
فى الوقت الذى تعتبر فيه كتب التاريخ الأمريكية الرئيس السابق جيمى كارتر رئيسا فاشلا سواء فى سياساته الداخلية أو الخارجية، يراه الكثير من الشعب المصرى والعرب رئيسا ناجحا بسبب دوره فى التوصل لاتفاق السلام التاريخى بين مصر وإسرائيل.
فى الوقت الذى تعتبر فيه كتب التاريخ الأمريكية الرئيس السابق جيمى كارتر رئيسا فاشلا سواء فى سياساته الداخلية أو الخارجية، يراه الكثير من الشعب المصرى والعرب رئيسا ناجحا بسبب دوره فى التوصل لاتفاق السلام التاريخى بين مصر وإسرائيل.
مرة أخری توضع منطقة الشرق الأوسط في فرن ساخن غداة فشل مباحثات الدوحة بين الجانبين الإيراني والأمريكي. تزامن ذلك مع إرتفاع قياسي في درجات الحرارة في العديد من عواصم المنطقة. هل يقتصر على المناخ أم يتعداه إلى السياسة والأمن؟
نشر موقع بلومبيرج مقالا بتاريخ 29 يونيو/حزيران للكاتب بوبى جوش، يقول فيه إنه وإن كانت هناك أسباب وجيهة لإنشاء تحالف عسكرى شرق أوسطى على غرار حلف شمال الأطلسى الناتو لمواجهة التهديدات الإيرانية، إلا أن الفكرة تتجاهل تماما عدة عوامل عربية ستحبط مثل هكذا تحالف.. نعرض من المقال ما يلى:
منذ اللحظة التى بدأ فيها الهجوم على مبنى الكابيتول فى 6 يناير/كانون الثاني 2021، كان ذنب الرئيس السابق دونالد ترامب الأخلاقى واضحا. وبداية لم يكن لأنصاره التجمع بالقرب من البيت الأبيض لولا قرار ترامب بالكذب بلا هوادة بشأن نتائج انتخابات عام 2020، وتكرار أن الانتخابات قد سُرقت منه.
على نحو لافت للإنتباه، فى مدى زمنى ضيق، جرت اتصالات ومشاورات عديدة في ما يشبه الحراك السياسى الإقليمى. حاولت أطرافه على اختلاف مواقعها أن تستبين بقدر ما هو ممكن مواضع الأقدام قبل زيارة الرئيس الأمريكى «جو بايدن» المرتقبة إلى الشرق الأوسط.
إختتمت جولة المباحثات غير المباشرة التي إستضافتها الدوحة بين كبير المفاوضين الايرانيين علي باقري والمندوب الامريكي روبرت مالي بمساعدة مندوب الاتحاد الاوربي انريكي مورا.. من دون التوصل إلى أي نتائج، وفق التصريح الذي أدلى به مورا بعد إنتهاء المحادثات.
من اللافت للانتباه أن يكتب المفكّر المصرى القدير، مصطفى الفقى، مقالا يُبرِز فيه «هواه» لبلاد الشام، نشر فى صحيفة الإندبندنت يوم 20 يونيو/حزيران 2022 بعنوان «الشوام والثقل العربى»، خاصّة فى هذه الأياّم العصيبة التى تعيشها هذه البلاد، جميعها: من سوريا الغارقة فى التقسيم والحصار بعد حربٍ أهليّة لم تنتهِ، ولبنان المنهار اقتصاديّا وماليّا، والأردن غير القادر على النهوض بمقدّراته الضعيفة، وفلسطين المغتصبة وشعبها المنكوب بالاحتلال ومستوطنات التعصّب الدينيّ.
ما يحدثُ في منطقة الجزيرة السورية وشمال العراق من متوالية أحداث سياسية وعسكرية، يجعل الحدثَ الإقليمي أكثر "لا يقينيةً" وغموضاً، إذ تجري أمور من الصعب توقعها أو تدبير استجابات مناسبة حيالها، مثل أن "يتحول الموقف" بين الولايات المتحدة وتركيا، تنافراً، لكن من دون قطيعة، وتقارباً، لكن من دون توافق تام.
كان عقد الثمانينيات هو الفصل الأخير فى الحرب الباردة بين المعسكر الغربى بقيادة الولايات المتحدة والمعسكر الشرقى بقيادة الاتحاد السوفيتى بعد مواجهات استمرت نحو نصف قرن من الزمان!
من الصعب التصور أن الغرب يحاصر إيران حتی لا تذهب أموالها إلى حلفائها الإقليميين ("الأذرعة" وفق التوصيف الغربي) المتهمين بالعمل "علی تقويض الامن والاستقرار". ومن الصعب التصور ثانياً أن حلفاء إيران سواء في لبنان؛ سوريا؛ العراق؛ فلسطين واليمن لطالما كانوا مقيدي الأيدي في إنتظار اتفاق نووي يُوفر لهم الاموال اللازمة لـ"مشاريع المقاومة والممانعة". ومن الصعب التصور ثالثاً ان إيران تنتظر إعادتها إلى آلية التبادل المصرفي "سويفت" من أجل مد حلفائها بالمال عبر هذه المنصة المالية!