بخلاف ما أعلنه وزير الطاقة اللبناني ريمون غجر من أن زيادة الإنقطاع في التيار الكهربائي في كل لبنان في الساعات الأخيرة "ناتج عن عطل تقني كبير وإصلاحه يحتاج إلى وقت" لم يحدّد مدته، ثمة رواية مختلفة تبشر بعتمة شاملة وقريبة.
بخلاف ما أعلنه وزير الطاقة اللبناني ريمون غجر من أن زيادة الإنقطاع في التيار الكهربائي في كل لبنان في الساعات الأخيرة "ناتج عن عطل تقني كبير وإصلاحه يحتاج إلى وقت" لم يحدّد مدته، ثمة رواية مختلفة تبشر بعتمة شاملة وقريبة.
"وفروا التوافق الوطني المطلوب حول الأرقام ونحن جاهزون لإستئناف الحوار معكم". هذه آخر وصفة قدمها صندوق النقد للحكومة اللبنانية، في إنتظار أن يتبلغ من وزير المال اللبناني غازي وزني، أن النصاب الوطني قد إكتمل حول أرقام جديدة، من ضمن مقاربة ستكون مختلفة عن النسخة الأولى التي قدمتها حكومة لبنان للصندوق.
أعلنت الحكومة بلسان رئيسها منذ أيام فشل الانقلاب عليها. لم يكترث أحد من المواطنين لذلك. الحكومة ليست مهمة في حياة اللبنانيين. لا تتخذ قراراً إلا وتعود عنه. عندما يعدّد الوزراء انجازاتهم، يركزون على المؤتمرات الدولية التي حضروها، أو على عدد مشاريع القوانين التي قدّموها. يعتبرون أنفسهم نقيض الفساد وكأنهم يعتبرون الانجازات الجدية مرتبطة بالفساد.
لطالما شكّل انتصار الشعوب في المعارك الوطنية المصيرية مفخرة للمنتصر تكون له حجة أمام العالم. فالمجتمعات الحيّة أدركت أن المحافظة على الإرث التاريخي أمر يضاهي بأهميته أهمية الحدث نفسه، لذلك عملت على تخليد انتصاراتها وإنجازاتها ونقلها من جيل إلى جيل حتى تبقى حيّةً في وجدان الشعوب وعاملاً مهماً في نهضتها وازدهارها.
إشتباكات بالجملة يشعلها رئيس مجلس النواب نبيه بري مع حكومة حسان دياب. آخرها موضوع المغتربين الراغبين بالعودة إلى لبنان، ربطاً بحماية أفضل قد يوفرها لهم بلدهم من فيروس كورونا.
يدخل لبنان إعتباراً من يوم غد الجمعة في مرحلة شبيهة بإعلان حالة الطوارىء، وتحديداً تلك التي شهد لبنان مثيلا لها في العامين 1982 و1983 مع بداية عهد الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل وشملت، وقتذاك، بيروت الكبرى.
يدور أبو أحمد في سيارته منذ السابعة والنصف صباحاً. الطرقات فارغة. المحال والمطاعم مغلقة. الرياح تعصف بما تبقى من ضجيج المدينة. بيروت لم تعتد هذا النمط الطارىء. سجن كبير بشرفات عديدة. أبو أحمد "ينقّب" عن زبائنه، عسىاه يجد مضطراً للخروج من بيته لقضاء حاجة ما، لكنّه، وبعد جولات عدة في سيارة الأجرة، يعود إلى بيته خالي الوفاض. يتوقف قرب دكان اعتاد أن يستدين منه، مضيفاً كارتونة بيض وربطة خبز إلى لائحة طويلة، ممازحاً صاحب الدكان بقوله:"سجّل أنا عربيّ".
أعلن رئيس الحكومة اللبنانيّة حسان دياب، رسمياً، قرار الدولة اللبنانية بخصوص سندات اليوروبوند التي ستستحق خلال شهر آذار/مارس 2019: لبنان سيعلّق دفع قيمة هذه السندات. القرار أُتخذ بعد سلسلة مطوّلة من الإجتماعات التي حاولت خلال الفترة الماضية تقدير الموقف، والتي تبيّن إثرها عدم جدوى الدخول في دوّامة سداد الإستحقاقات المتتالية من السندات، بينما يتناقص ما تبقّى من إحتياطي العملات الصعبة المتوفّر بحوزة مصرف لبنان لتمويل لإستيراد. كما أتخذ القرار بعد فشل كل المحاولات للوصول إلى تسوية تعيد جدولة السندات التي تستحق بدءا من الإثنين 9 آذار/مارس، قبل الوصول إلى مرحلة تعليق سدادها.
مهما كان قرار الحكومة اللبنانية بشأن سندات "اليوروبوند"، ومهما كانت نوايا رئيس الوزراء اللبناني حسّان دياب سليمة بقوله إنه والوزراء يحملون "كرة النار"، يبدو أن هذه الكرة ستكبر في الأيام والأسابيع المقبلة، وسيزداد تدهور الأوضاع الاقتصادية، ويعود الناس الى الشوارع، ولا يُستبعد النزوع نحو العنف الاجتماعي، ما يعني الفشل الحتمي و"المُنتظر" لهذه الحكومة التي حملت أسباب عجزها منذ تشكيلها. وما عاد السؤال اليوم، هل ستدب الفوضى الاجتماعية أم لا، وانما ماذا بعد موجاتها الخطيرة الآتية حتماً؟
من المتوقّع أن يعلن لبنان، رسمياً، بلسان رئيس حكومته حسان دياب، في ختام الأسبوع الحالي، التخلّف عن سداد الدفعة الأولى من سندات اليوروبوند المستحقة في التاسع من آذار/مارس 2020. وبحسب المعلومات المتوفّرة، فقد تعثّرت مساعي الدولة اللبنانيّة للتوصّل إلى إتفاق مع الدائنين يقضي بإعادة جدولة السندات، وهو ما كان يمكن أن يشكّل، لو نجح، عبارة عن "تخلّف منظّم" أو تخلف متفق عليه عن السداد. وبالتالي، يتجه لبنان عمليّاً إلى تخلّف أحادي عن الدفع، أو ما يُعرف بـ"التخلّف غير المنظّم"، مع كل ما يعنيه ذلك من إستحقاقات قانونيّة مقبلة، وإرتدادات على الواقع النقدي والمالي وربما السياسي في المرحلة المقبلة.