سوريا Archives - Page 97 of 109 - 180Post

teaser_wide_big-1280x720.jpg

ست ساعات من المفاوضات أثمرت توافقاً روسياً - تركياً على فترة سماح جديدة للمضي قدماً في تطبيق اتفاقات سوتشي. في لقائه مع رجب طيب أردوغان، كان يكفي فلاديمير بوتين أن يفرض اعترافاً تركياً بالحقائق الجديدة في الميدان الادلبي لكي يخرج بمكاسب واضحة، مع الحرص على إفساح المجال للضيف التركي للدفاع عن موقفه والعودة الى بلاده بإنجاز وحيد يحفظ ماء وجهه، وإن كان لا يتجاوز تسجيل موقف يتيم بأنه لن يقف مكتوف الأيدي في حال تعرض جنوده للاستهداف السوري مجدداً.

4EBk9lLaHR0cDovL29jZG4uZXUvaW1hZ2VzL3B1bHNjbXMvTTJNN01EQV8vNTRhZDE4NWJkNmMyMDJlMDEzNTg0NzhjYTU2NjJjMDAuanBnkZMCzQSwAIEAAQ.jpg

على الرغم من تنفيذ الجيش السوري والفصائل المؤازرة له عشرات العمليات العسكرية في الشمال السوري، والسيطرة على مناطق واسعة خلال وقت قياسي، تضمنت السيطرة على طريق حلب – دمشق، وتأمينه، بالإضافة إلى تأمين مدينة حلب، شغلت معركة سراقب الأخيرة وسائل الإعلام، التي ناقشت تفاصيلها بشكل كبير، حتى أن وسائل إعلام إسرائيلية حللت المعركة بشكل دقيق، فلماذا كل ذلك؟

Syria-1280x854.jpg

حطّ وفدٌ أميركي رفيع المستوى في معبر باب الهوى الحدوديّ بين سوريا وتركيا في خطوة لم تتكرر منذ عام 2011. توقيت الزيارة لم يخلُ من دلالات ورسائل موجهة بمعظمها إلى اللاعبين الرئيسيين - موسكو وطهران ودمشق وأنقرة، غير أن بعض هذه الدلالات والرسائل قد يتسرّب إلى أقنية "جبهة النصرة" المصنّفة على قائمة الارهاب العالميّة والتي يُعتبر معبر باب الهوى بمثابة العمق الاقتصادي وشريان الحياة لإمارتها الاسلامية.

putin_erdogan__hassan_bleibel.jpeg

دبّ الهلع في قلوب بعض مؤيدي القيادة السورية من أن تكون روسيا قد غيّرت موقفها وتخلّت عن دورها الداعم لسوريا. هؤلاء أنفسهم غالوا كثيرا في الحديث سابقا عن وقوف الرئيس فلاديمير بوتين الى جانب الرئيس بشار الأسد ومحور بيروت ـ طهران. أما معارضو هذه القيادة و"المحور"، فقد بدأوا بتوزيع الحلوى مكرّرين خطأ تحليلاتهم السابقة بأن موسكو قرّرت التخلي عن الأسد وان سقوطه بات وشيكاً. في الحالتين، تبدو قراءة الاستراتيجية "البوتينية" قاصرة عن فهم ما يفّكر به فعلاً سيد الكرملين، عشية استقباله غداً (الخميس) نظيره التركي رجب طيب أردوغان.

f854f6579aea40608f7d016b4a99a1c1_8.jpg

ما ان وصلت أنباء عن مقتل أكثر من ثلاثين جندياً تركياً في غارة جوية سورية في إدلب، حتى أعلنت أنقرة فتح حدودها أمام اللاجئين السوريين للعبور إلى اليونان ومنها إلى أوروبا، بهدف الضغط على الاتحاد الأوروبي وأعضاء "الناتو" للتدخل ومؤازرة تركيا في حربها على الأراضي السورية، الأمر الذي دفع آلاف السوريين الذين ضاقوا ذرعاً من الحياة في تركيا إلى التوجه نحو الحدود مع اليونان أملاً بدخول "الجنة الأوروبية"... ولكن ذلك لم يحصل.

