كيف يبدو المشهد السياسي الداخلي الفرنسي وتداعياته الخارجية بعد تشكيل ميشال بارنيه حكومته الجديدة؟
كيف يبدو المشهد السياسي الداخلي الفرنسي وتداعياته الخارجية بعد تشكيل ميشال بارنيه حكومته الجديدة؟
لعقود عديدة ومديدة، كان "الشّيطان" عند أكثر النّخب والاعلام والصّحافة والمثقّفين في فرنسا هو حزب "الجبهة الوطنيّة" (أو "الجبهة القوميّة") بقيادة رمزه اليمينيّ المتشدّد والمُثير للجدل: جان ماري لوبان. وفي ما يُشبه الانقلاب السّياسيّ والاعلاميّ الرّاديكاليّ، انتقلت الشّيطنة هذه: من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، كما يُقال.
القراءة في نتائج إنتخابات بريطانيا وفرنسا لا تُبشّر بالخير. من أبرز خلاصاتها أنّ أوروبّا ستكون مأزومة وغير مستقرة في المرحلة المقبلة، وبالتالي سيزداد ضمور دورها الخارجي، إن كان موجوداً أصلاً في السنوات الأخيرة.
أربعة اقتراعات في أربع دول، فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وإيران، تحمل في ثناياها تغييرات دراماتيكية على التوازنات السياسية الداخلية، وتجر تبعات على الساحة الدولية وعلى الحروب والأزمات التي تذر قرنها في غير منطقة من العالم.
أيام حاسمة تفصل فرنسا عن موعد الدورة الثانية للانتخابات التشريعية الفرنسية المقررة يوم الأحد المقبل في 7 تموز/يوليو. نتائج هذه الدورة ستُدشّن مرحلة سياسية غير مسبوقة في تاريخ وحياة الجمهورية الخامسة.
صوّتت غالبية الفرنسيين المغتربين في الدورة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية المبكرة بإتجاه معاكس لموجة صعود اليمين المتطرف في البلد الأم إذ لم يتأهل أي من مرشحي اليمين المتطرف في أي من الدوائر الـ 11 المخصصة للمغتربين.
عندما قرّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حل الجمعية الوطنية، إنما قرّر أن ينظر فقط إلى الساحة الداخلية، لينقلب السحر على الساحر. نعم، انقلبت السياسة الداخلية رأساً على عقب ولكن ليس لمصلحة الأكثرية التي كانت تلتف حول ماكرون.
"فرنسا لم تعد فرنسا. انظروا مَن بات يتنافس على الرئاسة فيها. فلقد خلت البلاد من رجال السياسة، الذين كنّا نحتار مَن نختار من بينهم. لما يتحلّون به من خصالٍ حميدة. أمّا اليوم، فصار منبع التردّد في الاقتراع، هو أنّنا مضطرّون للاختيار بين السيّء والأسوأ".
قبل اسبوعين فقط من موعد الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية (يوم الأحد في 10 نيسان/ابريل المقبل)، كيف تبدو صورة المشهد السياسي الداخلي الفرنسي؟ وما هي توجهات الناخب الفرنسي من أصل عربي؟
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" مقالاً لجو كامنجز تناول فيه ما تشير إليه الاستطلاعات من إمكانية هزيمة إيمانويل ماكرون أمام المرشحة اليمينية فاليرى بيكريس، وبالتالي إمكان تولي امرأة منصب الرئاسة لأول مرة فى فرنسا. نعرض منه ما يلى: