
كثيرٌ ممّا يحدثُ في هذه الأيّام يُشبه لحظات محاولات الانقلاب السّياسيّ الكبرى التي عرفها لبنان منذ عام ١٩٤٨ عموماً، وتحديداً لمصلحة الأميركيّ وحلفائه وأدواته في المنطقة.. وعلى رأسها الكيان الإسرائيليّ.
كثيرٌ ممّا يحدثُ في هذه الأيّام يُشبه لحظات محاولات الانقلاب السّياسيّ الكبرى التي عرفها لبنان منذ عام ١٩٤٨ عموماً، وتحديداً لمصلحة الأميركيّ وحلفائه وأدواته في المنطقة.. وعلى رأسها الكيان الإسرائيليّ.
أخيراً، وبعد طول انتظار، جاء الرد الصاروخي الإيراني على الجنون الذي تقوم به القيادة السياسية في "إسرائيل" والمتمثل باغتيال قادة مقاومين أبرزهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ومسؤول ملف لبنان في "فيلق القدس" الإيراني عباس نيلفروشان، فضلاً عن التحضير لغزو بري ضد جنوب لبنان!
الكثيرون شبّهوا الانتصارات السيبرانية - الأمنية الإسرائيلية في لبنان بنكسات حرب 1967 التي حسمت فيها تل أبيب مصير الحرب ضد ثلاثة جيوش وأنظمة عربية خلال ستة أيام (أيضاً عبر الحرب الاستخبارية - الأمنية أساساً) وغيّرت وجه الصراع (آنذاك) في إقليم المشرق المتوسطي.
نحن في خضم حرب حقيقية ولو كان حزب الله يُصرّ على إدراجها في خانة مساندة غزة ومؤخراً أضاف إليها عنوان "الدفاع عن لبنان وشعبه". ما يجري منذ حوالي العشرة أيام على أرض لبنان يشي بما تُضمره إسرائيل للبنان منذ الدقيقة الأولى لانتهاء حرب تموز/يوليو 2006، وهو ما كان يجعلها تعتقد لسنوات طويلة أن جبهة غزة ثانوية.. وأن الحرب الأساس هي تلك التي لا بد منها في ما تُسمى "الجبهة الشمالية".
هل سيوقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عدوانه على لبنان؟ أغلب الظن أن الإجابة هى لا.
تتواتر مقدمات وشواهد أننا بقرب عمليات عسكرية إسرائيلية واسعة على الجبهة اللبنانية قد تنزلق بالتداعيات إلى حرب إقليمية مدمرة.
عندما قرّر حزب الله فتح "جبهة إسناد" لبنانية في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023، لرفد المعركة التي أطلقها "طوفان الأقصى" على أرض فلسطين، كان ذلك حصيلة مناقشات دامت ساعات في "شورى القرار"، أمكن من بعدها تحديد وجهة تتطابق إلى حد كبير مع الرؤية التي حدّدها المرشد الإيراني علي خامنئي بعد ذلك بفترة في لقاء جمعه برئيس المكتب السياسي في حركة حماس إسماعيل هنية في طهران وأساسها أننا لسنا في خضم ما تسمى "الحرب الكبرى".
تعكس الصحف الإسرائيلية يومياً واقع الإرتباك الذي يعيشه المستويان السياسي والعسكري في إسرائيل، في كيفية التعامل مع الجبهة الشمالية مع لبنان. وفي مقالة نشرها نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق تشاك فرايليخ في "هآرتس"، يدعو إلى وقف نار أحادي الجانب لتحشيد المجتمع الدولي وراء إسرائيل ومن ثم اطلاق انذار نهائي لحزب الله، وصولاً إلى الاستعداد "للمخاطرة بتصعيد شامل"، على حد تعبير فرايليخ.
في خضم الحرب التي شنّها الكيان الإسرائيلي ضد المقاومة اللبنانية عام 2006، تنبأت وزيرة الخارجية الأمريكية، وقتذاك، كوندوليزا رايس، بولادة شرق أوسط جديد "من مخاض الحرب اللبنانية الإسرائيلية".
أشهر ستة مرت على الحرب فى غزة. ويبدو أن التعثر فى الوصول إلى "هدنة إنسانية" تحت عنوان وقف مؤقت لإطلاق النار، كان يجب أن ينجز خلال شهر رمضان، لكنه ما زال متعثرًا فى حرب الشروط والشروط المضادة والسقوف المرتفعة لتلك الشروط. هدنة إذا تم التوصل إليها ستكون هشة وقصيرة فى عمرها.