
يسلط أنطوان شلحت، كبير الباحثين، في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) الضوء على الدوافع المعلنة وراء قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشن حرب ضد إيران وما هي الغايات الممكنة أو تلك التي يصعب تحقيقها.
يسلط أنطوان شلحت، كبير الباحثين، في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) الضوء على الدوافع المعلنة وراء قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشن حرب ضد إيران وما هي الغايات الممكنة أو تلك التي يصعب تحقيقها.
يجلسُ بوّاب أمام القانون حارسًا. يأتيه رجلٌ من الأطراف طالبًا الدخول، فيُجيبه البوّاب: "ليس الآن". ينتظر الرجل. يسأله في النهاية: "هل سيُسمح لي بالدخول لاحقًا"؟ ردّ البواب: "ممكن.. لكن ليس الآن".
«أحكمنا الآن السيطرة التامة على أجواء إيران، كانت لدى طهران منظومات رصد ودفاع جوى، لكنها لا تضاهى التقنيات المصنعة والمصممة عندنا، نعرف بدقة موقع المرشد على خامئنى، هو هدف سهل لنا، لكننا لن نستهدفه الآن تفاديا لإصابة مدنيين أو جنودنا، صبرنا ينفد، وعلى سكان طهران إخلاؤها فورا، وعلى إيران الاستسلام من دون شروط».
نستطيع أن نصف "عدوان الثالث عشر من حزيران/يونيو" أنه آلية اشتغال على البنية الرمزية للخصم. كان الهدف تعرية البنية الرمزية الإيرانية أمام ذاتها. فكل حرب، في جوهرها، ليست نزاعًا على الأرض فقط، بل على حق تمثيل الأرض، على سلطة اللغة التي تَسكُن الخرائط، وتعيد إنتاج الأنا في مواجهة الآخر.
في زمن الحرب الإسرائيلية ضد إيران في العام 2025، يعود اسم مردخاي فعنونو، ذلك الفني النووي الإسرائيلي المغمور الذي قلب معادلة الردع منذ نحو أربعة عقود، ليحضر من جديد، لا كتفصيل تاريخي، بل كرمز في النقاش المتجدد حول مستقبل الردع، حدود القوة، وتآكل السيادة.
تنفس بنيامين نتنياهو الصعداء، وحقق حلماً راوده أكثر من ربع قرن، وأقترب من تتويجه ملكاً على "إسرائيل"، بُعيد شروعه بضرب المشروع النووي الإيراني، لكن هذا الحلم دونه عواقب جمّة ووخيمة في آن واحد.
باتت المعادلة واضحة. لا شيء يملكه الإسرائيلي أكثر جدوى من سلاحه الجوي لإصابة بنك من الأهداف على الأرض الإيرانية. ولا شيء تملكه إيران أفضل وأكثر جدوى من ترسانتها الصاروخية التي وفّرت لها تحقيق الحد الأدنى من التوازن. من يكسر هذا التوازن وكيف؟
ليست الحرب مجرّد صواريخ وقذائف ورصاص ولهب ومسيّرات، ومجرّد دكٍّ وتفجيرٍ لمعسكرات العدوّ ومراكزه الجليّة والخفيّة كما نشاهد اليوم على الشّاشات. أبداً. قبل أيّ شيء آخر، الحرب هي مسألة خيارات روحيّة وعقائديّة وقِيميّة وأخلاقيّة.
أدخل الهجوم "الإسرائيلي" المباغت على إيران منطقة الشرق الأوسط في متاهة حربٍ لا أحد يستطيع التنبؤ لا بنتائجها ولا بتوقيت نهايتها. وبمعزل عن الضربة القاسية التي تلقتها إيران والمتمثلة بخسارة قادة عسكريين وأمنيين وعلماء نوويين إضافة إلى تضرر مواقع نووية ومنشآت عسكرية وحيوية، من السذاجة الظن أنها سترفع الراية البيضاء.. وإذا كان هذا الأمر مستبعداً، فما هي السيناريوهات المرتقبة؟
أنقذت الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة ضد إيران، رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون ودفعته إلى مراجعة أجندته الفلسطينية. حُدّد يوم الأربعاء، 18 يونيو/حزيران، موعداً لما سُمّي «مسار السلام» في مقر الأمم المتحدة بنيويورك. حدّد ماكرون هدف مبادرته التي كان يريد أن يقوم بها برفقة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: إعادة إحياء حل الدولتين.