Blog - Page 32 of 837 - 180Post

Bring to the table win-win survival strategies to ensure proactive domination. At the end of the day, going forward, a new normal that has evolved from generation.
c.jpg

لم تكد أيام قليلة تمضي على المواجهة المنتظرة منذ زمن بين إسرائيل وإيران، حتى كرّر الإعلام اسم منشأة "فوردو" بشكل كافٍ للفت الانتباه، كمنشأة من الصعب الوصول إليها وتدميرها، نظرًا للتحصينات الكبيرة التي تحيط بها. لكن هل درجة حمايتها العالية هي فقط من يجعلها رقمًا صعبًا في حسابات الإيرانيين وأخصامهم؟

trumppluisje.jpg

إسرائيل عالقة في الفخ الإيراني ولن تتمكن من القضاء على برنامج إيران النووي، ولا تغيير النظام في طهران. وقد تجدُ نفسها - قريباً- في مواجهة احتمال امتلاك إيران أسلحة نووية سرّية. وقد لا تجد مفراً من وهم "القنبلة الذكية"، أو من الوقوع- ومعها الولايات المتحدة- في مستنقع آخر في الشرق الأوسط، بحسب روبرت أ. بابي (*) في "فورين أفيرز".

05.jpg

حين وجّهت إسرائيل ضربة موجعة ومباغتة وسريعة إلى إيران، دفعتها إلى استبدال "ديبلوماسية الصبر الاستراتيجي" التي اتّبعتها معها ومع الولايات المتحدة،  بـ"ديبلوماسية المواجهة الاستراتيجية"، وهذه الأخيرة لم تكن إيران قد استعدّت لها، فقد ظلّت إيران تتجنّب العواقب السياسية والعسكرية والاقتصادية والقانونية للمجابهة المباشرة، واستعاضت عنها بمشاغلات عسكرية يقوم بها أنصارها، سواء في فلسطين أو سوريا أو لبنان أو العراق أو اليمن.

سلايد-1.jpg

في الحلقات السابقة من كتاب "انهض واقتل أولاً"، قدّم الكاتب رونين بيرغمان رواية الأجهزة "الإسرائيلية" لتدمير المفاعل النووي السوري واغتيال القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية، ثم اغتيال الجنرال السوري محمد سليمان. وفي ختام هذا الفصل بعنوان "قتل موريس"، يُصوّر الكاتب جهاز "الموساد" بأنه أصبح في عهد رئيسه مائير داغان "جهازاً أسطورياً"!.

8.jpg

في أحيان كثيرة، تكون الأمثلة خير افتتاحيّة وخير مقدّمة.. وربّما خير تفسير لجوهر بعض المفاهيم الأساسيّة. قبل أيّ شيء، لنضع أنفسنا سويّاً في موضع الباحث الرّصين، والموضوعيّ إلى أقصى حدّ، وذي العقل الهادئ، ولنترك الأحكام المسبقة والقِيميّة إلى حين.. ولنتأمّل في هذا المثال، الذي سوف يوصلنا، لاحقاً، إلى النّقاش المفاهيميّ البحت إن صحّ التّعبير. كما يُمكن للقارئ العزيز أن يتخيّل بسهولة: اختيار المثال، وطريقة عرضه وشرحه، قد تمّت دراستهما بالشّكل المناسب قدر الامكان بهدف بدء الوصول إلى المفاهيم والنّظريّات المُحتملة المقصودة.

a-f-p.jpg

حتى لا يتكرر النموذج العراقي الذي تلا الغزو الأميركي لبلاد ما بين النهرين في العام 2003، تدعو سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "تشاتام هاوس"، في مقالة لها في "فورين أفيرز" الدول العربية إلى اتباع سياسة أكثر فعالية من أجل وقف التصعيد بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة لأن العمل الإقليمي المنسق "يُعدُ أمراً ضرورياً لمنع كارثة أوسع نطاقاً".. وإذا لم يتوقف الصراع، فلن يكون لدى الدول العربية الكثير لكي تفعله حماية لنفسها، على حد تعبير فاكيل.

3434343.jpg

ضَربَت إيران منشآتٍ ومواقع ذات أهمية يحتلها العدو الإسرائيلي. سَهَر كثير الناس مع الضربات، يطربون لأصوات الانفجارات، ويستعذبون الشَّرر وألسنة اللهب المندلعة هنا وهناك، ويتحمَّسون مُطالبين بالمزيد، متجاوزين ما كان من شِقاق. مَوقِع وثانٍ، ضربة وأخرى؛ ردُّ يشفي بعضَ الغليل ولو أعقبه انتقامٌ واسع مُتعدّد الأقطاب، وقد تأكد للمتفرجين أن بالإمكانِ ما اتحدوا درءَ العدوان، وانتزاعَ الحقوقِ، واستردادَ شيءٍ من الكرامة المُراقَة على صفحة الأرض.

421a5597a20d8ddd4210c736cc8361a2.jpg

في كثير من الحالات الإيجابية، نلجأ إلى تشبيه تجمّعات الطيور والحشرات والحيوانات بالمجتمعات البشرية، كما هي حال الطيور المهاجرة وتجمّعات الغزلان والقردة والنحل والنمل... إلخ، وأغلب المقارنات بينها وبين المجتمعات البشرية تكون مفيدة في مجالات العمل والتعاون والتنظيم.

42bf55f43ccc8aa2e5497130c15e30b3.jpg

لو لم يقع العُدوانُ الإسرائيلي – الأميركي على إيران، لكانَ الأمرُ مفاجِئاً فعلاً ، أمَّا وقد وقعَ فلا مفاجأةَ أبداً. ما كان يتسرَّب من أروقة المفاوضات الأميركية – الإيرانية في مسقط وفي روما، كان يشير إلى ذلك، وكان يُؤكِّدُ ثلاثةَ أمور:

IMG_2025-06-19-deutsch_0.jpg

في اليوم الأول للحرب "الإسرائيلية" على إيران أعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن العملية العسكرية ستستمر لأسبوعين وهدفها تدمير برنامج إيران النووي، وقال إن إسرائيل قادرة على تحمل الرد الإيراني المرتقب. بعد مرور أسبوع على الحرب، لم يتمكن نتنياهو من تدمير مجمل البرنامج النووي ولا يبدو أنه احتسب جيداً الأثمان التي سيدفعها جراء الضربات الإيرانية، وبالتالي نحن على عتبة ستاتيكو حرب استنزاف، كيف يُمكن كسرها؟