لماذا هذه الإستعادة بعد خمس سنوات؟
مع فوز المرشح الديموقراطي جو بايدن بالرئاسة الأميركية، وبدء العد العكسي لدخوله إلى البيت الأبيض، يجري الحديث عن كيفية مقاربة الإدارة الديموقراطية الجديدة لملفات عديدة في منطقتنا، وأبرزها الملف الإيراني.
في هذا الحوار الذي إستمر أكثر من خمس ساعات، ركّز هيكل على ما هو أبعد من الإتفاق النووي، ليدخل في صلب العلاقة الأميركية ـ الإيرانية، من زاوية إلمامه بهذا الملف منذ أول زيارة قام بها إلى طهران في زمن محمد مصدق ثم في عهد الشاه محمد رضا بهلوي ولاحقا في زمن ثورة الخميني.
طرحت سؤالي الأول: أستاذ هيكل هناك، بحسب المثل الإنكليزي الشهير،” فيل في الغرفة لا يمكن تجاهله”، وهو الاتفاق النووي الإيراني، اتفاق فيينا، ماذا سيحدث لطهران؟ كيف ستتصرف؟ ما موقف الغرب منها وهل سيقبل دوراً إيرانياً؟.
كعادته، يسبح هيكل في بحر من التاريخ، مستنداً إلى تجربة ومعلومات، ومتّكئاً على علاقته بصنّاع القرار. يحمل تجربة طويلة ترافقها ثقافة عالمية، فهو كان على علاقة مع كبريات الصحف الدولية، ورؤساء تحريرها وكتّابها. وهو حاضر ذهنياً بحديثه وقد تجاوز التسعين عاما. طاقة متدفقة بكل معنى الكلمة (رحمه الله).
أشعل هيكل سيجاره، وجال بنظره على الحضور، وبدأ الحوار. انطلق من الرئيس الأميركي باراك أوباما ومن خطابه أمام جامعة القاهرة سنة ٢٠٠٩، ليعرّج على آلية صناعة القرار في واشنطن، ثم تكلّم عن السلاح الاقتصادي الأميركي ومدى محدوديته تجاه طهران، شارحاً أنّ الاتفاق النووي له ميزة استراتيجية تتعلق بموقع إيران، الهضبة الآسيوية، متوقّعاً استمرار حالة العداء بين واشنطن وطهران.
ومن خلال هذا السياق وحده أضاف إنه يمكن تحليل شخصية أوباما، ليصل الى وصف الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما بالقول “هو رجل مفوّه، لكنّ تكوينه ضده، أصوله ولون بشرته وموقع السود في النظام الأميركي”.
استطرد هيكل قائلاً “في أميركا لا يمكن توقيع اتفاق ولو بالأحرف الأولى ضد إرادة الكونغرس. هناك توافق بشأن هذه المسائل. ثم لا يمكن أن يأتي شخص من خارج سياق القوى الحقيقية الأميركية ويتفرّد بالقرار. لا، لا، أبداً، بل إنّ مجيء أوباما يدل بوضوح على أنّ هناك أزمة قرار في واشنطن، ترافقها أزمة قرار في القوى”.
الدولة العميقة
“أين هي القوة الحقيقية في أميركا“، سألته بحماسة ممزوجة باستهجان.
“في الدولة العميقة، الكونغرس والمؤسسات وغيرهما، أعرف ما تقول، القوة الأميركية لديها أهداف. هي لا تعمل من دون تخطيط. وبغض النظر إن كان أوباما قد نجح أو فشل، فهو لم يحقّق الهدف. حتى صورة أميركا لم تتغير، وهذا أمر صعب جداً عليه، فما بالك بما يغير أهداف المؤسسة؟ ما يغيّرها عدد من الصدمات المتتالية، مثل فيتنام وإيران”.
يمكن القول إن الحصار على إيران فشل، وإنه سيخفّ، لكنّ الحرب على طهران مستمرة، وإن لم تكن قائمة على النحو الفاقع الذي كانت عليه سابقاً
- والدليل؟
“الدليل، أنا أسألك أن تعطيني دليلاً واحداً على أنّ أوباما غيّر سياسة في المنطقة، أو في غيرها. ما نتكلم عنه هو تغيير حقيقي، لا لعبة علاقات عامة في الشكل”.
يصل هيكل إلى الإستنتاج فيقول “أميركا فشلت في سياسة الاحتواء. فشلت مع إيران ومع كوبا والعراق. وفشلت أيضاً في فرض صورة أنه ليس لديها تمييز عنصري ومشاكل إنسانية، لكن ما غيّر الأوضاع ليس أوباما، لأن كل رئيس يصل إلى البيت الأبيض يجد حقائق جديدة مختلفة عن سابقه، فيُسقط خياراته القديمة. منها أنه ما من رئيس اتخذ خيارات جديدة، وغيّر الأوضاع”.
يضيف هيكل بسلاسة متدفّقة “يمكن القول إن الحصار على إيران فشل، وإنه سيخفّ، لكنّ الحرب على طهران مستمرة، وإن لم تكن قائمة على النحو الفاقع الذي كانت عليه سابقاً”.
أردف هيكل “التحدي الوحيد البارز في المنطقة بالنسبة إلى أميركا هو إيران. الإيرانيون يعرفون ذلك، فأميركا تراهن على انفتاح يجري داخل النظام أو تحوّل، لكنّ النظام الإيراني لن يفعل مثل ما فعل السادات. حين قرر السفر ليلاً إلى تل أبيب ركب الطائرة، فكان ظُهراً في مطار بن غوريون. هذا أمر لن يفعله غيره”.
التناقض الأميركي ـ الإيراني
- العالم العربي، أين هو؟
“العالم العربي! كما نرى”، هكذا، وحرّك بيديه مرة أخرى، كأنه لا شيء فعلياً في هذا العالم أو لا يُعوّل عليه. ثمّ أكمل “تركيا اردوغان لا يمكن البناء عليها، أو على مواقفها. هناك أيضاً ما لن تقبله أميركا، وهو نظام إيران كحقيقة واقعة، برغم أنها لا تملك بديلاً منه أو حلاً آخر له”، ثم يقول “بُصْ (أنظر)، ليس هناك أقوى من شعب على أرضه مع حضارة مستمرة. الإيرانيون لم يكونوا إلا أنفسهم. حضارة فارسية على أرضها مع الناس. هنا القيمة. مصر على فكرة أدّت الدور ده، بالرغم من كل ما أصابها”.
كان هيكل يتحدث كالنهر المتدفق: “شوف الاتفاق النووي مهم جداً، لكن يجب ألّا نبالغ في تأثيره. أميركا تريد إيران لها، ولن تقبل أن يتواصل معها العالم أكثر منها. لا تقبل أن يجري العالم نحوها إلّا بقدر ما تريد هي. هناك فرق بين أن تتعامل واشنطن مع حقائق تدرك أنها لا تستطيع تغييرها الآن، لكنها تتعامل معها على افتراض أنها قد تصبح قادرة على تغييرها في مرحلة لاحقة. لو نجح النموذج الإيراني، ورُفع الحصار عن طهران، فسينمو ويقوى، وتكون الخطة قد فشلت. التناقض الأميركي الإيراني لن ينتهي ما دام هذا النظام قائماً في إيران. أميركا أمام نظام رافض للهيمنة الأميركية وملاصق لروسيا والصين. والعامل النفسي في هذا النوع من الصراع مهم جداً. أصبح الجميع يخاف من طهران، بمبالغة تجعل الأنظمة تُسقط كل التحفظات السياسية”.
