
ليس الطابع الطائفي ما يختصر حضور سُنّة لبنان في الحياة السياسية، بل هو التفاعل المتجذر مع قضايا الأمة، والذي شكّل عبر العقود أحد أعمدة الهوية السياسية والثقافية لهذا المكوّن الأساسي في البنيان اللبناني.
ليس الطابع الطائفي ما يختصر حضور سُنّة لبنان في الحياة السياسية، بل هو التفاعل المتجذر مع قضايا الأمة، والذي شكّل عبر العقود أحد أعمدة الهوية السياسية والثقافية لهذا المكوّن الأساسي في البنيان اللبناني.
في العام 2011، وعبر اعتماده "الحل الأمني" ضد انتفاضة شعبه، أخذ بشّار الأسد سوريا إلى حربٍ دمّرت ذهنيّات السوريين أكثر أكثر مما فعلت قتلاً وتدميراً وتهجيراً، وساهم "الخارج"، الذي طالب بعض المنتفضين حينها بتدخّله وحمايته، في دمار هذه الذهنيّات بدل إنقاذ سوريا والسوريين. وبعد أربع عشرة سنةٍ من المظالم هرب بشار الأسد ليترك البلاد في مهبّ رياح الجنون الإسرائيلي وفوضى الأطماع الخارجيّة وصراع المظالم والهويّات.
شهدت سوريا تحولات جيوسياسية عميقة في أواخر عام 2024 مع انهيار نظام بشار الأسد في سوريا وتولي أحمد الشرع زمام السلطة الجديدة. تحولاتٌ أرخت بظلالها على المشهد السياسي اللبناني، ولا سيما ما يتعلق بالاصطفافات المذهبية التي لطالما كانت سمة مميزة للساحة اللبنانية في العقدين الأخيرين اللذين أعقبا الغزو الأميركي للعراق (2003) ومن ثم اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري (2005).
يقول باتريك سيل في مقدمة كتابه "الصراع على سوريا" في الفترة ما بين 1945 و1958، إن "سوريا هي مرآة للمصالح المتنافسة على المستوى الدولي، مما يجعلها جديرة بعناية خاصة، والحقيقة أن شؤون سوريا الداخلية تبدو وكأنها فاقدة المعنى تقريباً ما لم تُعزَ إلى القرينة الأوسع، وهي جاراتها العربيات أولاً، والقوى الأخرى ذات المصالح ثانياً".
يتهيب الإعلام العبري الخطوات التي تقدم عليها حكومة بنيامين نتنياهو في الجنوب السوري، لجهة المجاهرة بدعمها ومساندتها لدروز سوريا، وثمة من يعتبر ذلك بمثابة تأسيس لعداوة مع النظام السوري الجديد، فيما يباركها آخرون ويضعونها في خانة الأعمال الاستراتيجية الإسرائيلية الإقليمية المهمة، أما وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس فيقول إنّ "واجبنا هو حماية الدروز في سوريا لأجل إخواننا الدروز في إسرائيل ومساهمتهم الكبيرة في أمنها"!
منذ تعيين نفسه رئيساً للجمهورية السورية، في كانون الثاني/يناير الماضي، دأب الرئيس السوري أحمد الشرع، على كسب ود الأطراف الإقليمية الفاعلة في الملف السوري وذلك لتحصين موقعه في الحكم على الرغم من أنّ هذه الأطراف ليست على وئام فيما بينها ليس بمقاربتها للملف السياسي السوري فحسب، بل في شبكة تحالفاتها وتقاطعاتها الإقليمية. كيف يُترجم ذلك؟
يُعد الانسجام بين مواد أية وثيقة قانونية واحداً من الأدلة الهامة على الوحدة العضوية التي تربط بين مواد هذه الوثيقة ودليلاً هاماً على وضوح الرؤية المستقبلية عند واضعي هذه الوثيقة وعند من أقرّها أيضاً. وتزداد أهمية وضرورة هذا الانسجام في حال كانت هذه الوثيقة القانونية هي الدستور، بأي شكل كان، بوصفه يُمثّل القانون الأعلى في الدولة، والذي سيكون مسطرة لسن بقية التشريعات والقوانين.
سقط نظام حزب البعث بعد 61 عاماً من مكوثه في الحكم، ونصّبت قوى المعارضة مدعومة من الخارج، ولا سيما تركيا، أحمد الشرع رئيساً لاعتبارها أنّ "من يُحرّر يُقرّر". فكيف تتجلّى مقولة "من يُحرّر يُكرّر" في الدستور الجديد؟
حيّد اتفاق كامب ديفيد الذي وقّعته مصر و"إسرائيل" برعاية أمريكية في العام 1979، أكبر دولة عربية بعدد سكانها عن القضية الفلسطينية المركزية، لتتفرغ من بعدها "إسرائيل" للتخلص من أقوى أعدائها في المنطقة، ولا سيما العراق وسوريا، فيما كانت أجهزة الاستخبارات الأمريكية تتولى إشغال مصر ومحاصرتها بأزمات حوّلت محيط "أم الدنيا" إلى زنّار من النار. كيف ذلك وإلى أين تتجه الأمور؟
للمسيحيين في محافظتي السويداء ودرعا كنائسهم التاريخية، مثلما للسريان والأشوريين جذورهم وحضورهم في منطقة الجزيرة السورية شرقاً. يسري ذلك على معظم المدن والقرى والبلدات على طول خط الساحل السوري، حيث يتوزع المسيحيون في القرى المختلطة مع إخوانهم المسلمين.