
لم يصب أي مسؤول لبناني بفيروس كورونا، حتى الآن، على عكس ما حصل في أكثر من دولة فتك بها الفيروس، فأصاب رؤساء ووزراء ونواب ومسؤولين، كما هو الحال في إيران وإيطاليا وكندا والبرازيل.. حتّى أنّ الفيروس تجاوز عتبة البيت الأبيض.
لم يصب أي مسؤول لبناني بفيروس كورونا، حتى الآن، على عكس ما حصل في أكثر من دولة فتك بها الفيروس، فأصاب رؤساء ووزراء ونواب ومسؤولين، كما هو الحال في إيران وإيطاليا وكندا والبرازيل.. حتّى أنّ الفيروس تجاوز عتبة البيت الأبيض.
نجحت ماكينة تيار المستقبل الإعلامية في الترويج لخطاب سعد الحريري في الذكرى الـ 15 لإستشهاد رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. قالت إنه سيكون خطاباً "إستثنائياً" و"جديداً" و"ثورياً" و"تاريخياً"، و"سيسمي الأشياء بأسمائها"، و"لن يترك للصلح مطرحا مع أحد"، فإذا به خطاب عادي يحتمي بمناسبة سنوية يتيمة، بينما هناك شارع لا بل شوارع، في البيئة الحريرية، باتت تغرد في مكان آخر.
عندما يتوجه موكب الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية، حسان دياب، إلى القصر الجمهوري، فهذا يعني أن القصر الجمهوري في بعبدا، قد أنجز المسودة النهائية للحكومة الجديدة، ولم يبق سوى إعلان المراسيم وتلاوتها رسمياً من دوائر رئاسة الجمهورية.
كانت التقارير الأمنية على مكتب الرئيس اللبناني ميشال عون وباقي المسؤولين في الدولة اللبنانية، صباح الثلاثاء في الرابع عشر من كانون الثاني/يناير 2020، كافية لقلب الأمور رأساً على عقب. ثلاثة أشهر من المناورات والمناكفات واللعب تحت الطاولة وفوقها، لم تكن كافية. فقط جنرال الرعب والخوف من المشهد الآتي، لبنانياً، كان كفيلاً بتعديل المسارات الحكومية... والأهم، تحذير الأجهزة الأمنية من أن العنف الآتي "قد يكون مجبولاً هذه المرة بالدم"، وبعدم قدرة أحد على ضبط الأرض بعد الآن. لذلك، قيل إن الحكومة صارت قريبة، وأن رئيس المجلس تكفل بأن يكون كاسحة ألغام، لكن ألغام التعطيل متعددة، من الثلث الثلث المعطل إلى الحقائب والأسماء، ولا يبدو أن أحداً قد طرق باب تلة الخياط، بشكل جدي، حتى الآن.
بين منادٍ بحكومة تكنوقراط أو منادٍ بوزارة تكنوسياسية أو منادٍ بثالثة سياسية، يمكن القول أن لا حكومة لبنانية ستولد قريباً..
دخل تأليف الحكومة اللبنانية في نفق الإنتظار السياسي الثقيل، خصوصاً مع تعاظم وتصاعد الإشتباك الإيراني ـ الأميركي، إثر إغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس قرب بغداد الأسبوع الماضي.
لا شيء يدل على أن مسار التأليف الحكومي في لبنان يواجه مطبات خارجية. على العكس، كل المعطيات الخارجية تشي بتأليف سلس على طريقة التكليف الذي أفضى إلى إختيار حسان دياب لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. حتى أن ما صدر عن الحبر الأعظم في الفاتيكان كان عنصر تحفيز، إذ أن البابا فرنسيس دعا إلى إيجاد مخرج للأزمة في لبنان "بلد التعايش بإنسجام"، لكن ماذا عن مطبات الداخل؟
"كيف نختَار قادتَنا. نصيحة ميكافيلي للمواطنين". هذا عنوان كتاب ألّفهُ الإيطالي ماوريتسيو فيرولي، وفيه يقدم سيرة مغايرة لصاحب كتاب "الأمير"، المنظر السياسي الإيطالي نيكولو ميكافيلي.
لو قارنا مواقف وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل خلال جولته على رؤساء الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري ومجلس الوزراء المستقيل سعد الحريري، لوجدنا أنه إستخدم العبارات ذاتها والمحتوى ذاته وربما الترتيب نفسه.
لبنان ليس جزيرة معزولة. صحيح أنه يواجه أزمة إقتصادية ومالية غير مسبوقة منذ عشرات السنين، غير أن التسويات المنتظرة، ليست بالضرورة محلية بالكامل، وهذا ما يشي به تاريخ لبنان وتاريخ أهل السياسة فيه.