لن يجد الباحث عن متعة رصد الظواهر التاريخية الغريبة ضالته إلا في تركيا حتماً. فهذا البلد مرّت عليه أحداث تاريخية غريبة ندر أن يمُرّ بها بلدٌ آخر؛ لذا، تبدو العلاج الأمثل للملل كما لكسر بعض تعقيدات الحياة اليومية.
لن يجد الباحث عن متعة رصد الظواهر التاريخية الغريبة ضالته إلا في تركيا حتماً. فهذا البلد مرّت عليه أحداث تاريخية غريبة ندر أن يمُرّ بها بلدٌ آخر؛ لذا، تبدو العلاج الأمثل للملل كما لكسر بعض تعقيدات الحياة اليومية.
ككل سنة، يتميّز الثلاثون من آب بالاحتفالات الرسمية والشعبية في تركيا، وباستحضار "نوستالجي" للماضي حول انتصار مصطفى كمال "أتاتورك" في "حرب التحرير الوطنية" عام 1922.
لا يقتصر الإدعاء الواهم حول "نهاية معاهدة لوزان" على عوام الناس فقط، بل يتعداها ليصبح منطلقاً فكرياً لأصحاب الشأن المهم كذلك. يقول الإدعاء الواهم إن المعاهدة الموقعة في 24 تموز/يوليو 1923 في مدينة لوزان السويسرية، والتي دخلت حيز التنفيذ في 6 آب/أغسطس عام 1924، ستنتهي بعد مرور مئة عام بالضبط، و"سيتم الإفراج عن بنودها السريّة".
قبل مئة عام أسّس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية العلمانية الحديثة. في هذا اليوم، يطمح الرئيس رجب طيب إردوغان إلى تأسيسٍ ثانٍ لتركيا في حال فوزه في الإنتخابات المفصلية التي تشهدها بلاده اليوم (الأحد).
في الرابع عشر من أيار/مايو المقبل، انتخابات مفصلية في تركيا، أكان لرجب طيب إردوغان نفسه أم للبلاد والمنطقة بشكل عام. الحماسة الانتخابية في تزايد مستمر، هذا في وقت وضع المرشحون الأربعة لرئاسة الجمهورية برامجهم الانتخابية التفصيلية.
يميل الأتراك بطبعهم إلى المبالغة. أغلب القضايا يذهبون بها إلى مداها الأقصى، في الحب والضيافة والتاريخ والتصوف والعلمانيّة والعسكرة، والأهم في القوميّة. من يستمع إلى الأتراك وإعلامهم يستشعر بأنّ تركيا ليست محور العالم وشاغله، بل محرّكه أيضًا.
مع دخول عصر الحداثة إلى العالم الاسلامي، تجدّد النقاش حول الخلافة. أحد العوامل التي ساعدت في ذلك هو الاستخدام المفرط للقب الخليفة في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين من قبل حكام في بلدان إسلامية عديدة.
تبدو تركيا الدولة الوحيدة التي "ربحت" الحرب الأفغانية حتى الآن، وإذا استمرت آلية عمل دبلوماسية الأبواب المفتوحة الجارية بين أنقرة وحركة "طالبان"، على وتيرتها الحالية، فلا شك أن الحضور التركي سيتكرس في بوابة آسيا الوسطى، تماما مثلما تكرس الحضور المذكور في بلاد القفقاس بعد حرب ناغورنو قره باخ بين أذربيجان وأرمينيا في العام الماضي.
ثمة من يردد أن سياسات حزب العدالة والتنمية، بوصفه الحزب الحاكم في تركيا، سواء في الداخل التركي أو على الصعيدين الإقليمي والدولي، إنما تعبّر عن إندفاعة بعنوان "العثمانية الجديدة".