
لم يخطر ببال دونالد ترامب أن يتعرض فريقه للأمن القومى لانتقادات حادة وموثقة أخطر وأفدح مما دأب على توجيهها لوزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون بمناسبة أو دون مناسبة.
لم يخطر ببال دونالد ترامب أن يتعرض فريقه للأمن القومى لانتقادات حادة وموثقة أخطر وأفدح مما دأب على توجيهها لوزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون بمناسبة أو دون مناسبة.
يرفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتيرة الحملة الجوية على الحوثيين في اليمن، ويدرس فريقَهُ مضمون الرسالة الجوابية التي أرسلتها طهران عبر سلطنة عُمان رداً على الرسالة التي بعث بها إلى القيادة الإيرانية واضعاً إياها أمام خيارين: التفاوض أو استخدام القوة للحؤول دون اجتيازها العتبة النووية.
ثمة رؤية إسرائيلية تروّج لاستمرار الحرب على غزة مفتوحة لأسباب عديدة أبرزها، كما يقول رئيس تحرير "هآرتس" ألوف بن، استمرار استدراج الحوثيين للقيام بردة فعل مستمرة، ذلك أن بنيامين نتنياهو يريد ذريعة "أنصار الله" لاستدراج إدارة دونالد ترامب بعد 20 كانون الثاني/يناير الحالي إلى مواجهة عسكرية مع إيران بحجة شل الملاحة بالبحر الأحمر واقفال ميناء إيلات وتضرر الاقتصاد المصري.
في زمن الاستعمار (كولونيالية، إمبريالية، إلخ..) الذي ما زالت له اليد الكبرى في بلادنا، لا يحكم المركز مباشرة بل عن طريق حكومات محلية، إحداها في منطقتنا "دولة" إسرائيل.
بعدما استعرضت الأجزاء الثلاثة من هذه السلسلة موقع البحر الأحمر في قرون ما قبل الميلاد وما حفلت به من حضور قوي لهذا البحر في المفاصل الصراعية والدينية، يستعرض الجزء الرابع الصراعات الدولية حول البحر الأحمر من القرن الخامس عشر وحتى حفر قناة السويس في القرن التاسع عشر.
تشهد منطقة باب المندب والبحر الأحمر تطورات متسارعة علی خلفية إعلان الحوثيين ملاحقة السفن المتجهة للموانیء الإسرائيلية؛ في الوقت الذي قرّرت الولايات سحب حاملة الطائرات جيرالد فورد من البحر المتوسط، وتزامن ذلك مع إعلان إيران عبور المدمرة "البرز" مضيق باب المندب متجهة نحو البحر الأحمر.
غالباً ما كان البحر الأحمر عنواناً للتاريخ، بل إنه كان وما يزال شاهداً على تحولات عظيمة وعميقة في مسار الأمم والشعوب منذ ما قبل أن يبدأ البشر بتدوين أحوالهم، وإلى حدود يقال فيها إن قراءة تاريخ السياسة والتجارة والحروب والأديان تبدو باهتة إذا لم تستمد حضورها من ضفاف هذا البحر.
دخلت الحرب الإجراميّة على غزّة والفلسطينيين يومها الثمانين. هذه الحرب، وأمام العجز الدولي عن إيقافها، هبّ اليمن ليُدخِلَ ورقة ضغطٍ حقيقيّة وليعطّل طريقاً أساسيّاً للتجارة الدوليّة وليُذكّر أنّ المشرِق العربي كان، ولا يزال، في وسط العالم وأنّه طريق التجارات التي جلبت معها منذ القدم ثرواتً ونهضةً، كما جلبت المصائب والويلات.
أزمة باب المندب المتصاعدة على نار غزة، معضلة أخرى تنفجر في وجه الرئيس جو بايدن وتُعقّد سياسته الخارجية، وتضعه أمام خيارات صعبة: غض الطرف عن هجمات الحوثيين أو اللجوء إلى رد تكتيكي لا يثير صداماً مع طهران، أو الذهاب أبعد في الردع حتى ولو أدى إلى صدام مباشر مع إيران، وهذا الخيار الأخير سعى البيت الأبيض إلى تجنبه منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
هنري لورانس، مؤرِّخ فرنسيّ وأستاذٌ حائزٌ على كرسيّ تاريخِ العالم العربيِّ المعاصِر في الكولّاج دو فرانس ـ باريس. في نصه الأخير المنشور في "اوريان 21" (ترجمة دينا علي إلى العربية)، يُقدم رواية تاريخية لوقائع حرب تشرين/أكتوبر 1973 هذا معظم ما ورد فيها: