إستهدفت العقوبات الأميركية للمرة الأولى شخصيتين محسوبتين على نبيه بري وسليمان فرنجية: علي حسن خليل ويوسف فنيانوس. ما هي أبعاد هذه الخطوة الأميركية ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟
إستهدفت العقوبات الأميركية للمرة الأولى شخصيتين محسوبتين على نبيه بري وسليمان فرنجية: علي حسن خليل ويوسف فنيانوس. ما هي أبعاد هذه الخطوة الأميركية ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟
في الشكل، ثمة خطوة سيبادر إليها الرئيس اللبناني العماد ميشال عون في الساعات المقبلة: تحديد موعد الإستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية تتولى تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة خلال الأسبوع الحالي أو مطلع الأسبوع المقبل. في المضمون، هذه الخطوة ستكون شبيهة بالمسلسل نفسه الذي شهده لبنان في الخريف الماضي، أي أن يصار إلى تأجيل الموعد بشكل متتالٍ حتى يتم الإتفاق على الشخصية التي ستشكل الحكومة العتيدة!
لا مبادرة فرنسية أو أميركية مكتملة في لبنان. ثمة عناوين طرحها الفرنسيون، غداة كارثة إنفجار مرفأ بيروت، أعطتها زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون زخماً حقيقياً. لاحقاً، وتحديداً بعد زيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل إلى بيروت، تبين أن الأفكار الفرنسية تحتاج إلى المزيد من البلورة، داخلياً وخارجياً.
كان طموحه أن يكون نائباً لحاكم مصرف لبنان، وكان ينتظر ذلك الخبر، غير أن رئيس مجلس النواب فاجأه حين قال له أنت ستكون وزير المال وأنا أحررك من أية إلتزامات. مارس الوزارة بتقنياتها وإترك لي السياسة بكل تفاصيلها.
يروي المساعد السياسي لرئيس مجلس النواب علي حسن خليل في كتابه "صفحات مجهولة من حرب تموز" أن الرئيس نبيه بري قال للسيد حسن نصرالله في أول لقاء جمعهما في أيلول من تلك السنة "في السياسة، نعم نحن إنتصرنا يا سيد (على إسرائيل) والعالم لن يستطيع أن ينكر هذا.. ولكن في لبنان هناك من يصر على التنظير لمنطق الهزيمة ولا يريدك أن تكون في مظهر المنتصر".
طوال سنوات ما بعد انتهاء الحرب الأهلية وتطبيق اتفاق الطائف (1990 ـ 2005)، أدارت سوريا الحياة السياسة اللبنانية، وفق معادلة "تخصيص الطوائف"، بحسب الباحث أحمد بيضون، أي خصخصة "المقاومة" العسكرية لحزب الله أو الشيعة، وخصخصة "الإعمار" (ومعه الإقتصاد) للرئيس رفيق الحريري أو السنّة. ما بينهما كان التهميش من نصيب المسيحيين إذ نُفي وسُجن قادتهم (ميشال عون، أمين الجميل، وسمير جعجع).
على قاعدة "خذوا أسرارهم من صغارهم"، تعطي مراكز الأبحاث، وخاصة الغربية، إشارات دالة إلى قضايا إما تكون مثارة، أو تثار بعد فترة من الوقت. النموذج هو موضوع ترسيم الحدود البحرية اللبنانية ـ الإسرائيلية. فقد قدم مركز بحثي أوروبي عريق دراسة جديدة، في نهاية العام 2019، تميزت بوجود أصابع لباحثين من أصل لبناني شاركوا في صياغتها، كما بتقديم رؤية جديدة للمسألة الحدودية، أقل ما يقال عنها أنها كانت صادمة بجرأتها وتطرفها ومنطلقاتها والأهم.. أهدافها.
الشيعية السياسية على غرار مثيلاتها عند الطوائف الأخرى. ليست وحدةً سياسية تهبط من علٍ. لا تملك مشروعاً مستقلاً. تاريخها متعدد ومتقطع. تعدده موصول بانزياحات بدأت من الإقطاعية والخروج عليها. وتقطعها شديد الصلة بالانزياحات التي سطّرت شكلها الراهن.
في الحلقة العاشرة من كتابه "أجمل التاريخ كان غداً" يتناول إيلي فرزلي مرحلة العواصف الدولية التي بدأت تهب على سوريا، من الجهة العراقية، وكان لبنان في صلبها. صارت الولايات المتحدة دولة جوار بعد إحتلالها العراق، وجاء وزير خارجيتها كولين باول في العام 2003 حاملاً مطالب أميركية محددة، كان من بينها نزع سلاح حزب الله.
فعلها الرئيس اللبناني ميشال عون بعد طول إنتظار، مقتنصاً الفرصة، ولو متأخرة بعض الشيء، بعدما إستشعر حاجة الجميع إلى طاولة حوار يلتقون من حولها بعدما وجدوا أنفسهم متروكين لأقدارهم وأزماتهم، وكما يقول المثل الشعبي "القلة بتجيب النقار"، وهذا ما جعل الكل يشكو وتضيع المسافة بين من في الحكم ومن في المعارضة، بينما يجب أن يكون الكل مسؤولاً في هذه اللحظة الوطنية الإستثنائية.