سُئِل الرجلُ الهرمُ عن أي الأولاد أحبُ إليه، فأجاب: مريضهم حتى يشفى، وصغيرهم حتى يكبر، وغائبهم حتى يحضر. عند العرب فلسطين حتى تشفى من داء الغزو الصهيوني.
سُئِل الرجلُ الهرمُ عن أي الأولاد أحبُ إليه، فأجاب: مريضهم حتى يشفى، وصغيرهم حتى يكبر، وغائبهم حتى يحضر. عند العرب فلسطين حتى تشفى من داء الغزو الصهيوني.
اجتياح قطاع غزة مؤجل حتى إشعار ربما لن يكون بعيداً. فالإسرائيليون ومعهم؛ وربما قبلهم؛ الأميركيون مصممون على "سحق" حركة حماس، لكنه خيار بلا أفق، وعواقبه ستكون وخيمة، فضلاً عن تداعياته الإنسانية والأخلاقية والإستراتيجية- بالنسبة لإسرائيل كما للولايات المتحدة نفسها وللغرب عموماً. لماذا؟
"سرديّة الجرح الفلسطيني - تحليل للسياسة العضوية الإسرائيلية"، هو كتاب من تأليف الطبيب الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة والكاتب اللبناني ميشال نوفل، صدر في العام 2020 عن دار رياض الريس للكتب والنشر، وفيه تختلط التجربة بالفكرة والجرح بالثورة والإغاثة بالحياة. ينشر موقع 180 بوست فصولاً من هذا الكتاب، لمناسبة الحدث الفلسطيني التاريخي الذي تعيشه غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، اليوم الذي شهد عملية "طوفان الأقصى".
في كانون الأوّل/ديسمبر 2009، حُكِم على الصحافيّة الروانديّة فاليري بيميريكي بالسجن المؤبّد. فبعد 15 سنة على إبادة 800 ألف شخص من أقليّة "التوتسي"، ثبّتت المحكمة على بيميريكي تهمة التحريض على القتل. وما زال كثيرون يذكرون صوتها مُلعلعاً في الإذاعة: "لا تقتلوا هذه الصراصير بالعيارات الناريّة، بل قطِّعوهم إرباً بالسيوف والمناجل".
كلمات؟ ما نفع الكلمات؟ هذا زمن الدماء. هذا عصر تتنافس فيه الجثث على درب المقابر. هذا زمنٌ تُقتل فيه فلسطين ولا تموت. فلسطين ممنوعة، ولكنها مُصرّة على ولادتها في صخب القتل.
رفعت إسرائيل سقف عمليتها العسكرية في قطاع غزة بمجرد أن حدّدت هدفاً رئيسياً هو تصفية حركة "حماس" وباقي مجموعات المقاومة الفلسطينية، ما يعني أن خروج مقاوم واحد من المعركة على قيد الحياة يعني أن الخطة الإسرائيلية باءت بالفشل، فكيف إذا كان الميدان حافلاً بالمفاجآت؟
في العام 1967، تمكنت إسرائيل في حرب الخامس من حزيران/يونيو من تغيير الشرق الأوسط في ستة أيام. هل هذه الإمكانية متوافرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال إن الهدف من الحرب التي يخوضها حالياً في غزة هو "تغيير الشرق الأوسط"؟
خلال زيارته الأخيرة إلى تل أبيب، طلب الرئيس الأميركي جو بايدن ومستشاروه من القيادات الإسرائيلية الامتناع من توجيه ضربة كبيرة ضد حزب الله "يمكن أن تدفعه للتدخل في الحرب" الدائرة بين إسرائيل وقطاع غزة. وكان وزير الدفاع، يوآف غالانت، أراد أن يفاجئ حزب الله بهجوم استباقي، الأسبوع الماضي، لكن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عارض بضغط أميركي. هذا ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، وجاء في تقرير كتبه الصحافي في "يديعوت أحرونوت" رونين برغمان(*).
ما أصاب "إسرائيل" وأغلب أعدائها على السّواء مع "طوفان الأقصى"، هو، برأيي، وعلى حدّ تعبير فيلسوف عدم التّيقّن اللّبناني الأصل، نسيم نيكولاس طالب.. "بجعة سوداء" (Black Swan) وبامتياز.
الحرب والإعلام رفيقان متلازمان. هذه حقيقة تثبتها الحروب المتتالية منذ حرب القرم (1854- 1856)، التي يُعيد إليها الباحثون تاريخ ولادة ما يعرف بـ"المراسل الحربي"، وصولاً إلى يومنا هذا.