أسبابٌ كثيرةٌ سوف تكون وراء ضرورة اهتمامنا، نحن العرب والمصريون بينهم، بدول أمريكا اللاتينية. أكتبُ بصيغة المستقبل وأنا مدركٌ لشدة انشغالنا بتطورات غير مسبوقة في منطقتنا. أكادُ أعمّمُ فأجزمُ بأنه لا توجد في المنطقة العربية دولة لا تواجه تحديات تتفوق على قدراتها الفاعلة وإمكاناتها المعبّأة مما يجعلها غافلة في اللحظة الراهنة عن أهمية أمريكا اللاتينية في حسابات المستقبل.
يرفض جورج قرم نظرية إنكفاء الإمبراطورية الأميركية. هناك أذرع أميركية، ولا سيما منها "القوى الناعمة". نحن في خضم مرحلة دولية جديدة. إنتهى زمن الثنائية القطبية التي كانت سمة ما بعد الحرب العالمية الثانية. كذلك، إنتهت مرحلة الأحادية القطبية التي ميزت الحقبة التي تلت إنهيار الإتحاد السوفياتي حتى الآن. إذا أمكن إزاحة الدولار الأميركي كعملة مسيطرة على الإقتصاد العالمي بالكامل، "وهو إحتمال تتقدم حظوظه تدريجياً. يتوقف قرم عند بروز الصين كقوة عالمية واعدة إقتصاديا. ثمة توازن قوى بين الصين أكبر مكتتب في سندات الخزينة الأميركية وبين "دولة عميقة" في الولايات المتحدة، تبدو غاضبة من الصعود المفاجىء للقوة الصينية الإقتصادية في العقدين الأخيرين. هذا هو التحدي الأبرز دوليا.. لا تناقض بين روسيا والصين. هما قوة واحدة.. في الجزء الأول من الحوار الذي أجراه معه موقع ومجلة 180، يقارب الوزير الأسبق جورج قرم عناوين دولية وإقليمية، سياسية وإقتصادية.
يُثبت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنهما الأكثر قدرة على استغلال حالة الشلل في اتخاذ القرار في البيت الأبيض من الآن وحتى 20 كانون الثاني/يناير المقبل. الأول، فتح "دفرسواراً" داخل الأراضي الروسية؛ الثاني، يعمل حثيثاً على دفع الشرق الأوسط إلى حرب شاملة.
لم يمضِ يومٌ واحد على إعلان كل من الولايات المتحدة ومصر وقطر عن عقد جلسة مفاوضات جديدة في الخامس عشر من أغسطس/آب الجاري في الدوحة أو القاهرة، حتى كانت حكومة بنيامين نتنياهو ترتكب مجزرة جديدة في مدرسة التابعين في حي الدرج بمدينة غزة ذهب ضحيتها أكثر من 100 شهيد و200 جريح.
لم يكن في حساب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عندما قرّر اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، تحقيق صورة نصر ما وحسب، إنما أراد من هذا الاغتيال اصطياد عدة عصافير بمقذوفٍ واحد، لكن فاته أن أحد تلك العصافير سيجعل السحر ينقلب على الساحر.
السؤال الذي يتردّد على ألسنة الناس في كل زمانٍ ومكانٍ في هذه الأيام، هو هل ستقع الحرب؟
تتالت الأنباء عن اندلاع اشتباكات متجدّدة بين قوى عسكرية لعشائر عربية عبرت نحو الضفة الشرقية لنهر الفرات، وبين قوات "قسد" المختلطة من قيادات كردية وعناصر من عشائر عربية أيضاً، في منحى جديد للصراع المندلع في إقليم غرب آسيا.
في كل موقعة لبلدة مجدل شمس المحتلة نصيبٌ، وعلى ما يظهر، أن زمنها لم يكن ولا مرة خارج التاريخ، هي هكذا في المفاصل الكبرى، متقدمة في فتنة حضارتها و جمال شهدائها الذين ما عرفوا يوماً نضوباً ولا شحاً.
أحدث خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخير حالة من الإسترخاء لدى جمهوره، الذي بدا أكثر إطمئناناً من أي وقت مضى إلى أن رد المقاومة على استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت وأحد رموز حزب الله والمدنيين الأبرياء، لن يمر من دون عقاب، لكن ليس بالضرورة أن يأخذ المنطقة إلى حرب شاملة، لا يرغب حزب الله بها برغم استعداده لها.