
حتماً ستنتهي حرب غزة خلال أسابيع قليلة. بعملية عسكرية إسرائيلية في رفح أم من دونها. وما أن يبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل، سترتسم ملامح مرحلة جديدة في الإقليم لن يكون لبنان بمنأى عن تداعياتها الآنية.. والمستقبلية.
حتماً ستنتهي حرب غزة خلال أسابيع قليلة. بعملية عسكرية إسرائيلية في رفح أم من دونها. وما أن يبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل، سترتسم ملامح مرحلة جديدة في الإقليم لن يكون لبنان بمنأى عن تداعياتها الآنية.. والمستقبلية.
ولع أمريكا بالكلاب لا مثيل له. ثمة حالة من الهوس المجتمعي باقتناء الكلاب ومعاملتهم كبشر. أنا لا أتكلّم عن شريحة من السياسيّين الأمريكيّين الذين هم أشبه ما يكونوا بالكلاب، بل أقبح (قلباً وقالباً)، ولا يمكن إحصاءهم على كثرتهم. ما أعنيه هو النوع الحيواني الذي نُسمّيه الكلاب.
هم ثلاثة جنرالات أوكرانيين يُعزى إليهم الفضل في صد الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير 2022: رئيس الأركان فاليري زالوجني، قائد القوات البرية أولكسندر سيرسكي ورئيس الإستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف.
تساهم المساندة الميدانية التي تقدمها قوى محور المقاومة للفلسطينيين في غزة في طمس الإنقسامات الطائفية والمذهبية التي صبغت المنطقة لعقود طويلة مضت، وتؤسس لـ"جبهة" جديدة؛ سنية شيعية؛ ستكون التحدي الأكبر بالنسبة لأميركا والغرب، والامتحان الأصعب لأنظمة المنطقة لسدّ الفجوة المتزايدة الاتساع بينها وبين مواطنيها، بحسب توبي ماثيسن في "فورين أفيرز" (*).
يحدث فقدان السيادة في كل بلد ليست حكومته هي الوحيدة التي تُسيطر على الأرض وتشارك شعبها في السلطة. كل حكومة تستعين بقوى خارجية عسكرية أو ميليشياوية لتأكيد السلطة داخلياً، هي لا تملك السيادة، بينما البلد خالٍ من الاستقلال، وهذا الأخير مفقود. وإذا كان الاستقلال مطلباً كي يُقرّر الشعب أموره ويصنع مستقبله بنفسه، دون أن يُصنع له، فإن على الناس القتال من جديد من أجل الاستقلال. حروب تحرير وطنية جديدة؟
علّمونا في فصول الدراسة أنه لا يُستحسن صنع قرار أو اتخاذه في أوقات الأزمات، إنما يمكن استغلال هذه الأوقات في الاستعداد للخروج من وضع الأزمة وصنع بدائل فكرية لما بعد الأزمة وجس نبض مختلف الأطراف حول هذه البدائل جملة واحدة أو بديلاً بعد الآخر.
خلال الأسابيع القليلة المقبلة، من المتوقع أن يبدأ الجيش الإسرائيلي بسحب بعض قواته من غزة، ولكن ليس "إيذاناً" بنهاية القتال هناك، بل "نذيراً" لبدء "حملة مكافحة التمرد" تنوي إسرائيل شنّها ضد الفصائل الفلسطينية المقاومة. ما يعني أن ما بدأ كحرب "تقليدية" قبل 4 أشهر قد يتحول إلى شيء مختلف تماماً: "حربٌ إلى ما لا نهاية"، بحسب كولين كلارك في "فورين أفيرز"(*).
"الحلم" الذي تجرأ عليه المفكر اللبناني الفضل شلق في مقالته "فلسطين أسئلة ومصطلحات.. ودولة واحدة"، إما مستحيل أو يلزمه وقت طويل، يقاس بعشرات السنوات. هل كان ذلك متداولاً من قبل؟ إن نعم، فلِمَ لم يصل إلى مرحلة الإنجاز؟ وإن كان ذلك ممكناً، فما هي الوسائل والقواعد والضمانات؟ الأجدى، هو لا. لأن الزواج مستحيل.
من السذاجة بمكان حصر ما يجري على طول الحدود السورية الأردنية بتهريب أسلحة ومخدرات. ثمة سياسة وأمن وحسابات لا تتصل بالبلدين بل بمجمل ما جرى ويجري في الإقليم.
بالدهاء والحنكة، في العلاقات بين الناس، يُمكن تحقيق أهداف ربما تكون صعبة المنال. وفي عالم السياسة تحديداً، يصح القول إن الدهاء والحنكة هما من القواعد التي لا يُمكن أن يُفرّط بهما سياسي عاقل.