

-فرنسا وانكلترا وألمانيا طالبوا بتفعيل آلية الزناد، هل تعتقدون أن مجلس الأمن الدولي سيستجيب لطلبهم وما هو موقف إيران إذا تمت الموافقة على هذا الطلب؟
-هذا الطلب لم يكن من الدول الأوروبية بل هو طلب من أميركا والكيان الصهيوني، هذه الدول الثلاث أثبتت أنها ليست مستقلة، إنهم تابعون لأميركا، لذلك نقول إن هذه الخطوة هي في إطار استمرار العداء الأميركي الدائم للجمهورية الاسلامية.
الإتفاق النووي هو معاهدة بين إيران ودول خمسة زائد واحد، هذا يعني أن الدول الست مجتمعة، هي أحد أطراف الإتفاق وإيران ليس لديها إتفاق مع كل دولة بمفردها، ولذلك نقول إن أميركا عندما خرجت من الإتفاق فقد هذا الإتفاق قيمته، ولم يعد قانونياً، وهذا ما تمت الإشارة له حرفياً في الإتفاق.
لكن إذا تم تفعيل آلية الزناد ما هي العقوبات التي سوف تٌفرض على إيران وهي غير مفروضة الآن؟ ولذلك يمكن القول إن هذه الخطوة تأتي في إطار الحرب النفسية.
حالياً لدينا في البرلمان مسودة مشروع للخروج من إتفاقية منع الإنتشار النووي (NPT) وأعتقد أنه ليس لدينا أي سبب للبقاء في هذه الإتفاقية الدولية
-روسيا والصين اقترحتا تمديد القرار الأممي المتعلق بالإتفاق النووي لمدة ستة شهور، هل تعتقدون أن مجلس الأمن سيوافق على هذا الطلب؟
–لا أعلم، حالياً أميركا أعلنت رفضها لكن لا أعلم ما هو مصير هذا الإقتراح في نهاية المطاف، وما أعلمه أنه لن يكون له ذلك التأثير.
شريعتمداري: أميركا لم تعد القوة المطلقة والأحادية في العالم، إحدى نقاط قوتنا هي إغلاق مضيق هرمز وهذا ما يثير الرعب في نفوس الأميركان، مضيق هرمز هو تحت سيطرتنا، ولدينا الحق بإغلاقه في وجه الدول المعادية، تأكدوا أن مجرد طرح هذا الأمر سوف يؤدي إلى ارتفاع سعر النفط إلى مئتين أو مئتين وخمسين دولاراً، هذا الأمر هو أحد الخيارات التي يمكن أن نلجأ لها، وأعتقد أنهم لا يرغبون بأن نصل إلى تلك النقطة
–في حال موافقة مجلس الأمن على طلب تفعيل آلية الزناد (سناب باك)، هل سوف تنفذ طهران تهديدها بالخروج من إتفاقية منع الإنتشار النووي؟
– لدينا مشروع قانون في البرلمان للخروج من هذه الإتفاقية. قبل عشرين سنة كان القليل من الإيرانيين يتبنون هذا الموقف لكن الآن أصبح هذا القرار يحظى بدعم الكثيرين، ومن بين الداعمين نواب في البرلمان وسياسيون بارزون، أساساً لم يعد لدينا أي دليل للبقاء في هذه الإتفاقية والخروج من إتفاقية NPT أصبح مطلبا شعبياً، وأعتقد أن البرلمان سوف يصادق على هذا القانون قريباً، وكما أشرت سابقاً مشكلة الغرب ليست في برنامج إيران النووي بل أن مشكلتهم الأساسية هي إقتدار وقوة إيران.
-ألا تعتقدون أن هذا الرد قد يعقد الأمور ويهيئ الأرضية السياسية اللازمة لهجوم أميركي وإسرائيلي جديد على إيران؟
-هل تعتقدون أن أميركا تحتاج إلى ذريعة لتعتدي على أراضينا؟ الأمر ليس كذلك، نحن كنا نتفاوض مع أميركا عندما فجرت طاولة المفاوضات وقصفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية، كذلك فعل الكيان الصهيوني، لكنهم لم يحققوا النتائج المطلوبة ولن يحققوها، لذلك نحن لسنا قلقون، كما نعتقد أنهم عندما يقررون الإعتداء علينا ليسوا بحاجة إلى ذريعة.. سؤال، هل التزمت أميركا أو الكيان الصهيوني إلى اليوم بأي من المعاهدات أو الخطوط الحمراء الدولية لكي نقتنع أنهم سوف يلتزمون بالمعاهدات الدولية لاحقاً؟
طبعاً نحن أيضاً نركز على جهوزيتنا، الكيان الصهيوني وأميركا لم يتصوراً أن إيران سيكون لديها رد بهذا الشكل على العدوان الأخير، كما تعرفون الإيرانيون عموماً يكرهون أميركا والكيان الصهيوني، إذا قرروا شن حرب ضدنا لدينا الجهوزية التامة لمواجهتهم، وإذا بدأت هذه الحرب سوف يرون أي نوع من المصائب تنهال على رؤوسهم هذه المرة.
-ما هو الحل الذي يؤدي إلى الخروج من هذه الأزمة السياسية المعقدة ويجنب العالم إندلاع حرب جديدة بين إيران وأميركا أو إسرائيل؟
–أولاً، طالما نتعرض للتهديد من قبل أميركا والكيان الصهيوني علينا أن نستغل نقاط قوتنا، في البرنامج النووي إذا تمت الموافقة على آلية الزناد سوف نخرج من إتفاقية NPT، هل وقع الكيان الصهيوني على إتفاقية NPT؟ لا.. ومع ذلك الوكالة الدولية للطاقة تدون ملاحظات ومعلومات الكيان الصهيوني وتطالبنا بأن نرد عليها ونقدم التوضيحات، هذا تصرف غير منطقي وقبيح.
ثانياً، لدينا بلد واسع ولدينا إمكانيات وقدرات واسعة جداً ويمكننا الإتكال عليها.
ثالثاً، أميركا لم تعد القوة المطلقة والأحادية في العالم، إحدى نقاط قوتنا هي إغلاق مضيق هرمز وهذا ما يثير الرعب في نفوس الأميركان، مضيق هرمز هو تحت سيطرتنا، ولدينا الحق بإغلاقه في وجه الدول المعادية، تأكدوا أن مجرد طرح هذا الأمر سوف يؤدي إلى ارتفاع سعر النفط إلى مئتين أو مئتين وخمسين دولاراً، هذا الأمر هو أحد الخيارات التي يمكن أن نلجأ لها، وأعتقد أنهم لا يرغبون بأن نصل إلى تلك النقطة (…).
-بعد الحرب إيران جمدت تعاونها مع الوكالة الدولية ومنعت المفتشين من الوصول إلى منشآتها النووية، الأمر الذي ربما عقد الأمور، لماذا؟
-لماذا نسمح لهم بالتفتيش؟ عندما تهاجم أميركا ثلاث منشآت نووية بما يتعارض صراحة مع قوانين الوكالة الدولية، كما تعلمون الهجوم على المنشآت النووية ممنوع دولياً، عندما يفعلون ذلك ويتجاوزون كل الخطوط الحمر لماذا يجب أن نتعاون مع الوكالة؟
أنا أعتقد أننا يجب أن نخرج من إتفاقية منع الإنتشار النووي، لا أن نكتفي بتعليق التعاون مع الوكالة، من جهة أخرى لدينا الكثير من الوثائق التي تثبت تعاون رافاييل غروسي مع الموساد، نحن أعلنا هذا عدة مرات ولم يأتنا أي رد من قبله، هو أعطى كافة المعلومات المتعلقة بعلمائنا النوويين للموساد، واعترف شخصياً أن الكيان الصهيوني لديه هذه المعلومات، من أين حصل الكيان الصهيوني على هذه المعلومات؟ أليست في حوزة غروسي والوكالة الدولية؟
عندما تقصف أميركا منشآتنا النووية ليس منطقياً أن نشارك الوكالة تفاصيل برنامجنا النووي، ونعلم أنها سوف تشارك أميركا في هذه المعلومات، أساساً ما هي علاقة أميركا بهذا الأمر، وما هي علاقة الدول الأوروبية بهذا الموضوع.
-هل يتحمل الإقتصاد الإيراني إعادة فرض العقوبات الدولية؟
-أولاً متى لم نكن خاضعين للعقوبات؟ ثانياً لنفرض أنه سوف يُعاد فرض جميع العقوبات علينا، هل تم رفع أي من هذه العقوبات ليعاد فرضها؟ العقوبات هي ذاتُها مفروضة علينا الآن. المسؤولون في إيران لحسن الحظ يدركون حقيقة أن الإعتماد يجب أن يكون على قدراتنا وإمكانياتنا الداخلية، لدينا بلد عظيم وتعلمون أننا حققنا إنجازات عظيمة في المجالات العلمية وفي مجال الصناعات المتطورة، ويمكننا أن نحقق التطور في كافة المجالات الأخرى، وهذا ما نسعى إليه، كنا نواجه مشكلة وهي أن البعض كان يتصور أن التقدم لن يتحقق إلا من خلال العلاقة مع أميركا، لكن أميركا الآن أثبتت أن عداءها لنا متجذرٌ.