على مر العقود الماضية، وباستثناء حرب العام 1948 التي شاركت فيها جيوش عربية عدة، تجنب لبنان الرسمي المشاركة المباشرة في الصراع العربي - الإسرائيلي في فصوله الممتدة من العام 1967 حتى يومنا هذا.
على مر العقود الماضية، وباستثناء حرب العام 1948 التي شاركت فيها جيوش عربية عدة، تجنب لبنان الرسمي المشاركة المباشرة في الصراع العربي - الإسرائيلي في فصوله الممتدة من العام 1967 حتى يومنا هذا.
في الدقائق الأولى من يوم 3 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، شنّت إسرائيل غارة على مركز الهيئة الصحية الإسلامية في محلة الباشورة في بيروت. العملية التي وصفها جيش الاحتلال بـ"الدقيقة"، أدّت إلى استشهاد سبعة من عناصر الهيئة ومسعفيها هم: رجا رامز زريق، مهدي عدنان حلباوي، وسام محمود سلهب، أحمد محمد حايك، مصطفى علي الموسوي، ساجد شوقي شري، وحسن علي الخنسا. الأخير مسعف متطوّع، أنهى للتوّ دراسته الثانوية وكان ينتظر ردّاً من الجامعات التي راسلها لدراسة طب الأسنان. صواريخ الاحتلال كان لها رأي آخر.
منذ بداية حرب "طوفان الأقصى"، كان الاعتقاد السائد، أن أي تفاهم لوقف الحرب في غزة يقتضي تحييد الرأس المدبر للعملية، أي القائد الشهيد يحيى السنوار، إما عبر اغتياله أو ابرام صفقة تخرجه من غزة.
في الأول من أيار/مايو 2003، ارتدى الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش بذة أنيقة خاصة بسلاح الجو الأميركي، وصعد إلى طائرة "إس-3 فايكنغ"، ثم هبط على متن حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن". وهناك وقف أمام لافتة كُتب عليها "المهمة أُنجزت"، ليعلن أن العمليات القتالية الكُبرى في العراق قد انتهت. وقال بفخر: "لقد انتصرت الولايات المتحدة وحلفاؤنا". بعد ذلك، ارتفعت شعبية بوش. والمحافظين الجُدّد؛ الذين خططوا لغزو العراق؛ ولكن سُرعان ما تدهورت أوضاع العراق، وبات قرار الغزو يُنظَر إليه على أنه "خطأ استراتيجي فادح"، بحسب ستيفن م. والت في "فورين بوليسي"(*).
سؤالان لا ثالث لهما يترددان منذ لحظة الإعلان عن سقوط زعيم حركة "حماس" يحيي السنوار في اشتباك مع الجيش الإسرائيلي في تل السلطان بمنطقة رفح جنوب قطاع غزة: هل يُوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحرب، أم يواصل السياق التصعيدي في القطاع ولبنان والشرق الأوسط؟
يكثرُ في هذه المرحلةِ الحديثُ عن أنّ "حزب الله" قد "ورّط" لبنان في هذه الحرب المفتوحة مع العدوّ الإسرائيلي، لا سيّما من خلال اتّخاذ قرار مساندة غزّة يوم ٨ تشرين الأوّل/أكتوبر ٢٠٢٣.. أي غداة عمليّة "طوفان الأقصى". ومنهم من يذهب، بشكل أقلّ حِدّيّة وعِدائيّة إن شئت، أقلّه في الظّاهر، إلى الادّعاء باختصار: بأنّه كان بالإمكان، عند انطلاق "الطّوفان"، تجنّب الحربِ وما كَان!
منذ اغتيال سيد شهداء محور المقاومة السيد حسن نصرالله، قبل 20 يوماً، ثمة تساؤلية مزدوجة، جزئيتها الأولى، كيفية نجاح العدو الإسرائيلي في الوصول إلى "السيد"، وجزئيتها الثانية، عجزه عن اغتيال قائد حركة حماس يحيى السنوار؟ فهل استشهد السنوار وهو يقاتل بالصدفة؟ أم اغتيل بقرار بحثاً عن انتصار يُمهّد لوقف النار؟
صار قرار مجلس الأمن الدولي الرقم ١٧٠١ الصادر عام ٢٠٠٦ محط اهتمام اعلامي، لبناني وعربي وأجنبي، حتى أنّه يندر أن يصدر موقف عن سياسي لبناني، رسمي أم غير رسمي، في هذه الأيام، إلاّ ويتطرق فيه إلى بنود ومندرجات هذا القرار، شرحاً وتفسيراً!
رحل الدكتور مصطفى حجازي (88 عامًا)، في أحلك ظرف يمر به لبنان، وكأن عبء البلد الذي أحبه وزرع فيه بذور فكره، قد أثقل كاهله، ولكن برغم انطفاء جسده ستبقى أفكاره امتداداً لحضوره المميز.
في سفر أشعيا (49/23) أن الرب أمر كل أجنبي إذا لقي يهودياً أن يسجد له على الأرض ويلحس غبار نعليه. وفي سفر التثنية "وقد اختارك الرب لكي تكون له شعباً خاصاً فوق جميع الشعوب".