September 2024 - 180Post

Bring to the table win-win survival strategies to ensure proactive domination. At the end of the day, going forward, a new normal that has evolved from generation.
dc.jpg

اختار الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله أن يعيش ويموت مقاتلاً، وقد تحققت أمنيته يوم الجمعة الماضي، عندما اغتالته إسرائيل بغارة جوية استخدمت فيها عشرات الأطنان من القنابل، بما فيها القنابل الخارقة للتحصينات. ومن المؤكد أن حزب الله سيسعى إلى الانتقام لمقتل زعيمه المثالي والنادر والذي قد يكون من المستحيل تعويضه.

Truth-In-Flags.jpg

الدبلوماسية آليّة للتفاوض. إنّها فنٌّ قائمٌ بذاته. غالباً ما تتسم بالغموض لاخفاء الأهداف الحقيقيّة للمتفاوضين أو للوسطاء. وهي تشكّل بالتأكيد وسيلةً لحلّ النزاعات وتجنّب الحروب، ولكنّها تتضمّن أيضاً قدراً كبيراً من الخداع. بل تستخدم في كثيرٍ من الأحيان مفاهيم مواربة للتمويه عن الأهداف الحقيقيّة.

73353.jpg

لم يتخلَ المقاومون عن قضيتهم، ولن يتخلوا عنها، ليس لأنهم سوداويون وحاقدون أو راغبون بالحرب من أجل الحرب، وإنما لأن إسرائيل قوة احتلال واستيطان وسيطرة وعدوان، ولا تدع مجالاً لهم للنسيان، وتُذكّرهم في كل يوم وكل لحظة بأنهم شعب تحت التهديد، بل موضوع اعتداء وتدمير وإبادة بيولوجية ومادية ورمزية، كلما وجد الإسرائيلي فرصة أو حاجة لذلك.

hackers__enrico_bertuccioli.jpg

الكثيرون شبّهوا الانتصارات السيبرانية - الأمنية الإسرائيلية في لبنان بنكسات حرب 1967 التي حسمت فيها تل أبيب مصير الحرب ضد ثلاثة جيوش وأنظمة عربية خلال ستة أيام (أيضاً عبر الحرب الاستخبارية - الأمنية أساساً) وغيّرت وجه الصراع (آنذاك) في إقليم المشرق المتوسطي.

0034Y46EC.jpg

أخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حربه على لبنان إلى أقصى مدياتها، باستهداف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وسط حملة جوية هي الأعنف منذ عقود، من حيث دمويتها واتساعها، واستبعاد أي أفق لوقف اطلاق النار أو طرق سبل الحل السياسي.

War-clouds-cropped.jpg

نحن في خضم حرب حقيقية ولو كان حزب الله يُصرّ على إدراجها في خانة مساندة غزة ومؤخراً أضاف إليها عنوان "الدفاع عن لبنان وشعبه". ما يجري منذ حوالي العشرة أيام على أرض لبنان يشي بما تُضمره إسرائيل للبنان منذ الدقيقة الأولى لانتهاء حرب تموز/يوليو 2006، وهو ما كان يجعلها تعتقد لسنوات طويلة أن جبهة غزة ثانوية.. وأن الحرب الأساس هي تلك التي لا بد منها في ما تُسمى "الجبهة الشمالية".

Pager-Attacks-1280x853.jpg

إن الهجمات الوقحة التي شنَّتها إسرائيل على حزب الله، الأسبوع الماضي، عبر تفجيرها آلاف أجهزة النداء الآلي (البيجر) وأجهزة الاتصال اللاسلكي، وأزهقت أرواح 37 شخصاً على الأقل، وتسببت بإصابة الآلاف بجراح خطيرة، توضح بشكل واضح وصادم مدى التهديد الذي لطالما حذَّر منه خبراء الأمن السيبراني لسنوات، وهو: أن سلاسل التوريد الدولية للأجهزة والمعدات الإلكترونية تجعل العالم كله عُرضة للخطر "لأننا لا نملك أي وسيلة جيدة للدفاع عن أنفسنا"، بحسب الخبير في الأمن الإلكتروني بروس شنايدر (*)

dahia.jpg

مهما كانت التّسميات التّفصيليّة المعتمدة الآنَ أو بعدَ حين، فلا شكّ في أنّنا دخلنا في نوع حقيقيّ وخطير من أنواع المواجهة المفصليّة مع العدوّ الاسرائيليّ في الساعات والأيام الأخيرة.. خصوصاً بعد عشرة أيام حافلة بالاستهدافات دشّنتها مجزرة تفجير أجهزة الاتّصالات ("بيجر" وأجهزة اتصال لاسلكية)، ولم تنته باستهداف قيادة حزب الله وقصف أحياء بكاملها في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس (الجمعة).

alkanoun-d.jpg

لم يعد الكلام للقانون، إذ ثَبُتَ فشله في المحافظة على الانتظام العالمي وحماية المدنيين. وليس عبثاً أن تتزامن محاولة منقوصة تجري في لبنان لمحاكمة الحاكم السابق لمصرف لبنان المركزي رياض سلامة (مع ما يشمله هذا الاسم من رمزية لنظام متكامل متداخل) عن مجزرة اقتصادية اجتماعية أرتكبت بحق المواطنين اللبنانيين، مع محاولات عرجاء تجري في المحاكم الدولية لضبط التوحش الإسرائيلي، والإنحراف المُستجد نحو استخدام تقنيات جديدة في المجازر المرتبطة بالحروب. لطالما قلنا بضرورة شمول الجرائم الاقتصادية ضمن نصوص الجرائم ضد الإنسانية، أما الآن فنحن أمام تحدي العالم الرقمي كأحد أهم الوسائل التي تشكل خطراً على المدنيين.