2018-04-18T133922Z_1733673302_RC1E8074CB00_RTRMADP_3_TURKEY-POLITICS-scaled-1.jpg

في أول رد فعل من جانبها على مقتل العشرات من جنودها في قصف جوي في إدلب، أعلنت تركيا فتح حدودها أمام اللاجئين السوريين للعبور إلى أوروبا، الأمر الذي قد يعطي صورة كاملة للفكر السياسي التركي في ظل حكم "حزب العدالة والتنمية" المرتبط بجماعة "الإخوان المسلمين"، والقائم على الابتزاز واستغلال كل ما يمكن استغلاله من أحداث، حتى وإن كان هذا الحدث دماء تركية سالت، ومازالت تسيل، لتحقيق مكاسب اقتصادية أو سياسية، تدعم بمجملها المشروع "العثماني" الذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.

غرافيتي-ادلب.jpg
Avatar18028/02/2020

كتب الخبير في الشأنين الروسي والتركي ديميتار بيشيف وهو عضو في مركز يورواسيا ضمن مجلس الأطلسي، مقالة في موقع "أحوال تركية" بعنوان "هل تجازف روسيا بالصراع مع تركيا"، أشار فيها إلى إنه مثل كثيرين، إعتقد قبل سنوات، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتدخله في سوريا في أيلول/سبتمبر 2015، إنما يكرر الغرق في المستنقع الأفغاني، وتضمن المقال الآتي:

s2.reutersmedia.net_-1.jpg

تتسارع وتيرة الأحداث في الميدان السوري، وترتفع معها إحتمالات الصدام العسكري، وذلك على مسافة ساعات قليلة من انتهاء مهلة التاسع والعشرين من شباط/فبراير، التي حددها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لانسحاب الجيش السوري من مواقع على مقربة من نقاط المراقبة التركية في شمال سوريا، وهي مهلة لم يعرها الروس إنتباهاً، بدليل التطوّرات العسكرية الدراماتيكية، والتي بلغت ذروتها مع مقتل 33 جندياً تركياً في إدلب، وذلك بعد ساعات قليلة على اتهام روسي مباشر لتركيا بتقديم الدعم العسكري للإرهابيين في إدلب.

Grafitti-02-01-2020-1024x683-1.jpg
Avatar18027/02/2020

تحت عنوان "المعركة على إدلب، لعبة شطرنج بالنسخة السورية"، قدم الباحثون في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب كرميت فالنسي، نطع نافيه، وأوفيك موشكات، قراءة، من وجهة نظر إسرائيلية، تحذر من تدهور الوضع إلى حد إندلاع "قتال مباشر بين الجيش التركي والجيش السوري"، وإلى حد "تفاقم التوتر بين تركيا وروسيا".

RTS32DKW-1280x720.jpg

تصعيد عسكري متواصل تشهده محافظة إدلب، مع استمرار تركيا في استقدام تعزيزات عسكرية وتوزيعها ضمن نقاط عسكرية خارج خريطة الاتفاق الروسي – التركي في سوتشي العام 2018، في وقت يتابع فيه الجيش السوري عملياته بدعم روسي لتضييق الخناق على الفصائل المسلحة المنتشرة في المحافظة، والتمهيد لفتح طريق حلب – اللاذقية، والذي كان من المفترض أن تقوم تركيا بفتحه وتأمينه قبل نحو عامين بموجب الاتفاقية، وسط تصادم سياسي وعسكري وجدت تركيا نفسها فيه "الحلقة الأضعف"، الأمر الذي أجبرها على تناسي الخطابات السياسية مرتفعة النبرة، وتهديداتها السابقة للجيش السوري بشن عملية عسكرية في حال لم ينسحب من المناطق التي سيطر عليها إلى حدود اتفاقية سوتشي قبل نهاية شهر شباط/فبراير الحالي، والذي أوشك على الانتهاء.