أعود إليه دومًا، كلما كنت بحاجة إلى إجابات واضحة، غير مبهمة، لكل الأسئلة الضائعة منذ النكبة. طقسه اليومي على شرفة منزله، حيث يطل على الأفق البعيد، كأنه يرى سراب القدس، يذكّره بكل ما فقده، وبكل ما لم يُكْتَبُ بعد في تاريخنا.
أعود إليه دومًا، كلما كنت بحاجة إلى إجابات واضحة، غير مبهمة، لكل الأسئلة الضائعة منذ النكبة. طقسه اليومي على شرفة منزله، حيث يطل على الأفق البعيد، كأنه يرى سراب القدس، يذكّره بكل ما فقده، وبكل ما لم يُكْتَبُ بعد في تاريخنا.
منذ إطلاق الرئيس دونالد ترامب لما بات يعرف بخطة «العشرين نقطة» لوقف حرب الإبادة الجماعية فى قطاع غزة، وإحلال السلام فى الشرق الأوسط بأكمله كما ادعى، يلهث الجميع وراء تفاصيل المفاوضات الدقيقة الجارية بين الأطراف المعنية فى مدينة شرم الشيخ المصرية، سعيًا لبدء تطبيق واقعى وعملى لبنود الخطة فى مرحلتها الأولى. وهذه المرحلة هى الأكثر سهولة، وتتمثل فى الإفراج عن كل الرهائن، الأحياء منهم والأموات.
تعيد التطوّرات العلميّة والتقنيّة الهائلة بناء مؤسّسات النظام الرأسمالي وعلاقات الإنتاج والتجارة الدولية. دفعت هذه التطوّرات سياسات العولمة إلى آفاق جديدة. أصبح التكامل الأفقي لمؤسّسات الإنتاج الكبرى، وبخاصّة في حقول التقانة المتقدّمة، ظاهرةً عالميّة لم يعرفها النظام العالمي من قبل. المثل المتقدّم في ذلك ما شهدته صناعة أشباه الموصلات والمعلوماتيّة وأخيراً الذكاء الإصطناعي.
بعد أن فصّلنا في الحلقتين الأولى والثانية بشكل مسهب مفهوم الصهيونيتين اليهودية والمسيحية، لا بدّ من التطرق في الحلقة الثالثة إلى خطورة هذه العقيدة ليس على مستوى التأسيس للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، بل الأهم هو بناء مفهوم العرق اليهودي، ما جعل العقيدة الصهيونية عنصرية بامتياز.
هل ارتكبت حماس حماقة قياسية ألحقت وتلحق ضرراً تاريخياً بالقضية الفلسطينية عبر عملية "طوفان الأقصى"؟ هل ثمة من تحكم بالقرار داخل الحركة ودفعها إلى تنفيذ هجوم غير مسبوق في حجمه وقوته وأثره على إسرائيل لتبرير حرب إبادة حقيقية للشعب الفلسطيني ولدفع ما تبقى منه إلى خارج فلسطين التاريخية؟ هل كانت إسرائيل على علم بالهجوم فلم تحبطه لكي تستخدمه من بعد ذريعة في تدمير غزة وختم القضية الفلسطينية بالشمع الأحمر؟ بالمقابل، هل كانت لدى حماس استراتيجية مدروسة مدخلها عملية 7 أكتوبر ومخرجها تغيير المعادلات المتعلقة بغزة والقضية الفلسطينية؟ تلك هي أبرز الاحتمالات التي يتم تداولها في سياق تحليل خلفيات ودوافع عملية "طوفان الأقصى".
عندما تقتل إسرائيل الشاب اللبناني حسن عطوي، الذي فقد بصره بانفجار "البيجر" ومعه زوجته زينب رسلان التي تركت التعليم لتتفرغ لزوجها الضرير وأولادهما. تقتلهما في وضح النهار. تترك أطفالهم الثلاثة أيتاماً بلا أب أو أم.. ماذا يُمكنك أن تقول في هكذا فعل إجرامي، سواء كنت من جماعة حصرية السلاح أم عكسه؟
وقّعت السعودية وباكستان، يوم ١٧ أيلول/سبتمبر ٢٠٢٥ اتفاقية دفاع استراتيجي مشترك تنص على أن "أي عدوان على أي من الدولتين يعد عدواناً عليهما". جاء هذا الإعلان بعد نحو أسبوع على العدوان الإسرائيلي المفاجئ وغير المسبوق على العاصمة القطرية في ٩ أيلول/سبتمبر.. نحاول مقاربة هذه الاتفاقية من زوايا سياسية وجغرافية واستراتيجية وتأثيراتها على الدول المعنية.
في لحظة مشحونة بالتحولات الإقليمية والدولية، وقّعت السعودية وباكستان اتفاقية دفاع مشترك اعتُبرت خطوة تاريخية تحمل في طياتها أبعادًا استراتيجية تتجاوز حدود التعاون العسكري التقليدي. فالعلاقة بين الرياض وإسلام آباد ليست وليدة اليوم، بل هي امتداد لأكثر من ثمانية عقود من التفاعل السياسي والاقتصادي والعسكري، غير أن توقيع هذه الاتفاقية في هذا التوقيت يعكس طبيعة الرسائل المركبة التي ترغب الدولتان في إيصالها إلى الإقليم والعالم.
حين تُغلق الحدود، يبدو البحر هو الأكثرَ اتساعًا، فكان هو، وكانوا هم الذين عرف أجدادُهم معنى العيش متلاصقين بالبحر وموجه وملحه أيضًا. هم نساء ورجال من الخليج، خليجيون يحملون صفةً واحدةً وشغفًا بفك الحصار عن غزة، بل عن كل فلسطين.