
من منّا لم يكابد من انقطاع دواء ما في لبنان سابقًا، فحاول أن يكون لديه بعض الاحتياط منه في المنزل وخاصة إذا كان هذا الدواء يقع في خانة أدوية الأمراض المزمنة، أي ما لا يستطيع المريض أن يتحمّل مرور يوم واحد من دون أخذ الجرعة المناسبة منه.
من منّا لم يكابد من انقطاع دواء ما في لبنان سابقًا، فحاول أن يكون لديه بعض الاحتياط منه في المنزل وخاصة إذا كان هذا الدواء يقع في خانة أدوية الأمراض المزمنة، أي ما لا يستطيع المريض أن يتحمّل مرور يوم واحد من دون أخذ الجرعة المناسبة منه.
هذه المرة إسمح لي يا سماحة السيد. فلتعتبرني ابنتك. لكني سأكتب لك تحديداً هذه المرّة، إذ مهما كان هدف كلماتنا المكتوبة التأثير في صناعة الرأي العام، فإنني ومن موقعي الصغير، ولا أخفي ذلك، سأكتب لتقرأ أنت. وأنت أكبر المؤثرين في المشهد. وأنت قلت: نقبل النقد. حسناً، لا تعتبره نقداً يا سيد... اعتبره نوعاً من التفكير بصوت عالٍ، ومنصة هذا المقال هي مساحة للتفكير المشترك، ما دامت لا امكانية لإيصال الصوت إلا بذلك.
في بيانٍ طغت عليه تعابير وكلمات توحي بدخول لبنان غرفة العناية الفائقة في قسم الطوارئ (ظروف استثنائية، وضع خطير، واقع غير مسبوق...)، أعلن حسان دياب رئيس حكومة "الفرصة الأخيرة"، بحسب وصْف السفير الفرنسي في بيروت Bruno Foucher، قرار لبنان "تعليق دفع سندات اليوروبوند" (وليس "عدم الدفع") في إخراج ذكي يتفادى إحداث صدمة سلبية لدى مَن يعنيهم الأمر. واليوروبوند، للتذكير، هي سندات الخزينة اللبنانية بالعملات الأجنبية لا العملة المحليّة، وتعني بلغة المال، أداة دين لجأت إليها الحكومة اللبنانية لتمويل مشاريعها، وتوفير عائد جيّد للمستثمرين مقابل مخاطر مقبولة. وعلى الرغم من أنّ الاسم يتضمّن كلمة "يورو"، إلاّ أنّ هذا اليورو لا يعني العملة الأوروبية، بل العملة الصعبة الأهمّ، أي الدولار، الذي يشكّل اليوم العنوان الصريح للإنهيار الحاصل في القطاع المالي اللبناني.
بعد ثلاثة عقود من الخيارات الاقتصادية التي عُملَ بها منذ نهاية الحرب الأهلية، بات لبنان اليوم يرى بأمّ العين نتيجة انعدام الرؤية الاقتصادية، ومحصّلة الخيار الذي اتّخذ مطلع التسعينيات بضرب القطاعات الانتاجية في البلاد، واعتماد الريع نموذجاً اقتصادياً.