يجب أن لا يغيب عن بالنا، أن قسماً كبيراً من المثقفين هم ضحايا السلطة. فهذه تُنزل بهم أشد أنواع التعذيب والسَجِنْ لمجرد رأي أبدوه، ولمجرد رأي لا يعاقب عليه أحد في بلدان العالم الأخرى.
يجب أن لا يغيب عن بالنا، أن قسماً كبيراً من المثقفين هم ضحايا السلطة. فهذه تُنزل بهم أشد أنواع التعذيب والسَجِنْ لمجرد رأي أبدوه، ولمجرد رأي لا يعاقب عليه أحد في بلدان العالم الأخرى.
حاجات كثيرة قد تتوه عن الإنسان ومن أهمها التصالح مع الذات، بمعنى الانسجام بين ما يتبناه من خطوط فكرية تطبع شخصيته وبين مشاعره وسلوكياته اللحظوية، لكن يبقى الحوار البنّاء وحده، مهما اندرجت تحته موضوعات المعرفة من فلسفية ودينية وسياسية وغيرها، كفيل بأن يؤدي إلى الانفتاح الجدي على أصالة التراث الأخلاقي والروحي، بما يجعلنا نرتقي في دنيا كل لحظة فيها تتقلب على تغييرات في النظرة مع قضايا الحياة والتعامل معها، وإذا لم يتخل الإنسان عن أنانياته فمن الصعب تحقيق حوار جدي، فضلاً على أن يكون بناءً بينه وبين ذاته والعالم من حوله.
في كتابه الجديد، بعنوان “تأملات 2022 في الحرية والسياسة والدولة” لمؤلفه الفضل شلق (الدار العربية للعلوم ـ ناشرون؛ 2023)، يسرح الكاتب في حقل سياسي فكري مترامي الأطراف. يناقش قضايا الإمبريالية والحرية والإستبداد والدين والمعرفة، كما تشي عناوين هذه المقالة.
تذّكر أيها الإنسان أنك صغيرٌ وتافهٌ وحقيرٌ. يُذكرنا الزلزال بذلك كما جرثومة صغيرة كذلك قبل ثلاث سنوات ونيف. برغم ذلك، لا يتوقف الحديث عن العلم والمعرفة سبيلاً للسيطرة على الطبيعة.. ومع التقدم التقني، لا بد وأن يتضاءل التواضع.
سئمنا الاستبداد باسم التحرر الوطني، وأضر بنا طغيان التحرر المجتمعي أو الجماعي على الحرية الفردية.
نُكمل في هذا الجزءِ (الثالث) حديثَنا حول السّعادة من وجهة نظر أهل التّصوّف والعِرفان (أو حول ما سمّيناه "بالفرَح الصّوفيّ المقدّس").
"إسعَ يا عبدي وأنا أسعى معك" و"المكتوب ما منهُ مَهروب"، عبارتان يردّدهما كثير من الناس من دون الخوض في التناقض بينهما. القول الأول يُعبّر عن الإيمان بأنّ الإنسان هو من يقرّر مصيره، بينما نجد في الثاني عكس ذلك: لا يمكن للإنسان أن يهرب من المصير المُقدّر له.
في لبنان، كما في كل أنحاء العالم، نظام رأسمالي يسيطر على الأرض والناس، ويعشعش في كل دماغ. هو نظام استلاب معنوي ومادي. يسلب الإنسان المعنى فيصير الى التفكير في الموت، وهذا يتودد الى الدين. يسلب الإنسان ثمرة شغله فيلجأ الى الدين أيضاً.
نعيش في زمن يتطلّب منا الكثير من الحكمة والصبر، ليس بالضرورة لمساعدتنا على حل مشاكل الفساد والحروب والجهل، بل لتوفير ملجأً حماية نهرب إليه تعبيراً عن عجزنا شبه المطلق في القدرة على تغيير الأمور نحو الأفضل.
عندما نتجول قليلاً في أحياء العاصمة وضواحيها، نشعر أكثر فأكثر بوجع الناس، بهمومهم المعيشية، فشغلهم الشاغل أصبح منذ زمن تأمين قوت يومهم، ولعل أهم هدف للخبثاء ممن أوصلونا الى هذه الحالة قد تحقق، وهو أن ننشغل عن التفكير والعمل على تحقيق التقدم العلمي وامتلاك المعرفة.