أعاد سقوط النظام السوري بقيادة بشار الأسد تحديد الاتجاهات والأولويات في ما يخص الواقع السياسي اللبناني، كأنّها لعبة الأواني المستطرقة، من بيروت إلى بغداد مروراً بدمشق.
أعاد سقوط النظام السوري بقيادة بشار الأسد تحديد الاتجاهات والأولويات في ما يخص الواقع السياسي اللبناني، كأنّها لعبة الأواني المستطرقة، من بيروت إلى بغداد مروراً بدمشق.
يقول "معهد واتسون" الأميركي في تقرير له نشره قبل نحو شهر إن الأميركيين "موّلوا ما يصل إلى 70 % من المجهود الحربي لاسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023"، ومع ذلك فإن الرؤية تركّزت عند بنيامين نتنياهو على أنّ "الإنقاذ" لا يكون إلا عبر "انصهار" إسرائيل بالمنطقة ومد شرايينها في جسدها كشرط وحيد، لازمٍ وكافٍ، لاستعادة "نسغ" الحياة الذي لم تعد "رحمه" الغربية كافية للقيام بالفعل .
عامَ 2006، بعد عُدوانِ الثلاثةِ والثلاثينَ يوماً الإسرائيليّ - الأميركيّ على لبنان، جدَّدتْ كوندوليسا رايس [وزيرة الخارجية الأميركية السابقة بين 2005 و2009] عبارة "الشرق الأوسط الجديد"، وأضافتْ بِدعتَها "الفوضى الخلَّاقة".
في 18 كانون الأول/ديسمبر 2024، شهدت العاصمة التركية أنقرة لقاءً لافتاً للانتباه بمضمونه وتوقيته بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي. هذا اللقاء الذي اتسم بالتركيز على قضايا الأمن والاستقرار الإقليمي، يعكس عمق العلاقة بين البلدين والرجلين، ويرسم ملامح شراكة استراتيجية تنمو وسط التحديات السياسية والأمنية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط.
"يقول الكاتب الفرنسي الشهير François de la Rochefoucauld: الشمس والموت لا يمكن التحديق بهما! وربّما كان كاتبنا يعني بالشمس، الملك لويس الرابع عشر الملقَّب بـ"ملك الشمس" (والذي عاصره Rochefoucauld). أستذكر قوله اليوم، لأنّني أرى أنّه ينطبق كثيراً على حال الصحافيّين الاستقصائيّين الذين يُصرّون على التحديق في الشمس، عندما يقارعون السلطة. وعلى التحديق في الموت، عندما يَلِجون الأخطار".
مع تحديد تاريخ التاسع من كانون الثاني/يناير 2025، موعداً لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية، استعاد الوسط السياسي نقاشاً يتجدد مع هذا الإستحقاق الدستوري، حول العديد من المواد الدستورية.
منذ تنفيذ مشروع جمع مقاتلي المجموعات السورية المسلحة في مدينة إدلب غداة تثبيت مناطق "خفض التصعيد" برعاية دول "مسار أستانة" عام 2017؛ بدأت ترتسم سيناريوهات مستقبلية لهؤلاء المقاتلين الذين يزيد عددهم عن ثلاثين ألفاً؛ وتولت دول "المسار" (تركيا وروسيا وإيران) تحييد هؤلاء المقاتلين الموجودين في مدينة محاصرة من الجيش السوري.
مرّ أسبوع على سقوط نظام البعث وآل الأسد في سوريا ولا تزال الأسئلة تتوالد بشأن أسباب الانهيار السريع لهذا النظام الذي حكم سوريا برئيسين فقط على مدى 54 عاماً، كما تتوالد الأسئلة أيضاً عن أبرز الخاسرين وأبرز الرابحين من هذا الانهيار، ولا يقل عنها عدد الأسئلة عن الاتجاه الذي تنحو إليه الدولة السورية الجديدة.
لطالما التحفت العديد من الأنظمة الديكتاتورية والأحزاب في وطننا العربي رداء تحرير فلسطين، لتأتي الوقائع وتُبيّن لنا العكس.
لم يعتد اللبنانيون التعامل مع خطر مماثل للتفكك السوري الراهن بعدما تفجّر المجتمع السوري في العام 2011 بصواعقَ خارجية وداخلية.