
مثلما تسنى لها، قبل عقدين مضيا من الزمن، احتواء الخطر الأحمر السوفياتى، عبر تقارب اضطرارى وظرفى مع بكين مطلع سبعينيات القرن الماضى، ترنو واشنطن، هذه الأيام، لاجتذاب روسيا إلى تحالفها العابر للقارات.
مثلما تسنى لها، قبل عقدين مضيا من الزمن، احتواء الخطر الأحمر السوفياتى، عبر تقارب اضطرارى وظرفى مع بكين مطلع سبعينيات القرن الماضى، ترنو واشنطن، هذه الأيام، لاجتذاب روسيا إلى تحالفها العابر للقارات.
بحقائق القوة ومتغيرات العصور لم يعد ممكنا إعادة إنتاج النظام العالمي المتهالك. لا الولايات المتحدة القوة العظمى المهيمنة ولا روسيا وريثة الاتحاد السوفييتي القوة العظمى الثانية على ما كانت عليه الأحوال بعد الحرب العالمية الثانية.
تحكم الهاجس الصيني بكل مفاصل الجولة الأوروبية للرئيس الأميركي جو بايدن. حتى أنه يقال أن قمة جنيف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأهمية التي ترتديها بحد ذاتها، رمى البيت الأبيض من ورائها إلى تحييد روسيا عن المواجهة الشاملة التي تخوضها الولايات المتحدة مع الصين.
مع شعار "أمريكا عادت" طار الرئيس جوزيف بايدين إلى أوروبا. حمل في حقائب سفره حلماً، أو وهماً كبيراً صنعه هو وأعوانه الأصغر سناً خلال الحملة الانتخابية. وصل وفي ذهنه وأذهانهم أنهم ومن خلال سلسلة قمم متتالية سوف يقنعون الحلفاء من قادة دول الغرب أن أمريكا التي هم في انتظار عودتها عادت.
بدأت زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى الخارج فى أوروبا للتأكيد على أولوية استنهاض الحلف الغربى والبعض يقول إعادة إحياء هذا الحلف وضخ دماء جديدة فيه بعد أن ساهمت سياسات الرئيس الأمريكى السابق فى تهميشه.
تتحدث الولايات المتحدة عن "خطر صيني" يتهدد نظام المعنى والقوة في العالم اليوم. هذا الكلام الأمريكي صحيح وخاطئ في آن! صحيح بمعنى أن الولايات المتحدة تشعر بالفعل أن الصين تمثل تهديداً لمكانتها المهيمنة في النظام العالمي؛ وخاطئ، بل مضلل، بمعنى أن الصين لا تشكل تهديداً بل فرصة للعالم، وتقدم نموذجاً مختلفاً للقوة الكبرى ذات الاهتمام بأمن وتنمية العالم، وليس أمنها وتنميتها هي فحسب.
قد لا تأتي قمة جنيف بين الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين في 16 حزيران/ يونيو المقبل، بحلول للكم الهائل من المشاكل المتراكمة بين الولايات المتحدة وروسيا، من دون أن يقلّل ذلك من أهمية المحاولة على الأقل من الجانبين تنظيم الخلافات ووقف التدهور بين أقوى دولتين نوويتين في العالم.
يأمل السوريون بما بعد 26 أيار/مايو الحالي عله يكون حداً فاصلاً ما بين زمنين بعد أكثر من عقد من المعاناة نتيجة أكبر حرب شنت عليهم خلال عشرة آلاف عام من تاريخهم السحيق، والتي ترافقت مع سياسات داخلية ضاغطة ترتبط بطبيعة الحروب ومفرزاتها.
بينما العالم الغربي، والدول التي تدور في فلكه، منهمك بما يحصل في الولايات المتحدة والتهافت الذي تتميّز بها سياسات الغرب وخاصة الولايات المتحدة يتأكّد يوماً بعد يوم أن قيادة العالم خرجت من تحت سيطرة الغرب ولن تعود إليه.
رأيت الصين في غمرة إنبهاري بأمريكا. رأيتها شاباً، ليس تماماً غراً. تخرّج من جامعة لم تعرف عن علوم السياسة إلا ما خطّته ونظّمته مناهج التعليم في أمريكا. قضى بعض عصاري مراهقته وأكثر أمسياتها متنقلاً بين دور سينما تعرض في روعة وإبهار ملاحم إنتصارات أمريكا في معارك الحرب العالمية الثانية وروايات تُلهب الخيال تصوّر نماذج وأساليب حياة في عالم مختلف.