
يقول المفكر عبد الرحمن الكواكبي عن انهيار الحاكم المستبد بأنه "كلما زاد المستبد ظلماً واعتسافاً، زاد خوفه من رعيته وحتى من حاشيته، وحتى من هواجسه وخيالاته. وأكثر ما تختم حياة المستبد بالجنون التام".
يقول المفكر عبد الرحمن الكواكبي عن انهيار الحاكم المستبد بأنه "كلما زاد المستبد ظلماً واعتسافاً، زاد خوفه من رعيته وحتى من حاشيته، وحتى من هواجسه وخيالاته. وأكثر ما تختم حياة المستبد بالجنون التام".
هناك الاقتصاد والاقتصاد السياسي. وفي لبنان يضاف اليهما الاقتصاد السياسي الطائفي بصيغة هجينة لا تعترف بقواعد الحوكمة الرشيدة بل بـ"المحاصصة"، وهي كلمة مخففة تعني ضمناً "المناهبة".
سيتبدى إلى ذهن البعض عند طرح موضوع تعديل قانون الإنتخاب، قبل أسبوع من الإنتخابات، أن هذا الأمر سابق لأوانه. فالإنتخابات إنطلقت الآن بدءاً من دول الإغتراب على أساس القانون الحالي في حين أن ما نطرحه هو صياغة قانون آخر للإنتخابات القادمة بعد أربع سنوات على الأقل.
لم يعرف تاريخ الإنتخابات في لبنان، هذه الحدية في الخطابات والإنقسامات التي تشهدها المرحلة الراهنة، فالحملات الإنتخابية، كانت تخاض على الأغلب بما يُعرف بـ"الحوربات" التي تقوم مقام الخطاب السياسي، مما يعطيها طابعاً فولكلورياً يستمد نبضه ووهجه من "الزجل" والشعر الشعبي اللبناني.
تحاول حكومة نجيب ميقاتي تجاوز عناوين المحاسبة والمساءلة في خطتها للتعافي الاقتصادي والتصحيح المالي والاصلاح المصرفي. خطة توافقت بشأنها مع صندوق النقد الدولي، على أمل الحصول على تمويل من الصندوق أولاً، ومؤسسات التمويل والدول المانحة تالياً. أما كلفة الانهيار فسيستمر اللبنانيون بدفعها لسنوات طويلة قادمة سواء من ودائعهم المتبخرة أو رواتبهم الهزيلة.
في كتابه "مقال في المنهج"، يورد الفيلسوف ديكارت عبارته الشهيرة "أنا أفكر إذن أنا موجود". استحضر مقولته هذه، ونحن في لبنان نعيش في خضم معركة انتخابية كشفت لنا عن المزيد من الفراغ ووهن الاحزاب، التي ما فتئت تتفنن في القمع الظاهر.. والمقنع.
عندما يحين موعد الإقتراع صبيحة الخامس عشر من أيار/ مايو المقبل لإنتخاب برلمان لبناني جديد، يكون الحراك الشعبي التشريني قد طوى سنتين وسبعة أشهر من عمره. مساحة زمنية كان يُمكن أن تُشكّل فرصة ذهبية لتغيير جوهري ينتشل البلاد من مستنقع السياسة الآسن، لكنها كانت فرصة مهدورة.
تكتسب المعركة الإنتخابية في دائرة الجنوب الثانية (صور والزهراني) هذه السنة بعداً سياسياً إستثنائياً، لا سيما على صعيد التصويت الشيعي، سواء بسبب تبلور مناخ الإعتراض من خلال اللوائح المعلنة حتى الآن، فضلاً عن التحدي الأبرز المتمثل بقدرة المتنافسين على التحشيد الإنتخابي لرفع نسبة المشاركة، ولا سيما على صعيد قوى 8 آذار. ماذا تقول أرقام العام 2018 في الزهراني؟
لا يُبشّر المشهد اللبناني بـ"أبطاله" وسياقاته بأي تغيير. لا الإنتخابات النيابية المقبلة، إن حصلت، ستوجد حلولاً للمعضلات الإقتصادية والإجتماعية والمالية، ولا المحافظة على "الستاتيكو" الراهن، سيمنع المزيد من الإنهيار الحتمي.. من أين نبدأ؟
اقفل باب الترشح للانتخابات النيابية المقررة في الخامس عشر من أيار/ مايو المقبل على رقم قياسي بلغ 1043 مرشحا، بينهم 155 امرأة، أي ما نسبته حوالي 15 بالمئة، وبزيادة 67 مرشحاً عن دورة الإقتراع السابقة عام 2018، التي شهدت ترشح 976 شخصاً.