حرب غزة Archives - Page 6 of 70 - 180Post

342424424442.jpg

تاريخ السادس عشر من أيلول/سبتمبر 2023، هو تاريخ فاصل، عندما قرّرت حكومة بنيامين نتنياهو جعل إعادة المستوطنين إلى الشمال هدفاً رابعاً للحرب؛ فعلياً، صار لبنان منذ هذا التاريخ هو جبهة الحرب الرئيسية وتراجع الضغط الميداني على أرض قطاع غزة، برغم استمرار حملات التجريف والإبادة، ولا سيما في الشمال (نموذج مخيم جباليا) حتى يومنا هذا.

sinwar-1.jpg

جريحاً؛ متماسكاً، مستريحاً على كنبة صغيرة في حيٍّ مُدمّر ومنزل شلّعت القذائف جدرانه وأبوابه ونوافذه، جلس يحيى السنوار بلباسه العسكري وسلاحه ينتظر اللحظة التالية، فدخلت عليه الـ"درون" لتجد نفسها وجهاً لوجه قُبالة مُلثم، وما أن حاولت الإقتراب منه حتى أطلق عليها عصاه الخشبية بيده اليسرى غير الجريحة، قبل أن تصيبه شظايا قذائف دبابة فيخر صريعاً.

AmosHochstein-Nabih-Berri.jpg

منذ بداية حرب "طوفان الأقصى"، كان الاعتقاد السائد، أن أي تفاهم لوقف الحرب في غزة يقتضي تحييد الرأس المدبر للعملية، أي القائد الشهيد يحيى السنوار، إما عبر اغتياله أو ابرام صفقة تخرجه من غزة.

hate_speeching__glen_le_lievre.jpg

لا تخلو وسيلة إعلامية إسرائيلية من تحريض على تجويع، وطرد، وإبادة الشعب الفلسطينى، لكن القناة التلفزيونية الإسرائيلية، الرابعة عشرة، بمقدمى برامجها، وبالضيوف الذين تنتقيهم، فاقت كل وصف فى الفجاجة والشعبوية، حتى أن الحكومة العراقية أصدرت بيانا، مؤخرا، استنكرت فيه، بشدة، وضع القناة اسم وصورة المرجع الشيعى الأعلى فى العراق، آية الله على السيستانى، ضمن قائمة المستهدفين بالاغتيال، فى أحد برامجها، وطالبت الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش باستنكار ما فعلته هذه القناة.

2332242424.jpg

لو صحّ الخبر القائل بأن الجيش الإسرائيلى اعتقل بعض جنوده الذين نشروا الصور الأولية لحادث اغتيال قائد حركة حماس فى قطاع غزة يحيى السنوار، لتأكدنا أن الحكومة الإسرائيلية كانت تريد إخراجا مختلفا لعملية الاغتيال، بل إن نتنياهو لم يكن يتمنى أن يتم الإعلان الفورى وتأجيله إلى لحظة يخرجها بنفسه باعتباره ملكا للصورة والدعاية السياسية.

090909009090909.jpg

ما أن خرج دونالد ترامب خاسراً من السباق الانتخابي الأميركي عام ٢٠٢٠، حتى دفع بأنصاره إلى اقتحام الكابيتول في حادثة ما تزال تداعياتها حاضرة في ذهن الأميركيين لغاية الآن، وليس مُستبعداً أن تتكرر في حال فوز المنافسة الديموقراطية كامالا هاريس في الإنتخابات المقبلة. وما أن يخرج بنيامين نتنياهو من السلطة، حتى يفكر بالعودة إليها في اليوم التالي. الإثنان يعشقان السلطة ويكرهان الاعلام التقليدي وتُميّزهما النزعة الفردية والانتهازية السياسية واحتقار القوانين.

IsraelNetanyahuWatchImpatientRTX6J5WW.jpg

في الأول من أيار/مايو 2003، ارتدى الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش بذة أنيقة خاصة بسلاح الجو الأميركي، وصعد إلى طائرة "إس-3 فايكنغ"، ثم هبط على متن حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن". وهناك وقف أمام لافتة كُتب عليها "المهمة أُنجزت"، ليعلن أن العمليات القتالية الكُبرى في العراق قد انتهت. وقال بفخر: "لقد انتصرت الولايات المتحدة وحلفاؤنا". بعد ذلك، ارتفعت شعبية بوش. والمحافظين الجُدّد؛ الذين خططوا لغزو العراق؛ ولكن سُرعان ما تدهورت أوضاع العراق، وبات قرار الغزو يُنظَر إليه على أنه "خطأ استراتيجي فادح"، بحسب ستيفن م. والت في "فورين بوليسي"(*).

israel-claims-to-have-killed-hamas-leader-yahya-sinwar-in-gaza-1729194251-9699.jpeg

سؤالان لا ثالث لهما يترددان منذ لحظة الإعلان عن سقوط زعيم حركة "حماس" يحيي السنوار في اشتباك مع الجيش الإسرائيلي في تل السلطان بمنطقة رفح جنوب قطاع غزة: هل يُوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحرب، أم يواصل السياق التصعيدي في القطاع ولبنان والشرق الأوسط؟

who-hamas-sinouar.jpg

يكثرُ في هذه المرحلةِ الحديثُ عن أنّ "حزب الله" قد "ورّط" لبنان في هذه الحرب المفتوحة مع العدوّ الإسرائيلي، لا سيّما من خلال اتّخاذ قرار مساندة غزّة يوم ٨ تشرين الأوّل/أكتوبر ٢٠٢٣.. أي غداة عمليّة "طوفان الأقصى". ومنهم من يذهب، بشكل أقلّ حِدّيّة وعِدائيّة إن شئت، أقلّه في الظّاهر، إلى الادّعاء باختصار: بأنّه كان بالإمكان، عند انطلاق "الطّوفان"، تجنّب الحربِ وما كَان!

20240806_1722977383.jpg

منذ اغتيال سيد شهداء محور المقاومة السيد حسن نصرالله، قبل 20 يوماً، ثمة تساؤلية مزدوجة، جزئيتها الأولى، كيفية نجاح العدو الإسرائيلي في الوصول إلى "السيد"، وجزئيتها الثانية، عجزه عن اغتيال قائد حركة حماس يحيى السنوار؟ فهل استشهد السنوار وهو يقاتل بالصدفة؟ أم اغتيل بقرار بحثاً عن انتصار يُمهّد لوقف النار؟