
أي حظ عاثر جعل سعد الحريري ينوجد وسط جغرافيا تختلط فيها حدود النيران والدماء والإرهاب وإستقطابات الجيوش والميليشيات وقوى الإرهاب. معادلات لا تتحملها دول، فكيف بالأفراد؟
أي حظ عاثر جعل سعد الحريري ينوجد وسط جغرافيا تختلط فيها حدود النيران والدماء والإرهاب وإستقطابات الجيوش والميليشيات وقوى الإرهاب. معادلات لا تتحملها دول، فكيف بالأفراد؟
إنتهت المملكة العربية السعودية القديمة وحلّت محلها مملكة شابة. التغيير يلمسه زوار المملكة لمس اليد. في المطارات والطرقات والمتاجر والجامعات والساحات. النساء تقدن سياراتهن. لا تشدد في اللباس. الأغاني. الموسيقى. كله إختلاط بإختلاط. دور السينما والمسرح واللهو. الإعلانات الفنية في الطرق. ضجيج لا ينتهي في مواقع السوشيل ميديا. لم يعد السعودي يحتاج إلى دولة يسوح فيها. صارت دولته مركزاً للسياحة.
منذ ان تعرفت على الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 1980، في الرياض، لمست انه صاحب رؤية ترى ان مصلحة لبنان الاقتصادية والسياسية تقتضي ربط مصالحه بالسعودية ودول الخليج العربية. رؤية تماهت مع "محبة" سعودية وخليجية خاصة للبنان، فالرياض كانت ترغب بمن يريح رأسها من مشاكل لبنان، ووجدت في الحريري من يخفف عنها – ان لم نقل يحمل عنها – اعباء لبنان، فقدمت له كل الدعم المالي والسياسي، وخصوصا لمشاريع اعادة اعمار بيروت.
ما لم يكشف عنه في قمة الرياض الخليجية التي عقدت قبل أسبوع أن دول مجلس التعاون الخليجي أوكلت للكويت نقل موقفها إلى مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي إنعقد الأسبوع الماضي في باريس، ومفاده أن لا مساعدات خليجية للبنان في ظل أوضاعه السياسية غير المستقرة حالياً وقبل تشكيل حكومة جديدة قوية وقادرة على تحقيق الإصلاحات الإقتصادية المطلوبة.
حضر إلى لبنان سياسيٌ بارع يُدعى رفيق الحريري. أسند السنة رأسهم المتعب إلى كتفه العريض، ثم راحوا يمنّون أنفسهم بقامة من قماشة الكبار. لم يكن حالهم يومها أفضل من تاريخهم أو مستقبلهم. الفارق فقط أنهم ابتسموا. ظنوا أن الابتسامة بداية الضحك، وما إن يضحكوا حتى تضحك لهم ومعهم الدنيا.
مع مرور مشروع قانون ميزانية وزارة الدفاع الأميركية، أمس الأربعاء، في مجلس النواب الأميركي باستحصاله على 377 صوتاً مقابل 48 رافضين له، يكون "قانون حماية المدنيين السوريين" المعروف بـ"قانون قيصر (سيزر)" قد مرّ أيضا، كونه يشكل جزءاً لا يتجزأ من الموازنة الدفاعية الأميركية التي أقرها المجلس ذو الغالبية الديموقراطية للمرة الرابعة على التوالي منذ العام 2016.
هل تلقى المبادرة الإيرانية المتعلقة بأمن مضيق هرمز تجاوبا من الدول الخليجية المعنية؟ وماذا يمكن لإيران أن تفعله لتبديد المخاوف؟ وهل يرد الخليجيون بمبادرة مماثلة؟ وهل يصح القول أن العلاقات المتوازنة تفتح الباب أمام سياسات أكثر إعتدالاً في الإتجاهين؟
لبنان ليس جزيرة معزولة. صحيح أنه يواجه أزمة إقتصادية ومالية غير مسبوقة منذ عشرات السنين، غير أن التسويات المنتظرة، ليست بالضرورة محلية بالكامل، وهذا ما يشي به تاريخ لبنان وتاريخ أهل السياسة فيه.
لطالما كانت العلاقة بين ضفتي الخليج العربي عنوانا سياسيا متفجرا من قبل ظهور الدعوة الإسلامية. تبلغ شظايا الانفجار ليس حدود الجوار بل حد تهديد الامن الدولي، لما تحتوي الضفتين من مكامن وحقائق، فضلا عن خبايا العلاقة الأزلية بين حاكم بلاد فارس وحاكم الجزيرة العربية. حقائق بعضها من صنع الله أو الجغرافيا أو الناس ولا يبخل عليها التاريخ بكل ما يحمله من ثقافات وحضارات. فالضفتان مركز تنافر في القوة. إما أن ينتهي الشوط بينهما بالتعادل أو بالهيمنة. لا مكان للسلم او للحرب. فقط الاشتباك السرمدي. ومياه البحر العازلة بين الضفتين ترسم بقوة الجغرافيا.. سياسة الاشتباك التي هي مزيج من التنافس والحوار.. ولا حسن جوار.
ثمة حراك سعودي إستثنائي في منطقة الخليج العربي. ترتيبات لإنهاء حرب اليمن بدور بارز لكل من عُمان والكويت. زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الإمارات تصب في هذا الإتجاه. مشاركة سعودية واماراتية وبحرينية في البطولة الخليجية الكروية في الدوحة. تبادل رسائل إيرانية ـ سعودية. زيارة سرية لوزير خارجية قطر إلى الرياض. ماذا بعد؟