
ليس في الأمر أصوليات دينية تتصارع وتتحاور في مجال متحيّز، بل هي النازية الجديدة في الغرب. لا على أطراف المجتمع العالمي بل في مراكزه الأساسية، خاصة الجامعات ومراكز التفكير.
ليس في الأمر أصوليات دينية تتصارع وتتحاور في مجال متحيّز، بل هي النازية الجديدة في الغرب. لا على أطراف المجتمع العالمي بل في مراكزه الأساسية، خاصة الجامعات ومراكز التفكير.
بعد ثورة 2011، التي كانت ثورة عربية شاملة، شدّدت الأنظمة العربية القبضة على شعوبها، واحتاجت لمن يحميها من غضبها، فكان التطبيع حركة شملت عدة أقطار عربية، إضافة الى الدولتين اللتين كانتا وقعتا اتفاقات صلح. اعتبرت الدول العربية، وهماً أو غير ذلك، أن إيران خطراً عليها. فهي، أي هذه الدول، تتعرض لتهديد من الداخل والخارج ولم تعد حماية الامبراطورية الأميركية متوفرة سوى عبر إسرائيل. وقد عبّر الأميركيون عن ذلك بما سمي "صفقة القرن"، وهي صفقة حماية الأنظمة العربية ولو عبر قضية لها في الوجدان العربي ما ليس لغيرها.
الطابع الموقت لهدنة الأيام الأربعة في غزة، لا يلغي ما تعنيه من دلالات في السياسة. فهي تشكل أول تراجع إسرائيلي عن السقوف العالية، التي حدّدتها "حكومة الحرب" عند بدء الحرب على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وهي "سحق" حركة "حماس" عسكرياً وسلطوياً واستعادة 240 أسيراً، قبل أي توقف للقتال.
الزلزال الذي أصاب "إسرائيل" في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما زالت ارتدادته تضرب في عمق الكيان الصهيوني، سياسياً وأمنياً وعسكرياً وإقتصادياً واجتماعياً، من خلال عدم القدرة على حسم المعركة مع المقاومة في فلسطين.
تبدو الحرب الإسرائيلية ضد غزة مستمرة دون أى أفق زمنى معروف أو يمكن تقديره، طالما أن إسرائيل متمسكة بالأهداف غير القابلة للتحقيق التى رفعتها منذ اليوم الأول.
لن يشعر الرئيس الصيني شي جين بينغ بالضغط الذي يشعر به نظيره الأميركي جو بايدن عندما يجتمعان على هامش قمة "آبيك" في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأربعاء المقبل، بعدما زادت حرب غزة من مشاغل الولايات المتحدة العالمية.. وهي في ذروة انقسامها الداخلي.
في إطلالة هي الثانية منذ اندلاع حرب غزة، قبل 35 يوماً، وجّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رسالة واضحة إلى الأميركيين، مفادها أنكم تريدون منع توسع الحرب إقليمياً، ليس عليكم سوى التسريع بوقف النار في غزة.. ما عدا ذلك، يبقى التدحرج الميداني في الإقليم محتملاً في الآتي من أيام.
قلّما يعير الداعون للسلام أهمية للأيديوجيا الصهيونية.. هم طيّبون جداً ولا يحبون الدّم ومشاهد الأطفال الخائفة. دعاةُ سكينة واطمئنان، إلى درجة أنهم يُسقطون، سهواً وبراءة، الأيديولوجيا الصهيونية من قاموسهم، على عكس ما يفعلون مع حركات المقاومة، وجُلّ من لا يسهو طبعاً!
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالة للكاتب الأميركي توماس فريدمان تميّزت بلغتها الخبيثة ومقارناتها الأخبث ينصح فيها القيادة الإسرائيلية بعدم التورط في الحرب البرية في غزة، وقال مخاطباً الإسرائيليين: "لا تضيعوا في الأنفاق". في ما يلي نص ما كتبه فريدمان:
لم تعد الكلمات تجد مطرحاً لها في مواجهة الدم الذي يفوق كل خيال متصور. هي مذبحة وأكثر. هي حرب إبادة وأكثر، وبرغم ذلك يقف العالم متفرجاً، لا بل تعطي الولايات المتحدة من خلال رفضها وقف النار الفوري رخصة بالقتل المفتوح. قطاع غزة يُشعرنا في كل دقيقة وساعة أننا أسرى هذا الصمت العربي المتمادي.. ماذا بعد؟