
"إن لم تكن ذئباً، أكلتك الذئاب"... هذه فاتحة كل العصور. التوحش صفة ملازمة للإنسانية في مساراتها كافة، حتى بلغنا الراهن من الزمن. الفوضى، هي النظام السائد في العالم.
"إن لم تكن ذئباً، أكلتك الذئاب"... هذه فاتحة كل العصور. التوحش صفة ملازمة للإنسانية في مساراتها كافة، حتى بلغنا الراهن من الزمن. الفوضى، هي النظام السائد في العالم.
لا يعرف أحد على وجه اليقين حسابات حركة حماس التى دفعت بها إلى قيامها بهجمات 7 أكتوبر والتى نتج عنها مقتل ما يقرب من 1200 إسرائيلى وإسرائيلية، وأخذ ما يزيد على 250 آخرين كأسرى ورهائن، لكن المؤكد أن إسرائيل ما بعد 7 أكتوبر لن تصبح إسرائيل كما كانت قبل 7 أكتوبر، حيث أفشلت هذه الهجمات الحمساوية أسسا تبنتها إسرائيل، وقامت عليها العقيدة العسكرية الإسرائيلية، على الأقل منذ انتصارها الكاسح على جيوش عدة دول عربية فى حرب 1967.
بن كسبيت، الكاتب الإسرائيلي المعروف، يُحاول في هذه المقالة التي نشرتها صحيفة "معاريف" أن يكشف الأهداف الحقيقية التي جعلت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يذهب إلى هذا الحد في افتعال أزمة مع الولايات المتحدة: إنّه قانون التهرُب من الخدمة العسكرية الكارثي.
طفا الخلاف بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على سطح العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. من رفح إلى القيود الإسرائيلية المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، إلى "اليوم التالي" للحرب، عناوين خلافية بين واشنطن وتل أبيب، وكأن رياح التعاطف المطلق، التي هبّت على البيت الأبيض بعد صدمة 7 تشرين الأول/أكتوبر، بدأت تتلاشى لمصلحة سياسة أميركية أكثر واقعية.
نشرت صحيفة The Washington Post (واشنطن بوست) مقالا للسياسى الهندى الأمريكى، فريد زكريا، أوضح فيه كيف فشلت استراتيجية الولايات المتحدة فى التعامل مع حرب إسرائيل ضد غزة. وفى ظل تدهور الأوضاع بالقطاع ــ بشريا وماديا ــ يقول الكاتب إن السبيل الوحيدة حتى يستعيد بايدن مصداقيته عالميا، يكون بذهابه إلى إسرائيل وإلقاء خطاب يبرز فيه للساسة هناك بعض الحقائق إذا أرادوا إنهاء هذا الصراع.
ليس من الضرورة أن يكون المتابع للأحوال في فرنسا خبيراً متخصصاً في علوم الاتصال والتواصل حتى يُدرك أن لحظة هجوم حركة "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر والحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة على غزة شكّلت لحظة تحول جذري في ساحة الاعلام الفرنسي، بوسائله كافة من مرئية ومسموعة ومكتوبة ورقمية عبر مواقع التواصل.
بوتيرة واحدة وبتوقيت واحد، وبصياغات وأساليب متعددة، تأتي المعلومة لوسائل الإعلام الأميركية والغربية، وتبدأ بعزف النوتة على آلات متعددة، كي تُسمع العالم أجمع أن هناك "خلافاً" ما، بين الإدارة الأميركية برئاسة الرئيس جو بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو.
لو أن سيغموند فرويد بيننا وقرأ حرب غزة، لربما وجدها مناسبة لتأكيد آرائه حول العنف والحرب والموت إلخ.. بوصفها ظواهر ملازمة لوجود الإنسان. ولا نعلم ما يكون موقفه مما يجري في غزة وفلسطين. لكن هذا لا يمنع أن تكون أفكار التحليل النفسي مفيدة في قراءة وتحليل الحرب.
"كل من لديه رؤية تاريخية قليلة سيقول، إن بنيامين نتنياهو مرتبط جدا وحتى بشكل كامل مع هذه الكارثة". هذا ما يخلص إليه الكاتب الإسرائيلي يحيعام فايس في مقالته السياسية المنشورة في "هآرتس"، مؤكداً أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي هو المسؤول الرئيس عن "كارثة 7 تشرين الأول/أكتوبر".
تؤكد وضعية المجتمع الدولي إزاء سياسة إسرائيل التدميرية في غزة البعد المؤسف للعلاقات الدولية، حيث يمتزج التناقض والعنصرية بشكل متناغم ومنسجم. إنّ المأساة في غزة هي تجسيد صارخ لما أسماه عالم السياسة برتران بديع قبل عشر سنوات "زمن المذلولين".