اعتاد بعض الإعلام اللبناني ربط أي حدث لبناني بطاولة المفاوضات الدولية او رقعة المناوشات الإقليمية، لكن الحراك الشعبي لم يُسبغ عليه البُعد الخارجي إلا في سياق إتهام جهات خارجية بمحاولة استثماره وتحويل اتجاهه من إجتماعي إلى سياسي.
اعتاد بعض الإعلام اللبناني ربط أي حدث لبناني بطاولة المفاوضات الدولية او رقعة المناوشات الإقليمية، لكن الحراك الشعبي لم يُسبغ عليه البُعد الخارجي إلا في سياق إتهام جهات خارجية بمحاولة استثماره وتحويل اتجاهه من إجتماعي إلى سياسي.
خلصت دراسة صادرة عن معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل بتاريخ 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، الى أن استقالة الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري لا تنبئ بتغيير عميق، لكنها ستؤدي مرة أخرى إلى الركود وعدم استقرار النظام السياسي.
إنتهت التسوية الرئاسية. لن يكون سعد الحريري رئيسا للحكومة طوال عهد الرئيس اللبناني ميشال عون. مَنْ قلب المعادلة هو الحريري صاحب المصلحة في إستمرارها، فرئيس الجمهورية لا يتزحزح من مقعده طوال ست سنوات، أما رئيس الحكومة، فقد يكون عمر حكومته يوما واحدا أو بضع سنوات.
كانت كلمات رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري كافية ووافية ومقتضبة. الأزمة السياسية "وصلت إلى طريق مسدود.. ولا بد من صدمة كبيرة".
في حديث جانبي مع أحد نواب حزب الله خلال مجلس عزاء. قال:"قلت لسماحة السيد حسن نصرالله ممازحاً. يا سيد: الناس عنا عم تخلط بين الله وحزب الله". يريد بهذه العبارة القول: (إنّ الله على كل شيء قدير، أمّا حزب الله فمحدود القدرة، ولا يملك أن يُقدّم للناس كل ما يأملونه منه).
يطرح الحراك الشعبي في لبنان، في يومه الثاني عشر، الكثير من الأسئلة، خاصة مع تبلور ميزان قوى جديد يختلط فيه الشارع بالسياسة والأمن والإقتصاد، كما الداخل بالخارج. هذه محاولة جديدة لتفكيك الصورة.
يطرح الوضع الذي وصلنا إليه الكثير من الإشكاليات المتصلة بعلاقة الهبة الشعبية اللبنانية غير المسبوقة بالمقاومة.
خلال الأسبوع الحالي، أصدرت الحكومة السعودية بياناً هنأت فيه الامبراطور الياباني الجديد على توليه العرش، وثانٍ أدانت فيه تفجير شاحنة في أفغانستان، وثالث حول محادثات مع البرازيل بشأن حقوق الملكية الفكرية... فيما غاب أيّ موقف منها حول ما يجري في بلد (لبنان) تمارس فيه المملكة نفوذاً منذ عقود، وحيث تحولت الاحتجاجات ضد الطبقة السياسية إلى ثورة أخرى في الشرق الأوسط.
أعفى حزب الله جمهوره من كل ميادين وساحات الحراك الشعبي.. ما لم يدركه خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن ثقة الشارع اللبناني بالطبقة السياسية في لبنان معدومة، لذلك، تبدو إستعادتها مهمة شاقة وطويلة وبحاجة إلى صدمات متتالية وليس إلى مسكنات. أقله هذا ما يشي به حراك الشارع منذ ثمانية أيام حتى الآن، والمنتظر أن يتسع أكثر فأكثر في الساعات المقبلة، حسب تقديرات مجموعات الحراك.
يراقب العالم ما يجري في لبنان ليقرر في أي إتجاه يسير، تماما كما حصل في ثورات عربية أخرى، حتى ولو أن المؤشرات جميعا حتى الآن تؤكد دعم بقاء الرئيس سعد الحريري على رأس الحكومة، دون إستبعاد تعديل وزاري أو الانتقال الى حكومة تكنوقراط.