
إلى أبعد من حرص موسكو على كبح جماح التوجهات الأطلسية لغالبية دول الفضاء السوفييتى السابق، مقابل التعاضد الغربى لتحجيم الوصاية البوتينية على دول شرق أوروبا، يمضى التصعيد المتبادل بين موسكو والغرب، على وقع الأزمة الأوكرانية المحتدمة.
إلى أبعد من حرص موسكو على كبح جماح التوجهات الأطلسية لغالبية دول الفضاء السوفييتى السابق، مقابل التعاضد الغربى لتحجيم الوصاية البوتينية على دول شرق أوروبا، يمضى التصعيد المتبادل بين موسكو والغرب، على وقع الأزمة الأوكرانية المحتدمة.
دلّت الاجتماعات الأوروبية فى النصف الثانى من السنة الماضية وتلك التى يجرى التحضير لها للأشهر الستة المقبلة، والحاملة لمواعيد معينة، أن هنالك انشغالا أوروبيا جديدا أم متجددا، كما يقول البعض، لتعزيز دور أوروبا على الصعيدين الداخلى والخارجى. يدفع إلى ذلك الأزمات التى تحاصر أوروبا من الداخل والخارج.
سُئلت إن كنت أتوقع، أو أنتظر، نهاية قريبة للنظام الدولى القائم. أجبت بنعم ولكن لن تكون النهاية قريبة جداً كما يعتقد أو ينتظر البعض. صحيح أن بعضا من مقومات النهاية تتجمع بكثافة كالسحب قبل أن تمطر، ولكنه صحيح أيضاً أن سحباً أخرى نراها عند الأفق تتجمع وتعلن عن قرب قدومها بشرارات ضوئية وانفجارات رعدية، وفى الغالب تنتظر دعماً أكبر لتزداد نضجاً وقدرة على تغيير الأحوال فى اللحظة المناسبة.
أما وقد إنتهى الأسبوع الديبلوماسي بين روسيا والغرب إلى لا شيء، وتصاعدت لغة الإنذارات المتبادلة في ضوء تباعد مواقف الجانبين من الأزمة الأوكرانية، صار لزاماً طرح السؤال التاريخي للينين والآن.. ما العمل؟
لا تشي تصرفات فلاديمير بوتين إلى نيته غزو أوكرانيا، بل تغيير الوضع السائد في شرق أوروبا منذ ما بعد انتهاء الحرب الباردة، وبالتالي إعادة روسيا جهة فاعلة رئيسية في الأمن الأوروبي. خطة بوتين هي إبقاء "الناتو" خارج أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا، وإبقاء الصواريخ الأميركية خارج أوروبا. أهداف تتقاطع مع قرب ترشُح بوتين لانتخابات 2024، بحسب ديمتري ترينين، مدير مركز "كارنيغي" في موسكو في هذا التقرير (*).
سؤال واحد يُربك أوروبا والولايات المتحدة: هل يريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا فعلاً؟ أم أن الحشد الحدودي لا يعدو كونه رقصاً على حافة الهاوية من أجل تحقيق مطلب واحد، ألا وهو منع كييف من الإنضمام رسمياً إلى حلف شمال الأطلسي؟
خصّصت مجلة “فورين أفيرز” (Foreign Affairs) عددها الصادر في تموز/يوليو – آب/أغسطس 2021 للملف الصيني، وتضمن مقالات عدة، بينها مقالة للكاتب يان شوتونغ، عميد معهد العلاقات الدولية في جامعة تسينغهوا بعنوان "الصين.. أن تصبح قوياً". في هذا الجزء الثالث، يؤكد شوتونغ أن بكين تأمل بحص توترها مع أميركا في المجال الإقتصادي فقط!
سمعتُ وشاهدتُ وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن قبل أيام قليلة يهدد وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف بأن بلاده سوف تتعرض لعقوبات جسيمة لو أقدمت على عمل يمس سيادة أوكرانيا. سمعته هو نفسه، قبل أسبوع، يُهدّد الصين بإجراءات أمريكية قاسية لو أنها تدخلت في شئون تايوان.
حاول الأميركيون في بداية الجولة السابعة من مفاوضات فيينا التصرف كأنهم هم من يدير المفاوضات من الفندق المحاذي لفندق كوبورغ، عبر الطلب من الوفد الأوروبي تلاوة بيان بإسمهم، وكان رد الوفد الإيراني أننا نفاوضكم أنتم وليس الأميركيين ولا نقبل بلغة التهديد، فما كان من رئيس الوفد الأوروبي إلا الإعتذار من أول الطريق!
على الرغم من مضى قرابة نصف قرن على حرب أكتوبر 1973، ما يزال الغرب مسكونا بهاجس استخدام مصادر الطاقة كسلاح جيوسياسى إبان الأزمات الدولية الطاحنة أو النزاعات الإقليمية المسلحة.