلمنا، أن مسافة بعرض شعرة تفصل بين القيادة والهيمنة. تلقينا هذا الدرس كأطفال ومراهقين وشباب في حياتنا الخاصة، وتلقيناه كدارسين ومراقبين وممارسين للعلاقات بين الدول.
في العشرين من تشرين الأول/اكتوبر 2011 قُبض على “الرئيس“ الليبي السابق العقيد معمر القذافي وجرى قتله على الفور، وكان سبقه بخمسة أعوام إلى العالم الآخر إعداماً نظيره العراقي صدام حسين، وبالرغم من تشابه نظامي “الرئيسين“، قسوةً وعنفاً، واعتمادهما خطاباً “وحدوياً وقومياً وتحريرياً“ شبه موحد، فإن العلاقة بينهما طغت عليها الإتهامات المتبادلة ومحاولات كل طرف إطاحة الآخر وإسقاطه عن رأس نظامه.
من يصنع الثراء؟ الفقراء. الرأسمال غول لا يشبع. الرأسمال الرحوم مفقود، بل مستحيل. إنه فيروس لا شفاء منه، ولا علاج له. لا أحد ينجو منه.
عندما يُصدّح شيخٌ من مشايخ أهل السنّة في يومنا هذا أنّ باب الإجتهاد مغلقٌ أو أنّ لا إجتهاد مع وجود النصّ، فهو يفعل ذلك لأغراض ونوايا (معظمها سياسي وبعضها خبيث)، وليس لأنّ التراث السنّي يمنعه من الإجتهاد.
من تكون جورجيا ميلوني؟ إختلط حابل الصح من الأجوبة بنابل الغلط منها. جورجيا ميلوني إمرأة إيطالية شقراء تحب موسوليني. فاشية. يمينية. عنصرية. أمية. عصرية. متعصبة. كلاسيكية. تكره المثلية واللاجئين. فقيرة. نادلة مطعم. آتية من أزقة روما الخ..
حتى لحظة إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس، أن التهديد النووي في أعلى مستوياته منذ أزمة الصواريخ الكوبية قبل نصف قرن، كان المسؤولون الأميركيون غير مقتنعين بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعمد فعلاً إلى الضغط على الزر النووي، سواء كان تحذيرياً أو تكتكياً أو إستراتيجياً، في حال ساءت أحوال جيشه أكثر في الميادين الأوكرانية، ولمس "تهديداً وجودياً" لوحدة الأراضي الروسية.
في شوارع العراق، باستثناء الدعاية الأيديولوجية والصور المبعثرة بين شارع وآخر، لا شيء حقيقيًا يقول إن إيران تركت أثرًا طويل الأمد هنا. في الحوارات مع عراقيين عاش بعضهم في إيران وقاتل معها في الحرب ضد نظام صدام حسين، إجماعٌ على أنّ حلفاء طهران لم يتركوا لها ذِكرًا حسنًا، بل صنعوا كل الأسباب التي تجعلها اليوم عنوانًا من عناوين الشعارات السلبية في التظاهرات ضد المنظومة السياسية.
الآن وقد شهدنا لحظة توقيع فلاديمير بوتين رسمياً على قرارات ضم المناطق الأوكرانية الأربع إلى الاتحاد الروسي، تزامناً مع الاندفاعة العسكرية المضادة من جانب أوكرانيا واستعادة مساحات في غرب ما اقتطعته روسيا من مناطق، وكذلك مع إعلان موسكو حشد قوات بمئات الآلاف من الأفراد الإضافيين.
كان ذلك خلال ثمانينيّات القرن الماضي. في ذروة موجة السيّارات المفخّخة التي ضربت لبنان. فعندما كنتُ ألمح سيّارة "عتيقة" مركونة إلى جانب الطريق، أسارع لتغيير مساري. إذْ كان شائعاً اختيار هذا الصنف من السيّارات لتحويلها إلى قنابل موقوتة. في الحقيقة، لم أكن أخاف أن أموت جرّاء انفجارها. بل، من ألاّ أموت. وأبقى حيّةً مع جسدٍ ميت!
يؤكد قرار تحالف "اوبك بلس" النفطي بخفض الإنتاج، في هذا التوقيت بالذات، ان زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن للسعودية في منتصف شهر تموز/يوليو الماضي لم تنجح في إعادة الدفء للعلاقات "الاستراتيجية" السعودية ـ الاميركية، بل جعلتها أكثر "برودة"، في هذا الزمن الطاقوي الصعب، دولياً.