أميركا لن تقبل بقاء نظام قوي في طهران، إيران وتركيا تمثّلان خط المواجهة مع روسيا
يصمت هيكل لحظة، قبل أن يبدأ بإسترجاع ذكرياته عن طهران، ثم تتحرك يداه وعلى جري عادته بطريقة دائرية، لتصلا إلى عنقه، ويقول:”أول زيارة لي إلى طهران كانت في العام ١٩٥١ أيام محمد مصدّق. وقد تعرّفت يومذاك على إيران من الداخل، وعلى شقيقة الشاه، والخميني والخامنئي ورفسنجاني وخاتمي المثقف، الذي زارني في برقاش (مزرعة هيكل في الريف المصري)، لكنّ إيران الجغرافيا تبقى إيران. وبغض النظر عن النظام في طهران، هي ـ أي إيران ـ تقع على هضبة آسيا المطلة على روسيا والصين، وهي نقطة ارتكاز في موقعها. يمكن تقبّل ترتيبات معينة بين الطرفين، لكنّ العداء لن ينتهي إلا إذا غيّر النظام في طهران سياسته، أو غيّرت واشنطن مطالبها. التناقض الإيراني الأميركي لن يطويه الاتفاق النووي”.
الخطر هي روسيا
يبحر هيكل عميقاً في الموضوع الإيراني، قائلاً “في هذا الاتفاق (النووي) ما يشبه العلاقة بين ولد وبنت، يختبران بعضهما بعضاً. يبقى الواقع هو: في علاقات القوة هناك حسابات، هل تقبل أميركا قوة مثل طهران في المنطقة، قادرة على الانتشار والتأثير خارج حدودها، ولا تكون في فلكها؟ والمسافة بين الدولتين كبيرة جداً، ويجب أن تغيّر إحداهما من طبيعتها. تواضع أميركا، وترويض إيران، لن يحلّا المشكلة. تذكّر، نحن أمام علاقة قوة، فهناك متمرد وهناك مروّض في صراع من دون أن يمسك أحد منهما “هُدوم” حدّ. تذكّروا أن أميركا لن تقبل بقاء نظام قوي في طهران، إيران وتركيا تمثّلان خط المواجهة مع روسيا، وبغض النظر عمن يحكم موسكو، قيصر أم شيوعي. بالنسبة إلى التاريخ والجغرافيا، روسيا تمثّل خطراً على أوروبا، وحسابات أميركا مع روسيا بحد ذاتها، لا مع النظام الشيوعي فيها”.
يواصل هيكل حديثه، “بُص (أنظرْ)، هزيمة أميركا في إيران ستكون مدوية. وأيضاً فشل أميركا في ترويض طهران، أو استبدال النظام فيها خطر، يضعنا أمام نزاع. الاتفاق سيخفف من عزلة إيران. والغرب نجح معها من البوابة العراقية، ولو بالفوضى، هذه البوابة اليوم بؤرة عزل لطهران. سوريا نقطة ارتكاز لها أيضاً، ولكن اليوم لا. إيران وحدها في الإقليم. وليس صحيحاً أنّ كل ملفات المنطقة قد طويت مع الاتفاق، لا بل جرى فتح كل الملفات بعدئذٍ. وقد لامس الأميركيون والإيرانيون المواضيع من دون أن يضعوا لها حلولاً. يبدو ذلك واضحاً من خلال اهتمام الموقف الأميركي بإيران أكثر من الدول التي تجاورها”.
يتوقف هيكل عند الدور الروسي قائلاً:”روسيا لُسعت وقُرصت من منطقة الشرق الأوسط في السابق. وتكبّدت فيها خسائر كثيرة بالرغم من حسن نياتها. وبعد خروج مصر من المعادلة الإقليمية، فإنها ـ أي روسيا ـ تقف عند بوابة دمشق، عند بوابة الخروج من الشرق الأوسط، أو الدخول إليه، بحسب خطواتها في الصراع. هناك علاقة شك بين روسيا وإيران. وكما بين أميركا وإيران تناقض، هناك تناقض بين روسيا وإيران أيضاً. شوف التجربة الشيوعية تركت مواريث ثقافية ما زال تأثيرها قائماً. منها أن ستالين وخروتشيف وغورباتشوف نظروا إلى المنطقة بمقدار قوة روسيا، لا بحجم مطالبها. الصراع بين روسيا وإيران قديم. وصيغ التعايش بينهما لم تدم طويلا. الشاه حاول والروس كذلك. الروس اليوم يريدون السلام في محيطهم وعلى حدودهم، لأنهم بحاجة إلى إعادة بناء في الداخل. روسيا لا تزال بلداً ينتمي إلى دول العالم الثالث، وهي غنية بالموارد، وتملك ثورة صناعية”.
