
سيّان أكان احتكاكاً كهربائياً أم تخريباً متعمداً أم "درون" إسرائيلية. جميع الفرضيات تصب عند نتيجة واحدة: عشرات الشهداء وآلاف الجرحى بسبب جريمة إهمال ارتكبها موظفون لبنانيون يحتمون بزعماء حرب لم يكسبوا البلاد بالسلاح ودمروها في السلم.
سيّان أكان احتكاكاً كهربائياً أم تخريباً متعمداً أم "درون" إسرائيلية. جميع الفرضيات تصب عند نتيجة واحدة: عشرات الشهداء وآلاف الجرحى بسبب جريمة إهمال ارتكبها موظفون لبنانيون يحتمون بزعماء حرب لم يكسبوا البلاد بالسلاح ودمروها في السلم.
عدتُ بالذاكرة إلى حقبة ثمانينيّات القرن الماضي. كنتُ في كلّ مرّة أنزل فيها من الجبل إلى بيروت بعد انتهاء إجازتي الأسبوعيَّة، يشاء القدر أن يحدث حدثٌ مُزلزِل. وغالباً ما يكون ذلك الحدث، اغتيال شخصيَّة من الصفّ الأول. بالأمس، كرّت سبحة ذاكرتي إلى الوراء. مثل فيلم حياتنا الذي يمرّ أمام عيوننا، عندما يسري مفعول التخدير في عروقنا في غرفة الجراحة. فلم تكد تطأ قدمي عتبة منزلي في بيروت حتى وقع الزلزال.
غداة الانفجار الذي هز مدينة بيروت، امس، والذي نجم، حسب الرواية الرسمية، عن تفجير اكثر من 2750 طناً من مادة نيترات الأمونيوم المخزنة في مرفأ بيروت، منذ ست سنوات، يتساءل اللبنانيون عن الآثار الصحية لهذه المواد وكيفية الوقاية منها؟
انتهت كل دقائق الصّمت. لن نقف بعد الأمس دقائق صمت عن روح أحد. استُنزفت كل الدقائق. حتى الثواني لم تٰبق لنا. لم يتوقف الزّمن، لكن تجمّدنا في الزمن. جمّد اللهب أرواحنا بدل أن يحرقها، فلا هي بالمتألمة، ولا هي بالمتذمرة.. هي في عداد الموتى. قُتِلت يوم قتل الاستهتار بيروت، دون أن تستريح مع من استراحوا وانتقلوا إلى العالم الثاني.
تكثف الولايات المتحدة نشاطها السياسي لإعادة ترتيب علاقتها مع أكراد سوريا والعراق، بحثاً عن أمن مصالحها، وسعياً لتحصين وجودها ضمن "لعبة الكراسي الموسيقية" القائمة بينها وبين كل من تركيا التي تعمل على توسيع حضورها في العراق وتمتين وجودها في الشمال السوري، وروسيا التي تتمتع بعلاقات مستقرة مع أكراد العراق، ومتوازنة مع أكراد سوريا، ما ضمن لها حضوراً كبيراً في الشرق السوري قرب منابع النفط، وإيران التي تبحث عن ضمان حضورها المؤثر في كل من العراق وسوريا وصولاً إلى لبنان.
مواجهة أميركا. كثيراً ما يطرح السؤال أمامك. لا بدّ من تعليق برغم أن السؤال أصبح خارج الموضة.
سلسلة حوادث وقعت خلال أسبوع واحد في خمسة أماكن: محاولة زرع عبوة ناسفة في جنوب هضبة الجولان المحتلة، الإشتباه بمحاولة هجوم في محيط موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، الإشتباه بمحاولة تسلل إلى مستوطنة شتولا في الجليل الأعلى (الغربي)، سقوط طائرة إسرائيلية مسيرة في سماء لبنان، إطلاق صاروخ من قطاع غزة نحو مستوطنة سديروت. هذه الحوادث، وبرغم عدم ترابط معظمها، على الأرجح، جاءت غداة تعهد حزب الله بالإنتقام لمقتل أحد مقاتليه علي محسن في اعتداء جوي إسرائيلي على موقع قرب مطار دمشق قبل حوالي الأسبوعين.
لطالما أحسن الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو لعبة التأرجح بين روسيا والغرب. ثمة من يرى في ذلك براعة في المناورة السياسية ضمنت له استمرارية في الحكم لأكثر من 25 عاماً، تفاوتت خلالها خلال السياسة الخارجية للجمهورية السوفياتية السابقة بتقارب حذر مع روسيا من جهة، واستمالة للغرب من بوابة الصراع الجيوسياسي بين حلف شمال الاطلسي وموسكو من جهة ثانية. ومع ذلك، فإنّ هذا النهج يقف اليوم عند منعطف خطير عشية انتخابات رئاسية غير مسبوقة في طابعها منذ ربع قرن قد تنهي مستقبل "آخر ديكتاتور في أوروبا"، كما يصطلح الغربيون على وصفه.
إذا لم يطرأ أمر إستثنائي، فإن وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي، يمضي في إتجاه تقديم إستقالته رسمياً، يوم غدٍ (الإثنين)، فهل هذه أولى إشارات الخريف الحكومي؟