حين دعاني نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إيلي الفرزلي أنا والزميل حسين أيوب الى مكتبه النيابي في بيروت لإهدائنا مسودة كتابه ذي العنوان الجميل "أجمل التاريخ كان غداً" المُقتبس من قصيدة للشاعر الراحل سعيد عقل (مرّ بي)، شعرتُ بأن هذا السياسي المُعتّق كخوابي النبيذ في منطقته البقاعية، والخطيبُ الذي غازل تفاصيل لغة الضاد حتى انصهر بها، قرّر بعد هذا العمر الطويل في العمل السياسي، وبرغم شباب الروح وحيوية نشاطه اليومي، أن يترُكّ للأجيال المقبلة تفاصيل دقيقة من تاريخ لبنان الحديث، ومن تاريخ العلاقات اللبنانية - السورية، لم يعرف كواليسها غيره، خصوصا حين صادق الحاكمَ السوري للبنان آنذاك اللواء غازي كنعان. ولا شك انها اعترافات كافية لإدانة طبقة سياسية كاملة في لبنان.