ما هو الدّافع الذي يقود هذه الدولة أو تلك من أجل الإنحياز إلى قوّة أو جبهة عالميّة مقابل أخرى؟ إذا إبتعد الجواب عن السرديّة الطوباويّة والأخلاقية المُدّعاة، يمكن التوقف عند عنصرين حاسمين ومؤثرين: ميزان القوى وتشابك المصالح.
ما هو الدّافع الذي يقود هذه الدولة أو تلك من أجل الإنحياز إلى قوّة أو جبهة عالميّة مقابل أخرى؟ إذا إبتعد الجواب عن السرديّة الطوباويّة والأخلاقية المُدّعاة، يمكن التوقف عند عنصرين حاسمين ومؤثرين: ميزان القوى وتشابك المصالح.
بعد عدة أشهر، يبلغ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين السبعين من العمر، وخلال سنوات عمره السبعين قضى بوتين عشرين عاماً منها رئيساً للدولة الروسية.
سوف ينتصر فلاديمير بوتين في حربه ضد أوكرانيا ثم يخسر نتائجها. ربح نابليون حروب أوروبا وخسر نتائجها. ربح هتلر وخسر النتائج. نابليون رضي بالنفي. هتلر انتحر. بوتين لا ندري.
تلجأ الدول ذات المكانة العسكرية والاقتصادية في حالة الحروب إلى شيطنة خصومها لزوم التعبئة النفسية وصناعة وعي متطرف يبرر قتل الخصوم وتدمير ممتلكاتهم بلا هوادة، والأهم هو توحيد كراهية مواطنيها وتوجيهها باتجاه واحد، فالكراهية ـ كما ذهب أنطون تشيخوف ـ أكثر قدرة من الحب على جمع الحشود.
الإقليم الذى نعيش فيه مرشح بأوضاعه المضطربة أن يكون مرآة لما قد يترتب على الأزمة الأوكرانية من تداعيات ونتائج، تنعكس عليه وتؤثر فيه بأكثر من أية منطقة جغرافية أخرى فى العالم.
غريب أمر بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي، من الجمهوريين بخاصة، الذين يطالبون باتخاذ مواقف أمريكية في الحرب الأوكرانية أشد تطرفا. أحدهم وهو من زعماء الحزب الجمهوري يطالب برأس الرئيس فلاديمير بوتين وآخرون بإرسال طائرات أمريكية لأوكرانيا وفرض حظر جوي وتصعيد الحصار الجبار حول روسيا. هؤلاء يعلمون أن أوكرانيا، في ذهنية الهيمنة الغربية، ليست أكثر من طعم لاستدراج روسيا إلى هاوية السقوط. هم يعلمون وآخرون خارج أمريكا أيضا يعلمون ويدركون خطورة هذا الجانب الهدام في استراتيجيات الهيمنة.
تردَّدت أصداء الاتصال الهاتفي بين الرئيسين السابقين الأميركي باراك أوباما والإيراني حسن روحاني، في أثناء عودة الأخير من مطار نيويورك إلى العاصمة الإيرانية عام 2013، فأحدثت موجة زلزالية في العالم، تشبه التسونامي غير المتوقع، أصابت بصورة خاصة أولئك الذين لا يدركون كيف يتعامل العقل الأميركي البراغماتي مع مصالحه.
لا شك أن ولي العهد السعودي يُدين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه كان الوحيد من بين قادة العالم قرّر مصافحته بحرارة خلال قمة دول العشرين في الأرجنتين في نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2018، في حين تجنبه بقية الزعماء، وأولهم صديقه الرئيس دونالد ترامب، وكان ذلك بعد نحو شهرين من اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول على يد فرقة إغتيال سعودية.
غالبا، ما يأتي فلاديمير بوتين على ترداد السيرة التاريخية لأحد أهم قياصرة روسيا بطرس الأكبر (1672ـ1725) ويردد مصطلحاته ومفاهيمه، وكلها يندرج في إطار امبراطوري يتجاوز المفهوم السائد لـ"الدولة ـ الأمة"، وفي المقلب الآخر لم يخرج الغرب عن النظر إلى روسيا باعتبارها مشروعا أمبراطوريا لا ينكفىء، ومن الأقوال الشهيرة لوزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر "إن الروس يستبطنون دائما مشاعر امبراطورية، ولذلك يجب الحذر منهم على الدوام".
لا يتقدم سلاح لدى الإدارة الأميركية على سلاح العقوبات في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا. السؤال الذي يتبادر للذهن: هل سترضخ روسيا للإدارة الأميركية وتنصاع لشروطها تحت ضغط عصا العقوبات الغليظة؟