
الأحجية الكبرى في لبنان، "حزّر فزّر"، هي التالية، وباللهجة العامية: "في دولة بلبنان أو ما في؟"، وبالفصحى، لمزيد من التوضيح والتعقيد في آن: لبنان دولة أم كيان أم ماذا؟
الأحجية الكبرى في لبنان، "حزّر فزّر"، هي التالية، وباللهجة العامية: "في دولة بلبنان أو ما في؟"، وبالفصحى، لمزيد من التوضيح والتعقيد في آن: لبنان دولة أم كيان أم ماذا؟
قال الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، خلال تشييع السيدين الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، "إننا نؤمن في حزب الله أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، ونحن من أبنائه". تصريحٌ يفتح الباب أمام أسئلة جوهرية، حول رؤية الحزب لمستقبل الكيان اللبناني، ومدى انسجام هذا الخطاب مع ممارسات الحزب وسياسته الداخلية وتطلعاته الإقليمية وارتباطه الوثيق بالجمهورية الإسلامية في إيران، عقائدياً ومادياً.
ليست القضيّةُ متعلّقةً أبداً بمسألة التّضحيات الجسام، النّاتجة عن حروبنا مع العدوّ الإسرائيليّ تحديداً، لا بالأمس ولا اليوم ولا في الغد القريب أو البعيد. أبداً. ولا القضيّة نفسها متعلّقة بسقوط شّهداء وجرحى أو بتهدّم منازل، ولا متعلّقة بالتّهجير ولا بالخسائر المادّيّة الكبيرة جدّاً وما إلى ذلك. ليس جوهر الموضوع هنا أبداً. لا لحُبّي للبلاء، لا سمح لله، ومن ذا الذي يُحبُّ البلاء على أنّه مُجرّد بلاء؟
على المدخل الجنوبي لمدينة بيروت، رُفعت لافتة مكتوب عليها "الدم ما بيصير مي، شكراً لأهالي الطريق الجديدة وصيدا وطرابلس".
كثُر التساؤل مؤخراً عن أي شكل لتركيبة نظام إتحادي (فدرالي) يمكن أن يشبه بطبيعته التركيبة اللبنانية. الجواب المباشر هو، إذا استعرضنا جميع أنظمة البلدان الفدرالية، وتعدادها ٢٦ بلداً يعيش فيها حوالي ٤٢٪ من سكان العالم، فما من نظام يشبه الآخر. فلكل بلد طبيعته الثقافية التي فرضت على مواطنيه إيجاد نظام خاص بهم يؤمن لهم الإستقرار والبحبوحة والعيش بسلام.
من يفترض أنَّ فكرة لبنان بمعناه الكياني وبأبعاده القيمية هي في طور الزوال، مخطئ حتماً. لماذا؟