بأي حساب لم تكن الأسابيع الأخيرة مرحلة طيبة في التاريخ الحديث للمنطقة التي نعيش فيها، وككل مراحل التاريخ يصعب جداً تحديد نقطة بداية هذه المرحلة وبطبيعة الحال يصعب أيضاً وربما أكثر التنبؤ بلحظة نهايتها.
بأي حساب لم تكن الأسابيع الأخيرة مرحلة طيبة في التاريخ الحديث للمنطقة التي نعيش فيها، وككل مراحل التاريخ يصعب جداً تحديد نقطة بداية هذه المرحلة وبطبيعة الحال يصعب أيضاً وربما أكثر التنبؤ بلحظة نهايتها.
ككل سنة، يتميّز الثلاثون من آب بالاحتفالات الرسمية والشعبية في تركيا، وباستحضار "نوستالجي" للماضي حول انتصار مصطفى كمال "أتاتورك" في "حرب التحرير الوطنية" عام 1922.
بعد توقيع الإتفاق التاريخي بين إيران والسعودية في بيجينغ في ١٠ آذار/مارس ٢٠٢٣، وهو الإتفاق الذي كسر الجليد بين البلدين وأسّس لعودة العلاقات الثنائية ولمرحلة جديدة من التعاون الثنائي والإقليمي، تبين أن الولايات المتحدة لم تكن تتوقع هذا الإتفاق بل فوجئت به.
كانت روزنامة مواعيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخارجية، تتضمن زيارة إلى تركيا في 15 آب/أغسطس الماضي، غير أن سلسلة من التطورات بينها مواقف مستجدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أزعجت بوتين وأثارت حفيظته، فقرر إلغاء زيارته إلى أنقرة.
لطالما كان الجيش التركي معقلاً لـ"الأتاتوركية". أنشأ باني الجمهورية وقائدها العسكري الأعلى مصطفى كمال الجيش "الحديث"، وجعله حامياً لحكمه أولاً، ومن ثم لفكره العلماني وإرثه ثانياً. لكن ذلك تغيّر اليوم وبات من الماضي.
قبل أشهر من انتخابات تركيا الأخيرة (أيار/مايو الماضي)، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن شعار حملته، "قرن تركيا الذي يجب أن يبدأ اليوم قبل الغد". تركيا التي تحدث عنها في رؤيته للجمهورية في ذكرى مئويتها تُعدُ نموذجاً أولياً لنوع القوى المتوسطة التي على واشنطن أن تتوقع ظهورها في عصر المنافسة الجيوسياسية الحالية، بحسب آشلي آيدينتاسباس وجيريمي شابيرو (*).
«ليس فى السياسة صداقة دائمة، ولا عداء دائم؛ ولكن هناك فقط مصالح دائمة». مقولة خالدة، أطلقها اللورد البريطانى، بالمرستون، فى القرن التاسع عشر؛ تعبيرا عن مبدأ «التوازن الدولى» فى حقبة «السلام البريطانى». ذلك الذى كان يضمن للامبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس، وضعا دوليا، يسمح بتفوقها على سائر الأمم؛ كما يحصنها ضد أى مخاطر، يمكن أن تهدد أمن أو مصالح الجزر البريطانية.
لا يقتصر الإدعاء الواهم حول "نهاية معاهدة لوزان" على عوام الناس فقط، بل يتعداها ليصبح منطلقاً فكرياً لأصحاب الشأن المهم كذلك. يقول الإدعاء الواهم إن المعاهدة الموقعة في 24 تموز/يوليو 1923 في مدينة لوزان السويسرية، والتي دخلت حيز التنفيذ في 6 آب/أغسطس عام 1924، ستنتهي بعد مرور مئة عام بالضبط، و"سيتم الإفراج عن بنودها السريّة".
"تحول الشرق الأوسط إلى الدبلوماسية وتطبيع العلاقات بين دوله له فوائد لا جدال فيها، لا سيما من منظور منع نشوب صراعات جديدة"، كما يقول غوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "مجموعة الأزمات الدولية"، في مقالة له في "فورين أفيرز"، إلا أنه يستدرك بالتحذير من أن الصراعات المتشابكة في المنطقة "يمكن أن تكون شرارة لتفجير صراع أكبر؛ خصوصاً تلك الدائرة بين إسرائيل من جهة، والفلسطينيين وإيران وحزب الله من جهة أخرى.
كانت المنطقة العربيّة موطناً لهجرات بشريّة كبيرة، ومنبعاً لهجرات كثيفة منذ قدم التاريخ. وقد شكّل ذلك أحد أسس تفاعلها مع محيطها وعاملاً في الحضارة التي تُميّزها.