
يشبه الوضع في لبنان حالة مريضٍ في مستشفى وهو يستفيق من ثقل البنج، حيث كل الأمور من حوله تبدو له مُشوّشة. ومع استعادته وعيه تدريجياً، يتشكّل أمامه المشهد مختلفاً عمّا كان يتوقعه قبل الدخول خلف الستارة.
يشبه الوضع في لبنان حالة مريضٍ في مستشفى وهو يستفيق من ثقل البنج، حيث كل الأمور من حوله تبدو له مُشوّشة. ومع استعادته وعيه تدريجياً، يتشكّل أمامه المشهد مختلفاً عمّا كان يتوقعه قبل الدخول خلف الستارة.
أنا من جيل لبناني ساهمت إنتخابات العام 2009 في تشكيل وعيه الإنتخابي، وتعميق فهمه للواقع السياسي اللبناني.
للمرة الأولى منذ العام 2005 ينطوي تصنيف 8 و14 آذار، وعلى الأرجح، إلى لا رجعة. هذه إحدى حسنات برلمان 2022، ولذلك لا بد من أن تكون قراءة أرقام هذه الإنتخابات متصلة ـ منفصلة بما سبقها وسيليها، لكن الأكيد أن لبنان مقبل على مرحلة سياسية جديدة وصعبة لا بل خطيرة بكل أبعادها السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية.
هناك الاقتصاد والاقتصاد السياسي. وفي لبنان يضاف اليهما الاقتصاد السياسي الطائفي بصيغة هجينة لا تعترف بقواعد الحوكمة الرشيدة بل بـ"المحاصصة"، وهي كلمة مخففة تعني ضمناً "المناهبة".
الإنتخابات النيابية لعبة إنخرط الجميع فيها بلا هوادة. فكان هول النتائج التي راح يقرأها البعض من باب النكاية السياسية، وليس من باب السياسة على معناها في بناء الدولة. هناك آلاف الأسباب التي توجب قراءتها من معايير محض سياسية. وليس معاينتها من زاوية تقنية تتعلق بأرقام نالها هذا المرشح، أو أصوات خسرها آخر.
تكتسب معركة جزين ـ صيدا في إنتخابات 2022 أهمية خاصة لعوامل عدة، أبرزها غياب النائبة بهية الحريري عن المشهد الإنتخابي للمرة الأولى منذ العام 1992؛ قرار النائب أسامة سعد بالترشح من خارج لائحة الثنائي الشيعي؛ إستمرار حالة الإنقسام في التيار الوطني الحر على صعيد الترشيحات؛ إستمرار تبني الثنائي الشيعي للمرشح الماروني إبراهيم عازار؛ وجود فرصة للتحالف المدني لإحداث خرق في أكثر من مقعد (أسامة سعد ومعه مرشح مسيحي)؛ فضلاً عن عوامل أخرى تتصل بأوزان قوى أخرى كالقوات اللبنانية والكتائب والجماعة الإسلامية إلخ..
طالما أن الحديث السياسي عن عام إنقضى صار من الماضي، فلنتحدث عن عام سيأتي. ماذا ينتظرنا في العام 2022؟
هذا النص لا يُعبّر فقط عن وجهة نظر كاتبه. هو محاولة لرصد نمط تفكير شريحة مسيحية وازنة في مواجهة خطاب الشيعية السياسية في لبنان ودعوة إلى الحوار والتفكير بصوت عال.
على مسافة أشهر قليلة من الإنتخابات النيابية، تأخذنا طبيعة نظامنا السياسي والممارسة السياسية الناتجة عنه، وما يدور في فلكها من طقوسٍ وشعائر يومية في مديح السياسيين، إلى محاولة معرفة الأسباب الكامنة وراء تهليل الجمهور المُستمر لطبقة سياسية حكمت لبنان على مدى مائة سنة!
حظي أداء المجموعات المعارضة في إنتخابات نقابة المحامين في بيروت يوم الأحد الماضي بتقييمات مختلفة وصولاً إلى إتهام تحالف "نقابتنا" الذي يضم عددًا من مجموعات 17 تشرين، بسوء التقدير والإدارة.