Featured 1 Archives - Page 3 of 303 - 180Post

800-31.jpg

من أكثر الالتباسات التي تعمل على بثها أدوات الدعاية، فيما يرتبط بالمجتمعات وحركات التحرر، التي تلتزم النهج الحسيني؛ موضوع الشهادة وفلسفتها، حيث يعتبرها البعض -عن جهل أو عن إرجاف- أنها طلب للموت، أو أنها نأي بالنفس عن تحمل المسؤولية في الدنيا، أو أنها تعبر عن الفشل والنهاية، أو أنها تمثل وجهًا من وجوه الهزيمة والانكسار.

88bca15b982a2b316a6be2fd748e3be9.png

شكّل التدخّل العسكريّ الروسيّ في سوريا قبل نهاية عام 2015 نقطة تحوّلٍ حاسمةٍ، لم يكن هدفها المُعْلَن إنقاذ شخص بشّار الأسد بقدر ما كان يهدف إلى إعادة تموضع روسيا كقوةٍ عالميّةٍ عظمى على السّاحة الدّوليّة. جاء هذا التدخّل ردًا على الخسائر الجيوسياسيّة التي تكبّدتها موسكو بعد أزمة أوكرانيا وشبه جزيرة القرم عام 2014 وما تبعها من عقوباتٍ غربيّةٍ مؤلمةٍ. لقد اختارت موسكو سوريا لتكون ساحةً لـ"ردّ الاعتبار" وتأكيد أنّها طرفٌ أساسيٌّ لا يمكن تجاهله في معالجة القضايا الإقليميّة.  

800-27.jpg

منذ اندلاع "حرب الإسناد" اللبنانية في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، دخل لبنان مرحلة من التوتر العسكري والسياسي غير المسبوق، حيث واجه حزب الله تحديات عسكرية وأمنية من بوابة الحدود الجنوبية وضغوطًا سياسية متصاعدة في الداخل ومن الخارج. أدّت مآلات هذه الحرب إلى التأثير على مكانة الحزب الإقليمية. اليوم، يقف حزب الله أمام مفترق طرق حاسم بين مقاومة الانتهاكات الإسرائيلية وحماية موقعه السياسي أو الخضوع لتسويات داخل الدولة اللبنانية. يقدّم هذا التحليل قراءة مفصّلة لتطورات ما بعد حرب الإسناد، وحجم التحديات التي تواجه الحزب والطائفة الشيعية على حدّ سواء.

600-7.jpg

النخبة الفكرية اليوم تعيش في لحظة اختبار أخلاقي وتاريخي. هي حضور اجتماعي واعٍ يملك حسّ المسؤولية تجاه زمن تغمره الفوضى، وتتصاعد فيه موجات اللجوء والخوف والعنصرية والإسلاموفوبيا. في هذا المشهد، يتقدّم المثقف كفاعل في قلب العاصفة، يقرأ البنية الرمزية للعنف، ويُفكّكها، ويعيد تركيب الوعي الجمعي على أسس العدالة.

444-19-730x438-1.jpg

بعد أن وضعت حرب غزة أوزارها، توجهت الأنظار إلى "الجبهة التالية"؛ فهل تكون الجبهة الشمالية مع لبنان، بحيث تشتعل ولا تنطفىء إلا بموجب اتفاقية مشابهة لاتفاقية غزة؛ وبالتالي من يقرأ جيداً مواقف الرئيس اللبناني جوزاف عون، سواء في ما يخص فتح باب التفاوض كما حصل مع الترسيم البحري قبل ثلاث سنوات أو بالدعوة إلى "إسناد لبنان بنموذج هدنة غزة"، يجد أنها تصب في خانة قطع الطريق أمام الحرب بالذهاب مباشرة إلى التفاوض، حول القضايا الأمنية العالقة بين الجانبين.

Genocide.jpg

في قطاع غزة، لم يقتصر الدمار على الجدران، بل طال الروح والذاكرة والمكان. الاحتلال هجّر نحو مليونَي فلسطيني، وهدم بيوتهم ومسح أحياءهم، في جريمة ممنهجة استهدفت استقرارهم النفسي وارتباطهم بالأرض. لم تعد العودة تعني الرجوع إلى المنزل الخاص بل إلى فراغ. في "العِرقبادة"، تحوّل الوطن إلى ركام، وتحولت الخيام إلى ملاذٍ مؤقت، بينما تظلُّ الهوية عصيّة على الهدم.

800-23.jpg

تختصر القضية الفلسطينية قرناً من الصراع بين مشروعين متناقضين: مشروع استعماري استيطاني إحلالي غربي غُلّف بالشعار الصهيوني، ومشروع تحرّري عربي فلسطيني حاول مقاومة التفكيك والاقتلاع. منذ وعد بلفور عام 1917 وحتى قمة شرم الشيخ في تشرين الأول/أكتوبر 2025، تعاقبت المبادرات والمفاوضات، وتبدّلت العناوين من “الأرض مقابل السلام” إلى “السلام الاقتصادي”، فيما ظلّ جوهر الصراع واحداً: من يملك الحق في الأرض والهوية والسيادة؟

799.jpg

شهدت تسعينيّات القرن الماضي ذروة النّفوذ العالميّ للمنظمات غير الحكوميّة (NGOs)، حيث نمت أعدادها وميزانيّاتها بشكلٍ غير مسبوقٍ في ظلّ رؤيةٍ متفائلةٍ لمجتمعٍ مدنيٍّ عالميٍّ قادرٍ على قيادة التّقدّم في قضايا حقوق الإنسان والبيئة. مثّلت منظمات كبرى مثل "أوكسفام" و"منظمة العفو الدوليّة" و"الشفافيّة الدوليّة" قوىً فاعلةً نجحت في حشد الرأي العام والتأثير في سياسات الدّول، بل والإسهام في صياغة معاهداتٍ دوليّةٍ مهمّة كـ "اتفاقية حظر الألغام المضادّة للأفراد" و"اتفاقيّة الأمم المتّحدة لمكافحة الفساد".

640.jpg

فُتِحَ باب الأمل مع توقّف الإبادة الجماعيّة في غزّة، لكنّ التخوّف ما زال جاثماً ممّا ستحمله الأيّام القادمة. توقّف التجويع، إلاّ أنّ منظر ترحال فلسطينيي غزّة بين أنقاض الشمال والجنوب يُلقي بظلّه، بانتظار "سلامٍ" توقّعه دول كبيرة، لا حريّة فيه ولا سيادة ولا حتّى.. هويّة فلسطينيّة. لا مهرجانات وأهازيج في فلسطين مع وقف الحرب برغمَ أهميّة الأمر بعد سنتين من المعاناة، بل.. ترقّبٌ وصمود.

800-18.jpg

السيادة.. السيادة. لازِمةٌ تتكرَّرُ كثيراً في لبنان. الدستور اللبناني أكَّدها نصَّاً وأبقى مفهومَها مُلتبِساً. لا شيءَ اِستثنائيَّاً في ذلك. كلُّ دساتيرِ العالمِ أَقرَّتْ مبدأ السيادة منذ أنِ اخترعَ أرسطو في اليونان هذا المصطلحَ وصولاً إلى مراحلِنا الحديثةِ مع هوبز وروسو ومونتسكيو وبودان، ومع ماركس وإنجلز ولينين وغيرِهم عند البحث في مسألة الدولة والسلطة والهويّة. المفهومُ الأرسطي يركِّزُ على أنَّ السيادةَ هي السلطة العليا للدولة.