إيران هضبة مطلة على قلب قارة آسيا. تحدها من الغرب مجموعة جبال. إذا أراد حاكم الهضبة العبور بالنفوذ، فسيكون من خلف الحواجز كما تملي عليه قواعد الجغرافيا بتضاريسها، أي العمل السري والتهريب، لا الهجوم المباشر والمكشوف. بعكس الدور التركي، الذي لديه أرض منبسطة ومفتوحة تجاه العالم العربي، ونفوذه وخطابه مباشران وغير متواريين
نقاط الإرتكاز والحضور
عن نقاط الارتكاز وأبعاد الصراع الروسي الأميركي وبينهما إيران، وتأثيره في منطقتنا. يتوسع هيكل بالشرح قائلاً: “هناك نقاط ارتكاز في المنطقة. باكستان مثلاً ليست نقطة ارتكاز، بل نقطة حضور فقط، لا يكفي أن تحتل أميركا بلداً ليكون نقطة ارتكاز”، مستنداً إلى تعريف الدول على الخريطة.
- فقط باكستان نقطة حضور؟ ماذا عن مصر والسعودية وإيران وتركيا؟
بسعادة غامرة، يجيب هيكل “نقاط الارتكاز (ذكرها باللغة الإنكليزية، أي “بفوتز”)، في المنطقة هي تركيا إلى حدّ ما، إيران إلى حد ما، الهند كذلك. أما باكستان والسعودية ومصر، فهي نقاط حضور فقط. كل العالم العربي اليوم موجود على الخريطة بس. ومصر مشغولة، وما من تحالف عربي يستطيع أن يحتلّ مكانها ويصادر دورها. والسعودية تعيش التغيير. في الخليج قوة ترهّلت قبل أن تبلغ تلك الدول شبابها”.
- وماذا عن إيران وتدخلها هي وأذرعتها في الحرب السورية؟
“إيران لم تتدخل بالطريقة التي توصف بها إعلامياً. أنا أعرف إيران منذ كتابي الأول “إيران فوق بركان” في عهد الشاه بهلوي الأب. والعقيدة الفارسية لا قتال خارج الحدود فيها، بل القتال يكون دفاعاً عن الحدود.
من الناحية الاستراتيجية، بص (أنظرْ) إلى إيران الهضبة المطلة على قلب قارة آسيا. تحدها من الغرب مجموعة جبال. وإذا أراد حاكم الهضبة العبور بالنفوذ، فسيكون من خلف الحواجز كما تملي عليه قواعد الجغرافيا بتضاريسها، أي العمل السري والتهريب، لا الهجوم المباشر والمكشوف. بعكس الدور التركي، الذي لديه أرض منبسطة ومفتوحة تجاه العالم العربي، ونفوذه وخطابه مباشران وغير متواريين”.
يستمر هيكل في وصف ما أسماها “الهضبة الإيرانية” وموقعها في النظام الدولي، وأهميتها بالنسبة إلى واشنطن من الناحية الاستراتيجية، فيشرح كيف أن للنفوذ الأميركي ثلاث نوافذ لقارة آسيا: منطقة أوراسيا (نقطة اتصال روسيا وأوروبا الشرقية)، هضبة إيران وجزر المحيط الهادئ. عند الاقتراب من النافذة الأوراسية يطفو ميراث دموي على سطح الخريطة، حيث موروث الحربين الكونيتين الأولى والثانية، والحرب الباردة بين الولايات المتحدة والسوفيات طاغية.
