تحضر إسرائيل ويغيب النظام العربي في المواجهة الديبلوماسية الدائرة في فيينا حول المشروع النووي الإيراني، علماً أن هذه المواجهة تتعلق بشكلٍ أو آخر بالمجال الجيوسياسي العربي وتنعكس نتائجها على مصائر العرب ومستقبلهم.
تحضر إسرائيل ويغيب النظام العربي في المواجهة الديبلوماسية الدائرة في فيينا حول المشروع النووي الإيراني، علماً أن هذه المواجهة تتعلق بشكلٍ أو آخر بالمجال الجيوسياسي العربي وتنعكس نتائجها على مصائر العرب ومستقبلهم.
لم يبقَ لنا إلا الموسيقى دليلاً حياً على إنسانيتنا. سبيلنا إلى ذلك قلة من المغامرين الموسيقيين. المؤلف الموسيقي اللبناني الدكتور عبدالله المصري ينتمي إلى مدرسة عالمية إنسانية موسيقية ولدت نوتاتها في صفوف توزعت بين لبنان وروسيا والكويت.
أما وقد إنتهى الأسبوع الديبلوماسي بين روسيا والغرب إلى لا شيء، وتصاعدت لغة الإنذارات المتبادلة في ضوء تباعد مواقف الجانبين من الأزمة الأوكرانية، صار لزاماً طرح السؤال التاريخي للينين والآن.. ما العمل؟
منذ النزول الأميركي الى البر الأسيوي في مطلع القرن الحادي والعشرين، دخلنا حقبة عصر الفوضى. فوضى سُرعان ما تعولمت بفضل الميديا والسوشيل ميديا الجديدة. يستطيع أي مواطن ولو كان يقيم في غابة معزولاً عن العالم أن يصبح وكالة أنباء. دقة الخبر تفصيل. المهم التعميم. إنتفت الحدود الفاصلة بين الحقيقة والشائعة أو الكذبة.
بعد أكثر من عامين من بدء الانهيار اللبناني غير المسبوق منذ الإستقلال حتى يومنا هذا، يبدو ان المصالح الداخلية التي تحكمت بحراك 17 تشرين/أكتوبر قد لاقت نجاحاً اكبر من تلك الخارجية، حتى الآن على الأقل.
هناك نظريّة في علوم الإعلام والاتّصال مهمّة جدّاً. يعتمدها طلاّبنا في معظم أبحاثهم. اسم هذه النظريّة "ترتيب الأولويّات". إنّه التعريب المُنتقى لاسمها الأصلي: Agenda-Setting Theory. تنطلق هذه النظريّة، من فرضيّة وجود علاقةٍ طرديّة؛ بين حجم اهتمام الإعلام بقضيّةٍ معيّنة، وبين حجم اهتمام الجمهور بهذه القضيّة.
دول في منطقتنا تتوخى لنفسها العَظَمة فتدعي لنفسها المواجهة مع الامبريالية أو القوة العُظمى المهيمنة في العالم.
شهر يمر بعد شهر وشكوى الناس في تونس من السياسة تزداد تردداً. جرّبوا الديموقراطية بعد مدة طويلة من حكم غير ديموقراطي. عشت معهم مرحلة من مراحل حكم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. لم أشكُ ولا كانوا يشكُون. فواقع الحال كان يشهد بأن هؤلاء الناس لم يعرفوا من قبل نظاماً غير هذا النظام ولا حاكماً غير هذا الحاكم. خرجوا من الاستعمار ليجدوا الرجل في انتظارهم وفي وعيه يتردد صدى قناعته أنهم خرجوا من الاستعمار على يديه. لولاه ما كان الاستقلال ولا كانت تونس الحديثة.
كانت أم عثمان (ونلفظها "عتمان" في قريتنا) امرأة عجوزة، حرمتها إغراءات المدينة من رؤية أولادها وأحفادها إلاّ في مناسبات نادرة. كنا كأطفال نسألها دائماً (تقليداً للكبار من أهلنا): "كِيفِك يا أمّ عتمان"؟ وكانت دائماً تجيبنا: "شو بدّي قول.. التعبان تعبان".