المطلوب هو إستئصال ما تبقى من دور لرئاسة الجمهورية في السلطة التنفيذية. القضية تتعدى الشخص. إنها تتصل بالدور. لا بأصل تكوين هذا البلد ومستقبله.
المطلوب هو إستئصال ما تبقى من دور لرئاسة الجمهورية في السلطة التنفيذية. القضية تتعدى الشخص. إنها تتصل بالدور. لا بأصل تكوين هذا البلد ومستقبله.
ثلاثة من كبار رؤساء الحكومات اللبنانية، أتوا من فج عميق المقام والوجاهة والثقافة والثراء والإدارة والعمل السياسي الذي كاد يوصل رقابهم أو رقاب آبائهم إلى مقاصل السلطات العثمانية ومشانقها، وعانوا معاناة الأذلاء من المطاردات والمنافي الفرنسية. الثلاثة هم رياض الصلح، رشيد كرامي وصائب سلام.
يكاد إيمانويل ماكرون، الآتي إلينا خلال أيام قليلة، يرتدي ثياب "سانتا كلوز"، لكن بلا كيس الهدايا الموعود. على الأرجح، سيحمل معه "كلاماً جديداً وقاسياً"، وسيجد المنبر المناسب لقوله: لن نترك لبنان، لكن هذه الطبقة السياسية اللبنانية مصابة بـ"الهذيان والجنون" وبـ"مرض الإنكار" وحرفة "الخيانة" و"فقدان حس المسؤولية الوطنية والأخلاقية".
لو فُوّض "الموساد" الاسرائيلي لكتابة سيناريو حول تدمير لبنان لما وصل الى أكمل من السيناريو الذي يحدث اليوم بأيدي الطبقة السياسية اللبنانية.
إنها لحظة سقوط الأقنعة. سقوطها عن المشاريع الحقيقية للأحزاب اللبنانية التي تمثِّل المجموعات الطائفية بوجدانها وهواجسها وشهيتها المفتوحة على السلطة وتناتش مواقعها، وسقوطها أيضاً عن المصالح الكامنة للقوى الجديدة الوافدة بعنوان ما يُعرف بـ"قوى المجتمع المدني".
ما هي أجواء الرئاسة الفرنسية عشية توجه الرئيس ايمانويل ماكرون الى العاصمة اللبنانية للمرة الثانية بعد انفجار مرفأ بيروت؟ ماذا عن برنامجه المزدوج: الاحتفالي بالمئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير، والسياسي- التنموي المخصص لمتابعة المسعى الفرنسي لدعم لبنان للنهوض مجدداً من أزماته المتعددة والمتراكمة؟
ما إن دخلت بوارج عسكرية فرنسية وغربية إلى المياه الإقليمية للبنان ورست قبالة شواطئه، بعد تفجير مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس 2020، حتى أثارت معها سجالاً. اعتبر البعض وجودها بمثابة "احتلال". وراح البعض الآخر يشبه الخطوة بتجربة القوات المتعددة الجنسيات بين أواخر 1982 ومطلع 1984.
ايمانويل ماكرون في بيروت. زيارة هي الرابعة لرئيس فرنسي إلى بيروت في ظروف إستثنائية. زيارة شكّلت بأبعادها السياسية والإنسانية، أول خرقٍ للحصار الدولي الذي يتعرض له لبنان. زيارة أعطت لفرنسا رصيداً لبنانياً، سياسياً وشعبياً، وتخللها أول موقف دولي يعلن بالفم الملآن أن صيغة الطائف التي ولدت قبل 31 سنة قد إستنفذت غايتها وصار لا بد من عقد سياسي جديد بين اللبنانيين.
مع رفع إتحاد بلديات الضاحية الجنوبية الصوت عالياً محذراً من تحول مطمر "الكوستا برافا" في منطقة خلدة غرب مطار بيروت الدولي، إلى قنبلة بيئية، عاد ملف النفايات الصلبة إلى واجهة الإهتمام السياسي في لبنان.
إختبر السُنة في لبنان خيبات كثيرة. وإختبروا مِحناً أكثر. بعضها كان بوجه الآخرين. الغالبية منها ضد "المارونية السياسية". ومنها الكثير ضد الذات. وهذه توضحها تقلبات مقاليد الزعامة السُنية.