لم يعش بلد ما عاشه لبنان من انخراط في لعبة الأمم ولم يخضع بلد لتجاذب إقليمي، كما خضع ويخضع لبنان، في إنتظار صياغة التفاهمات او التوافقات او الاتفاقات الكبرى.
لم يعش بلد ما عاشه لبنان من انخراط في لعبة الأمم ولم يخضع بلد لتجاذب إقليمي، كما خضع ويخضع لبنان، في إنتظار صياغة التفاهمات او التوافقات او الاتفاقات الكبرى.
في الشكل، بدا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل كأنه يفتح الأبواب بإستعانته بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بوصفه "صديقا"، وصولاً للقول له "أقبل بما تقبل به أنت لنفسك. هذا آخر كلام لي بالحكومة"، لكن أبعد من الشكل، ماذا يمكن أن يحتمل هذا الكلام في طياته؟
تحكم الهاجس الصيني بكل مفاصل الجولة الأوروبية للرئيس الأميركي جو بايدن. حتى أنه يقال أن قمة جنيف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأهمية التي ترتديها بحد ذاتها، رمى البيت الأبيض من ورائها إلى تحييد روسيا عن المواجهة الشاملة التي تخوضها الولايات المتحدة مع الصين.
ليس أسهل لفهم وتفكيك وقائع ومستقبل الحياة السياسية في السودان وتحولاتها من النظر في التأريخ السياسي لمصر، وليس، في هذا السياق، أيسر من القول بأن الكثير من مظاهر الحياة في السودان انعكاس - يتواصل أو يتقطع - للحياة في الجارة الشمالية الكبرى، وإن بدا في بعض الأحيان مكرراً بصورة تبعث على السأم، وفي البعض الآخر مشوشاً يبعث على الضجر!
فاز إبراهيم رئيسي بالرئاسة. كان ذلك متوقعاً. المفاجأة الوحيدة كانت نسبة التصويت التي قاربت %50. من وجهة نظر نظام الجمهورية الاسلامية ككل، ما حصل هو فوزٌ بشق الأنفس، لم يكن ليحدث لولا تعبئة ملايين المترددين، في الوقت الذي كانت فيه المؤشرات تتحدث عن نسبة اقتراع أقل بكثير من %50، بل في بعضها دون %40.
شهدت الجزائر إنتخابات برلمانيّة إستأثرت باهتمام الخارج أكثر من الداخل. تعدّدت القراءات واختلفت التنبؤات وتباينت التكهنات، لكن الثابت الوحيد فيها، فشل الجميع في تحديد جنس الملائكة وإحصاء الأرانب التي قفزت من قبّعة الساحر/ الصندوق.
حاولتُ جاهدةً اختراق الجمهور المحتشد على تقاطع المتحف في بيروت. كنتُ "أقاتل"، لكي أصل إلى برميلٍ حديدي يعتليه رجلٌ ذو نظّارات سميكة. صرتُ أناديه بأعلى صوتي، وكأنّ بيننا خبزاً وملحاً. ألوِّح له من بعيد، لينتظر مسجّلي الصغير: "يا ريّس أنطوان عَ مهلك.. طوِّل بالك شويّة.. أنا من صوت الشعب.. انطرني"!
يزعم الموارنة أنهم أسّسوا لبنان الكبير عام 1920، عندما ذهب البطريرك الياس الحويّك إلى مؤتمر باريس 1920 ومعه تشكيلة من المسلمين؛ والآن تسعى نخب أكاديمية لبنانية في بعض الجامعات اللبنانية والغربية إلى تغيير نظام لبنان من المركزية إلى الفيدرالية.
لا تعبأ مصارف لبنان كثيراً بالحرب الشعواء والعادلة المشنونة عليها. فالبنوك، المفلسة أو المتعثرة، مستمرة وقائمة برغم عدم وصول المودعين الى مدخراتهم الا بقطّارة الليرة اللبنانية الفاقدة 90 في المائة من قيمتها. كما لو أن لسان حال "البنكرجية" بوجه أعدائهم: نحن الأقوى.. روحوا بلطوا البحر! كيف ولماذا؟
مع شعار "أمريكا عادت" طار الرئيس جوزيف بايدين إلى أوروبا. حمل في حقائب سفره حلماً، أو وهماً كبيراً صنعه هو وأعوانه الأصغر سناً خلال الحملة الانتخابية. وصل وفي ذهنه وأذهانهم أنهم ومن خلال سلسلة قمم متتالية سوف يقنعون الحلفاء من قادة دول الغرب أن أمريكا التي هم في انتظار عودتها عادت.