اكتملت حلقةُ الأصدقاء بحضُور من تأخَّر، وقبل أن يتلقَّى اللومَ من الجَّمع الذي طال به الانتظار؛ قال إنه مَعذور.
اكتملت حلقةُ الأصدقاء بحضُور من تأخَّر، وقبل أن يتلقَّى اللومَ من الجَّمع الذي طال به الانتظار؛ قال إنه مَعذور.
لم تكُن المشاعر الحادَّة التي اندلعت أمام الشاشة؛ سوى انعكاس طبيعيّ للمشاهد المتوالية. منبع السُّخط الذي لفَّ الجَّمعَ المُتلهف على تلقِّي الجديد؛ هو الأداءُ العجيب لرئيس أكبر دولة في العالم، أو كهذا يُعرّف نفسَه ويُعرِّف بلدَه، ويتيه علنًا بينما يرمي الإهاناتِ هنا وهناك، ويخرقُ التقاليدَ المُتعارَف عليها في نطاقِ الدبلوماسية الرشيدة. جاور السَّخطَ استياءٌ وعدم تصديق؛ منبعهما سوءُ الإدارة والتنظيم، وغياب أبسَط الأدوات الضَّرورية عن المَحفَل الضخم، وظهور المُنظِمين بمظهرٍ أقلّ من المُتوقَّع.
في نقاشٍ غير مُعتاد، تبادل الجالسون الرأيَ حول جريمة محِتمَلة في أحد أعمال الدراما؛ لا أدلة واضحة على حدوثها، ولا يوجد ما ينفيها؛ إنما شكوك تحوم هنا وهناك وتجعل الموقِف غير مُريح. أشار بعضٌ باللجوء إلى تشريح الجُّثمان، بينما فضَّل آخرون عدم اتخاذ هذا الإجراء؛ صونًا لسلامة الجَّسد المتوفَّى وعملًا بالمبدأ الذي يؤكد أن ما راح لن يعود بأي حال.
بحكم تنقلي بين عديد الوظائف والمهام تعدد من ساقني الحظ للعمل تحت رئاستهم. منهم الصالح ومنهم الطالح ومنهم جميعًا استفدت. قليل من خلف جروحًا لم تندمل، ولعله من حسن حظي، وحظوظ مرؤوسين عملوا معي من بعدهم، أنها لم تندمل. أعترف هنا، وربما للمرة الأولى، أنني بذلت من الجهد والمثابرة ما يكفي لمنعي من أن أقع ذات يوم في نفس الخطأ أو أرتكب نفس الجرم. أعترف أيضًا، وبالتأكيد ليس للمرة الأولى، أنني مدين بكل حسنة التزمتها ونصر حققته لوالد قام بواجبه وأساتذة في الجامعة اهتموا بإرشادي ورؤساء عمل أخلصوا في عملهم خلقًا وعلمًا وكفاءة ووطنية فكانوا نعم النموذج والمثال.
دار النقاشُ بين عدد من الأصدقاء والصَّديقات حول إمكانات الذِّهاب إلى أحد المَشاتي التي تتمتَّع بجوٍّ مناسب، مع حلول فصل الخريف. فضَّل بعضُهم التوجُّه جنوبًا لمدن الصعيد، بينما أراد آخرون السَّفرَ لإحدى مُحافظات البحر الأحمر؛ لكن الاستطرادَ في الكلام أوضح أن الفريقين كليهما إنما يُعبِّران عن أمنيات لم يَعد تحقيقها في المُستطاع ولا عجب؛ فقد تخلَّى كثير الناس عن عاداتهم مع تدهوُر الأوضاع الاقتصادية، واكتفوا من طقوسهم بالكلام والذِّكرى.
رفض بائع الروبابيكيا أن يأخذَ الغطاءَ القديم ولو دون مُقابل. فاوضَته المرأةُ من شُرفتِها؛ لكنه سألها عن مُكيِّف أو شاشةٍ أو حتى كُتُب. اغتاظت وزَعقت: يعني أعمل إيه؟ فرد مُشيحًا بذراعه: ارمه في المَقلَب القَّريب.
من بعيد، تتلألأ دمشق كجوهرة خالدة، يراها المسافر المتعب بعد رحلةٍ كأنها ألف عام. إنها جوهرة الشرق وذاكرة الأرض، التي وُلِدَت مع أول خيط نور عرفته البشرية. أحلام الملوك وجنون الفاتحين، تنفست تنفس تدمُر فتربّعت على عرش الصحراء، وأصبحت سيدة القوافل التي وقفت في وجه روما العظيمة.
أعتقد أنني كنت بين أوائل الذين تفهموا رد فعل شعب كندا على ما خصهم من دبلوماسية الهزل والاستخفاف التي يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. بدون شك أساء لنفسه ولكن الأهم أنه أضاف مادة جديدة إلى معلومات الذين يتابعون بكثير من القلق المسيرة الانحدارية لسمعة الولايات المتحدة ومكانتها. تفهمت رد فعل شعب كندا الغاضب والمشبع بمهانة شديدة على اقتراح الرئيس الأمريكي ضم أو انضمام كندا كولاية إضافية إلى الخمسين ولاية أمريكية.
في جبل عامل، حيث تحمل أشجار الليمون موسماً جديداً وتُنبت الحقول ربيعاً مُبكّراً؛ حيث تقف الجبال شاهدة على أزمنة متعاقبة من المجد والانكسار نبحث بين الركام عن بقايا الحلم.
أعود راضياً إلى قناعة تولدت في شيخوختي المبكرة عندما اكتشفت في أطفالنا مصدراً للحكمة وتفسيراً أو تبريراً لبعض تصرفاتنا.