جغرافيا منطقة جرمانيا (ألمانيا والنمسا وملحقاتهما) وما تحمله من هواجس، سيظلان ثابتتين في العقل الأمني لحاكم موسكو وواشنطن. لذا ستبقى روسيا مناكفة مرات، ومتآمرة مرات لصد أيّ محاولة للتسلل الأميركي. ولنا في ما يجري في القرم خير دليل على المناكفة، وفي سوريا خير مثال للتآمر. أما المحيط الهادئ، فأميركا بقوتيها الصلبة والناعمة، على حد وصف المفكر الأميركي جوزيف ناي، نجحت في عبور البحر لصناعة حزام أميركي شبيه بالحلف الأطلسي على الجزر الآسيوية. أيضاً استطاعت أن تصنع حلفاء على الجزر المطلة على الشاطئ الصيني، مثل اليابان وكوريا الجنوبية والفيليبين. هناك رتبت واشنطن مجموعة اتفاقات ومعاهدات ثنائية ودولية عسكرية ومالية، مع هذه الحكومات كي تضمن دورانها في فلك أميركا.
كل الحركة السياسية للرئيس الأميركي في الشرق الأوسط تسير في اتجاه محاصرة القوى الصاعدة: روسيا الاتحادية والصين الشعبية
الإتفاق النووي حاجة جيو إستراتيجية
يكمل هيكل شرحه: الدولة الوحيدة المغردة خارج السرب الأميركي هي كوريا الشمالية، إلّا أن حصارها ممكن لأن بيونغ يانغ ليست على وفاق مع بكين أيضاً.
تبقى إيران الهضبة. المرتفع المطل على آسيا، أو موقع الرماة في ساحة المعركة في نظر العسكر. إيران بموقعها الذي يجعل يدها اليمنى تطاول وسط آسيا، واليسرى تمسك بقلب العروبة النابض دمشق، وبطنها مفتوح وبشهية على الخليج العربي. من هنا جاء الاتفاق النووي الإيراني في نظر واشنطن. جاء من باب الحاجة الجيو الاستراتيجية، لا بناءً على رغبة سياسية شخصية للرئيس أوباما. حيازة طهران التكنولوجيا النووية لم تكن يوماً العقبة أمام التفاهم، بل كان ممكناً التعايش معها إذا استعادت إيران موقعها الجيوسياسي. وإذا لم تستعد طهران موقعها على الخريطة كأيام الشاه محمد رضا بهلوي، فالاتفاق معها مفيد أكثر من الخصام.
يضيف هيكل: “منذ العام 2006 وجدت واشنطن أن النزف الأميركي في العراق وأفغانستان يضعها أمام حقائق جديدة. أهمها أن غرق القوة الأميركية في مستنقع الشرق الأوسط أو غرب آسيا يصب في مصلحة إيران، مهدياً بذلك زمناً إضافياً وثميناً للقوى الدولية الصاعدة والمنافسة كروسيا والصين. بينما الانفراج السياسي مع طهران سيفسح المجال لتفاهمات وظيفية في المنطقة. والانسحاب العسكري الأميركي الممنهج من المنطقة سيكون قيمة مضافة. من هذا المفصل تحولت قناعة الإستبلشمنت الأميركي إلى رغبة عند صانع القرار”.
يختم هيكل بالقول:”نحن إذاً أمام مؤسسة أميركية لم تمانع في أن يرعى أوباما التغيير المطلوب: التوجه نحو قارة آسيا. هذا يعني أن كل الحركة السياسية للرئيس الأميركي في الشرق الأوسط تسير في اتجاه محاصرة القوى الصاعدة: روسيا الاتحادية والصين الشعبية”.
(*) معظم ما ورد في هذه المقالة كان قد نشر في كتابي “الجورنالجي وكاتم الأسرار: محمد حسنين هيكل ومصطفى ناصر”، 2020، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر.